لاعبة سانت إيتيان ميتربول ومنتخب اليد سارة عزي للنصر

تأقلمت في فرنسا حتى لو كان الحنين للوطن والعائلة يأسرني

تحدثت لاعبة المنتخب الوطني لكرة اليد سارة عزي عن كيفية التحاقها بنادي سانت ايتيان ميتربول الفرنسي، في أول تجربة احترافية لها في أوروبا، مؤكدة في حوارها مع النصر، أن البطولة المحلية تعج باللاعبات القادرات على الاحتراف، كما عرجت اللاعبة السابقة لفريق بومرداس إلى عودة المنتخب النسوي لأجواء المنافسة، بعد فترة توقف دامت ثلاث سنوات، معربة عن أسفها الشديد لتضييع البطولة الإفريقية المقبلة، بسبب تعرضها لإصابة قوية على مستوى الكاحل مع ناديها الجديد.

*مرحبا سارة، كيف هي الأحوال، وهل بالإمكان أن نجري حوارا بخصوص تجربتك الاحترافية مع نادي سانت إيتيان، ونظرتك المستقبلية للمنتخب..
مرحبا بكم، أنا على أحسن ما يرام وإن كنت متأثرة بعض الشيء من إصابتي القوية على مستوى الكاحل، ولهذا أعتذر منكم الآن وسأكون تحت تصرفكم في اليومين القادمين، كوني منشغلة الآن بعملية العلاج للعودة سريعا إلى المنافسة.
أتواصل مع تينا صالحي وأتمنى مستقبلا كبيرا لحيمر
*(عاودنا الاتصال بها بعد أيام)، هل أنت متاحة الآن للإجابة عن أسئلتنا؟
أجل، واعتذر منكم مجددا، بعد استحالة الرد على أسئلتكم في المرة الأولى.
‏*بعد انقطاع دام لثلاث سنوات كاملة، ‏ما رأيك في ‏عودة المنتخب النسوي لكرة اليد إلى أجواء المنافسة، وهو الذي شارك مؤخرا في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران ؟
بعد توقف دام ثلاث سنوات للمنتخب الوطني النسوي لكرة اليد، أتذكر جيدا فرحة التجمع في أول لقاء لنا في المعسكر التحضيري الأول بعد الاستئناف، ودوافع كل لاعبة كانت حاضرة آنذاك ضمن القائمة الخاصة بالمدرب، ويعلم الجميع أن كرة اليد في الجزائر تعاني، وخاصة كرة اليد النسائية، كما ندرك أيضا أن الجميع يعي الظروف والعواقب التي يمكن أن تتركها فترة سبات دامت 3 سنوات كاملة.
على العموم، أريد أن أؤكد لكم أن إرادة الفتيات لم تكن غائبة أبدا خلال الفترة السابقة، وفي منافسة الألعاب المتوسطية بالتحديد، ولذلك على المسؤولين الاهتمام أكثر بهذا الفريق النسائي، وصدقوني أن النتائج ستكون حاضرة بعد كل شيء، وكما يقال من جد وجد، ومع العمل والمثابرة والإخلاص لدى كل شخص معني، فإن منتخبنا الوطني للسيدات سوف يتسلق السلم، وسيكون في المكانة المناسبة.
مشاكل الاتحادية وغياب التكوين ونقص الوعي وراء تدهور اليد الجزائرية
*يضم منتخب السيدات، العديد من النجمات الناشطات في مختلف البطولات الأوروبية وفي فرنسا بالتحديد، ألا ترين أن مثل هكذا أمور من شأنها خدمة كرة اليد النسوية، الباحثة عن مكانة لها على المستوى القاري ؟
كما تعلمون المنتخب الوطني للسيدات، يستعين بأفضل اللاعبات من الجنسية الجزائرية، ولا يهم إن كانت الأسماء الحاضرة قادمة من الجزائر أو أوروبا، ومن ترونها معنا تستحق مكانها، ويمكنها جلب ميزة إضافية للفريق والجزائر، وإذا أردنا الحديث عن المستقبل، فيمكننا الاعتماد أكثر على اللاعبات الصاعدات (اليافعات)، كونهن قادرات على جلب الإضافة المرجوة لو يلقين الاهتمام الكافي.
*كيف ترين مستقبل كرة اليد، في ظل الظروف والمعطيات الحالية ؟
سأكون كاذبة إن أخبرتكم أنني على علم بمستقبل كرة اليد الجزائرية، في ظل الظروف والمعطيات الحالية، وآمل من أعماق قلبي أن يسير كل شيء على ما يرام على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، كما أتمنى أن يهتم المسؤولون بالفريق النسائي وليس بالفريق الأول فقط، وسيكون من الضروري أيضا التركيز على فئات الشباب في المستقبل، وأن تعمل الأندية على التكوين مع الاستعداد بكل جدية، وندرك أن الجهات الفاعلة هي الوحيدة التي بإمكانها تغيير هذه الوضعية.
أكيد هناك عواقب ستتركها فترة سبات دامت 3 سنوات
*من وجهة اعتقادك، ما هي أسباب تراجع مستوى كرة اليد الجزائرية في آخر السنوات ؟

