بلماضي مطالب بتغييرات وأحبذ استدعاء شبان مثل زولياني وبوعناني
• طاقم بوقرة متكامل وأنتظر منه التتويج بالشان
• لم أطعن في قرار تعيين بسكري مديرا فنيا
دعا المدرب زكريا جبور الجماهير إلى المساهمة في إنجاح دورة بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، المقرر أن تعطى إشارة انطلاقتها بعد أيام، ما يضمن تقوية ملف ترشح الجزائر لاحتضان نهائيات النسخة 35 من كأس أمم إفريقيا لعام 2025، وقال التقني الحامل لأعلى شهادات التدريب الأوروبية في حوار مع النصر، إنه يتمنى جنوح الناخب الوطني جمال بلماضي، لتغييرات تنهض بمستوى الخضر، محبذا اللجوء إلى استدعاء بعض الشبان على غرار عوار وشعيبي وآيت نوري وأيضا الثنائي الواعد إيدي زولياني لاعب تولوز وبدر الدين بوعناني متوسط ميدان نيس.
*بداية نتحدث معك بخصوص مونديال قطر، كيف ترى تتويج منتخب الأرجنتين؟
التتويج أكثر من منطقي، ولقاء السعودية كان مفتاح الفوز، خاصة من الجانب البسيكولوجي، فمنتخب "التانغو" امتلك فريقا متكاملا مقارنة بالبقية، وهذا من خلال حيازته على حارس رائع و خط دفاع صلب، وحتى وسط الميدان أعجبني كثيرا في وجود لاعب بمواصفات "ماكاليستار"، دون نسيان الهجوم القوي بقيادة ميسي ودي ماريا والسريع ألفاريز، فمقارنة بمنتخبات أخرى، على غرار البرازيل الأرجنتين كانت الأجدر، بالنظر إلى الانسجام الموجود في كل الخطوط.
اللاعب رقم 10 لم يعد له وجود في أدبيات الكرة الحديثة
*هل فاز المنتخب الأفضل بالدورة، وما رأيك في إثارة وتشويق المباراة النهائية؟
حقيقة مونديال قطر 2022 كان النسخة الأفضل عبر التاريخ، فقد بلغت الإثارة في المباراة الختامية ذروتها، فعندما تكون فائزا بهدفين نظيفين إلى غاية الدقيقة 80، وينجح بعدها المنافس في تعديل النتيجة بتلك الطريقة فتلك هي حلاوة كرة القدم، وهذا من أبرز الأسباب التي جعلت هذه الرياضة الأكثر متابعة، على العموم استمتعنا جميعا بنهائي رائع، ولا أعتقد أن أحدا قد توقع مثل هكذا سيناريو، خاصة وأن التشويق تواصل إلى غاية الأوقات الإضافية، بعد أن تقدمت الأرجنتين من جديد، ولكن الفرنسيين تداركوا ذلك مجددا عن طريق كيليان مبابي، على العموم ما شد انتباهي أكثر في النهائي كيفية توظيف مدرب "التانغو" ليونيل سكالوني للاعب أنخيل دي ماريا، حيث فاجأ "الديكة" بوضعه كجناح أيسر، لينجح الأخير في صنع الفارق كونه جلب ضربة جزاء، كما سجل الهدف الثاني، مستغلا هشاشة الدفاع الفرنسي الذي لم يكن في يومه، بسبب مرض خمسة لاعبين قبيل المباراة الختامية، وهو ما أفقدهم الكثير من قوتهم، وما حدث مع فاران خير دليل، فالأخير لم يقو على مواصلة اللعب إلى غاية صافرة النهاية.
*ألا ترى أن الكرة أنصفت أخيرا الأسطورة ليونيل ميسي ؟
ميسي نال سبع كرات ذهبية محققا رقما قياسيا من الصعب كسره، واعتبره أفضل اللاعبين على مر التاريخ، ولكن للأمانة ليونيل لم يكن أفضل لاعبي "التانغو" في هذه الدورة، فالفضل في التتويج يعود بدرجة أكبر للحارس مارتينيز ولدي ماريا، ولكن هذا ليس إنقاصا لقيمة ميسي الذي هو أسطورة حقيقية، واستحق إنهاء مشواره الدولي بالفوز بلقب كأس العالم، الذي يضاف إلى كأس كوبا أمريكا.