هناك بالفعل عدة عوامل وراء تراجع مستوى كرة اليد الجزائرية، بدءا من المشاكل على مستوى الاتحاد، وصولا إلى الأندية التي لم تعد مهتمة بالتكوين، كما لا يجب نسيان نقص الوعي لدى اللاعبين الشباب وحتى أصحاب الخبرة.
*حدثينا عن كيفية الانتقال من البطولة المحلية صوب نادي سانت إيتيان ، في أول تجربة احترافية في أوروبا ؟
أعترف أن كل شيء حدث بسرعة كبيرة، حيث تم الاتصال بي في بداية التحضير أي في شهر أوت الماضي، وفي الشهر الموالي مباشرة (سبتمبر)، وجدت نفسي في فرنسا رفقة نادي سانت إيتيان ميتربول، وصدقوني لطالما أردت أن تكون لدي تجربة ناجحة في إحدى البطولات في فرنسا، ولست نادمة على الإطلاق على انضمامي لهذا الفريق، حتى وإن كانت وضعيتي جيدة في فريقي السابق بومرداس، الذي أفتقده بالمناسبة، نظير كل ما قدمته معه من مستويات.
نملك لاعبات جيدات في الجزائر بإمكانهن الاحتراف
‏*هل وجدت معالمك بسهولة، ‏وكيف تقيمين مستواك لحد الآن؟
بصراحة تأقلمت بسرعة مع فريقي الجديد، حتى لو كان الحنين إلى الوطن والعائلة حاضرين في البداية، وأتوجه بالشكل الجزيل لأسرة الفريق ككل سواء موظفين أو لاعبات، الذين عوضوني هذا الغياب منذ أول يوم، وبخصوص أدائي ومردودي لحد الآن، فقد قمت بتسجيل "6/6" في مباراتي الأولى (6 إصابات من ست محاولات)، ولسوء الحظ بسبب إصابة في الكاحل غادرت أثناء لعب المواجهة الثانية.
*هل تتواصلين ‏مع باقي اللاعبات المحترفات، ‏وما هي النصائح التي تلقيتها من زازاي و البقية ؟
لكي أكون صريحة معكم، لم يكن لدي أي تبادلات مع الفتيات الأخريات الناشطات هنا في فرنسا، باستثناء الحارسة تينا صالحي التي وصلت هي الأخرى منذ أيام قليلة فقط إلى أوروبا وكذلك حيمر، التي أتمنى لها مستقبلا كبيرا.
متأسفة لغياب الاضطراري عن البطولة الإفريقية المقبلة
*لست الوحيدة المحترفة بأوروبا هذا الموسم،  فهناك الحارسة الدولية تينهينان صالحي أيضا، هل هذا يؤكد أن لدينا لاعبات متميزات في البطولة المحلية؟
أجل، لدينا لاعبات جيدات في البطولة الجزائرية، ويمكنهن اللعب بأريحية في الدوري الفرنسي، سواء بالنسبة للرجال أو السيدات، وكما يقال إذا أراد الجزائري شيئا باستطاعته فعله، وما علينا سوى الإيمان بمؤهلاتنا وتجريب حظنا في حال أتيحت لنا الفرصة كما حصل معي ومع تينهينان، في انتظار التحاق أسماء أخرى.
آمل أن يهتم مسؤولو الاتحادية بالفريق النسوي كفريق الرجال
*بماذا تريدين ختم هذا الحوار ؟
إلى جانب كل ما حدثتكم عنه، أنا متأسفة للغاية لغيابي الاضطراري عن البطولة الإفريقية المقبلة، في ظل معاناتي من التواء على مستوى الكاحل، واستغل الفرصة لأتمنى كل الحظ لزميلاتي اللاعبات، ولم لا ينجحن في البصم على النتائج المرجوة، التي من شأنها أن تعيد بعض الاعتبار لكرة اليد النسوية.
حاورها: سمير. ك