الحديث عمن يتحمل مسؤولية الإخفاق أمام الكاميرون غير مجد
*ماذا عن الموهبة مبابي ووصوله إلى 12 هدفا من أصل مشاركتين فقط (سجل 4 أهداف في مونديال روسيا 2018 و8 أهداف في مونديال قطر) ؟
كيليان لاعب من طراز رفيع ولو ينجو من شبح الإصابات سيكون خليفة ميسي ورونالدو، فلا أحد يمتلك مستواه في الوقت الحالي، وأتوقع أن يكون أفضل لاعب فرنسي في كل الأوقات، فهو يمتلك كل شيء ونضجه محيّر رغم صغر سنه، وفي قطر كان صاحب الفضل في الوصول إلى النهائي، رغم امتلاك الديكة للاعبين مثل كومان وديمبيلي، هو مبرمج للفوز والألقاب، وعودته السريعة لتدريبات باريس رغم خيبة خسارة لقب المونديال تحمل في طياتها الكثير.
*كمختص ما هي أبرز الملاحظات التي سجلتها حول كأس العالم الأخيرة، وهل الكرة الجميلة والممتعة لم تعد كافية لنيل الألقاب، على غرار ما حصل مع منتخب البرازيل الذي أقصي أمام منتخب كرواتيا المنضبط تكتيكيا ؟
سجلت ملاحظات بالجملة، فتقنيا المستوى كان مميزا، وكل المنتخبات حققت إحصائيات رائعة من حيث عدد التمريرات الناجحة، كما أن التنظيم والانتشار وصل أعلى المستويات من طرف غالبية المشاركين، وبالتالي ضاقت المساحات، ناهيك عن قرب انقراض فكرة الاعتماد على اللاعب رقم 10، الذي لم يتبق فيه سوى لوكا مودريتش مع منتخب كرواتيا، ناهيك عن المتاعب الكبيرة التي باتت تواجه اللاعب السريع، فالثنائي ديمبيلي وموسيالا لم يجدا الفراغات المطلوبة لاستغلال سرعتهما الكبيرة، وهذا كله بسبب الفكر الدفاعي لجل المدربين تقريبا، كما أود إضافة شيء آخر، وهو اعتماد بعض المدربين في مباراة واحدة على عدد من الخطط التكتيكية والانتقال بينها بسلاسة كبيرة، وهذا كله بسبب النضج الكبير للاعبين، الذين يتماشون مع كل التعليمات والأفكار المقدمة لهم.
جمهورنا يحترم الضيوف وسيقدم صورة جميلة عن بلده
*هل المنتخب الوطني أضاع على نفسه مشاركة تاريخية لعديد المعطيات، أبرزها إقامة هذا المونديال ببلد عربي وفي مساندة جماهيرية قوية ؟
عكس النسخ السابقة، كانت الفرصة مواتية أمام منتخبنا للوصول إلى أبعد محطة ممكنة، ولما لا البصم على مشاركة تاريخية، خاصة وأن البطولة أقيمت ببلد عربي، وكانت ستعرف حضورا جماهيريا قياسيا للجزائريين، ولكن للأسف حدث ما لم يكن في الحسان في لقاء الإياب أمام منتخب الكاميرون، إذ أضعنا تذكرة التأهل في آخر الثواني، وهو ما جعل الإقصاء صعبا ومريرا، ولكن هذه هي كرة القدم، وعلينا طي تلك الصفحة والتركيز على ما ينتظرنا من استحقاقات مهمة.
*بصراحة من يتحمل مسؤولية الإخفاق أمام الكاميرون، المدرب أم اللاعبون أم الحكم غاساما ؟
مثل هكذا أمور لن تفيدنا بشيء، كونها أصبحت من الماضي، ولهذا علينا طي صفحة هذا الإخفاق بشكل نهائي والتركيز على كيفية بناء منتخبات وطنية قوية في كل الأصناف.
*أنت مع بقاء بلماضي أم كنت تفضل التغيير ؟
جمال بلماضي قام بعمل كبير ووصل بالمنتخب إلى مستوى عال، من خلال الفوز بكان 2019، ولكن صراحة كنت أتمنى أن يسلم المشعل لشخص آخر، ومع بقائه فهو مطالب بالقيام بتغييرات جذرية، وهذا من خلال ضخ دماء جديدة شابة، بالموازاة مع تقدم سن بعض الركائز، خاصة على مستوى خطي الوسط والهجوم.
مونديال قطر أفضل النسخ ولقاء السعودية مفتاح تتويج الأرجنتين
*بلماضي يستعد لضخ دماء جديدة من خلال استدعاء عناصر، في شاكلة عوار وآيت نوري وشعيبي، هل هؤلاء قادرون على جلب الإضافة المرجوة؟
أحسن إستراتيجية في الوقت الحالي هي استدعاء الشبان، مثلما فعلنا سابقا مع رياض محرز، حيث جلبناه للخضر من نادي ليستر سيتي، ولم يكن معروفا، غير أنه تطور مع المنتخب، الذي كان له الفضل أيضا في وصوله فيما بعد إلى السيتي، أنا أحبذ استدعاء شبان، في شاكلة فارس شعيبي لاعب تولوز، فالأخير أراه بعد ثلاث سنوات في باريس سان جيرمان أو فريق آخر قوي، وكذا زميله الآخر في نفس النادي إيدي زولياني الذي تمت ترقيته مؤخرا إلى الفريق الأول وهو في سن 18، إضافة إلى بدر الدين بوعناني لاعب نادي نيس، وكلها أسماء سيكون لها شأن كبير إلى جانب ريان آيت نوري وعوار وكل من لديه رغبة في تقمص ألوان الخضر، أما من هو متردد وينتظر في التفاتة من فرنسا فعلينا طي صفحته.
*المنتخب المحلي على بعد أيام قليلة من انطلاق الشان، كيف ترى حظوظ أشبال بوقرة ؟
أتمنى كل التوفيق للمنتخب المحلي المقبل بعد أيام قليلة على خوض بطولة الشان، ولا أنتظر شيئا آخر من غير التتويج بالكأس، خاصة وأن الدورة تلعب ببلدنا، صدقوني ثقتي كبيرة في طاقم مجيد بوقرة المتكامل، والذي يضم عدة مدارس كروية، وبحول الله سيكون لهم شأن كبير ولما لا ينجحون في إهدائنا لقب جديد.
غيابنا عن المونديال أضاع عنا فرصة الوصول لأبعد محطة
*ما هي رسالة للجمهور الجزائري قبيل انطلاق الشان وهل الجزائر قادرة على الفوز بشرف تنظيم كان 2025 ؟
هذه فرصة ثانية بعد ألعاب البحر الأبيض المتوسط، من أجل التأكيد على أحقيتنا واستعدادنا لتنظيم أكبر التظاهرات الرياضية، فنحن لدينا كل المؤهلات من ملاعب وفنادق وشبكة مواصلات، وأنتظر الكثير من "الشان"، من أجل الفوز بشرف تنظيم كان 2025، ولهذا أتمنى من الجمهور الجزائري أن يدعم هذه البطولة بكل ما أوتي من قوة، ولما لا يقدم صورة جميلة عنا وعن بلدنا، وواثق أننا سنحترم الجميع، وفي مقدمتهم منتخب الكاميرون الذي سيحظى بكل الترحاب.
الكرة أنصفت ميسي ومبابي سيكون أفضل فرنسي لكل الأوقات
*هل صحيح أنكم طعنتم في قرار تعيين مصطفى بسكري مديرا فنيا ؟
هذا كذب، ومن قام بنشر هذا الكلام هدفه ضرب العلاقة التي تجمعنا. قلتها وأعيدها مصطفى بسكري تتوفر فيه كل الشروط، فهو دكتور في الرياضة، وله خبرة أكثر من 40 سنة كمدرب، وأتمنى له النجاح في هذه المهمة الصعبة.
حاوره: سمير. ك