تمكن التلميذ عبد الغاني فردي، من الظفر بالمرتبة الثالثة وطنيا، في مسابقة سومو روبوت المنظمة بولاية سطيف، حيث يمثل الجزائر حاليا في منافسات عالمية في الصين، على أمل التألق مجددا خصوصا وأن اهتمامه بعالم الروبوتيك بدأ في سن صغيرة وسبق له أن حقق إنجازات وبطولات على المستويين الوطني و الدولي، كما يطمح لإكمال مسيرته الدراسية والعملية في هذا المجال الواعد.
ويحمل عبد الغاني في جعبته كما قال للنصر، الكثير من الأفكار الكبيرة للاستثمار بشكل مستقبلي في الروبوتات الذكية، لمساعدة وتسهيل حياة الناس.
ـ النصر: هل يمكن أن تعرفنا بنفسك ومتى بدأ اهتمامك بالروبوتيك؟
-عبد الغاني فردي: اسمي الكامل محمد شاهين عبد الغاني فردي، أبلغ من العمر 17 سنة، أنحدر من ولاية قسنطينة، أدرس بمؤسسة الجنان الخاصة، ومديرها هو من وجهني إلى مؤسسة «الجزري الناشئة للروبوتات»، المتخصصة في إعداد برامج تعليمية وأنشطة متنوعة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي لجميع المستويات، من أجل التسجيل فيها والإبحار في مجال واعد يجمع بين الهندسة، والبرمجة والذكاء الاصطناعي لتصميم وإنشاء روبوتات قادرة على أداء مهام متنوعة.
بدأ اهتمامي بالروبوتيك وأنا في سن صغيرة، حيث كنت أحب الألعاب التي تأخذ مني جهدا ووقتا لكي أصنع منها شيئا مفيدا، على غرار لعبة «الليغو»، التي كنت أركب قطعها لأشكل في الأخير روبوتا.
سبق لي أن شاركت في مسابقة الإيفاست في الروبوتيك «2» و تحصلت على المرتبة الأولى عالميا، كما تحصلت على المرتبة الثانية في مشروع«سمارت هيلب» المساعد الذكي، وذلك بتونس عام 2022، وتحصلت كذلك على المركز الثالث عالميا في مسابقه الإيفيست 3 بمشروع «سمارت هوم» البيت الذكي.
كما تحصلت في عام 2022، على ميدالية ذهبيه في شهادة أورو شامبيون جونيور، أما الجوائز المتحصل عليها في عام 2023، فهي ميدالية برونزيه وكذلك شهادة أحسن فكرة.
ـ كيف كانت مشاركتك في مسابقة الروبوتيك العالمية، حدثنا أكثـر عن التحضيرات و الصعوبات؟
ـ أنا متابع وفي لمسابقة روبوت السومو، التي تنظم في الجزائر سنويا، وذلك لأنني أحس بالمتعة عندما أشاهد الروبوتات تتصارع، وقد قررت المشاركة لأنها رياضة مختلفة، يحاول فيها اثنان من الروبوتات إثبات القوة حتى يدفع أحدهما الآخر خارج الحلبة الدائرية بطريقة مشابهة لرياضة السومو، ويطلق على الروبوتات المستخدمة في هذه البطولة « sumo bots»
كانت تحضيراتي للمسابقة الوطنية جد صارمة وشديدة، كما أحسست ببعض الخوف من أن يتوقف الروبوت الخاص بي، كما وجدت مشاكل في محركات العجلات، لأنني لم استطع برمجتها عن طريق تطبيق بيكتو بلوكس.
ـ خبرنا عن الروبوت الذي صممته أو البرمجيات التي استخدمتها في المسابقة؟
ـ الروبوت الذي صممته يحتوي على أرض وينو، و بطارية و عجلات محركات و أسلاك توصيل، و حساس المسافة وداره التحكم، وهي التي تتحكم في المحركات، وهو روبوت مصنوع من الحديد.
وقد واجهتني تحديات رئيسية خلال تصميم وبرمجة الروبوت تمثلت في نقص الأدوات الإلكترونية، وضعف في محركات العجلات التي أثرت على مشي الروبوت، لأن وزنه أكثر من طاقة المحرك.
ـ كيف كان شعور الفوز؟
ـ رغم الصعوبات التي واجهتني إلا أنني شعرت بسعادة كبيرة عند فوزي بالمرتبة الثالث في المسابقة الوطنية، وتمنيت الحصول على المرتبة الأولى لأنني اجتهد كثيرا مع التحضيرات التي أشرف عليها المدربون علما أني لم أكن أنتمي إلى فريق معين، بل صممت الروبوت لوحدي.
أشير أيضا إلى أن الشخص الوحيد الذي دعمني هو أبي، وقد فعل ذلك ماديا ومعنويا، وليس في المسابقة فقط بل منذ صغري، دون أن ننسى فضل الله عز وجل وتوفيقه.
ـ ما هي النصيحة التي تقدمها للراغبين في تعلم هذا المجال؟
النصيحة التي أقدمها للشباب الراغب في المشاركة في مسابقة الروبوتيك، هي أن لا يملوا من هذا المجال في البداية، و يتحلوا بالصبر والحزم، حتى يصلوا إلى مرادهم، لكي يتحول التعب إلى استمتاع عند صناعة الروبوت.
الروبوتيك مجال ممتع جدا ورائع، لأنه يتركك تفكر في بعض المشاريع التي تساعد الناس عبر العالم، و توظيف الروبوتات الذكية لخدمة الإنسان بشكل أفضل و تسهيل الحياة، لذا فإن التفكير في مشروع مماثل ما قد يفيدك ويفيد المجتمع، وقد رأينا ذلك خلال فترة تفشي وباء كوفيد 19، أين ضاعف الحجر الصحي من مشاكل المرضى و صعب الحياة على الكثيرين منهم، و أقعد بعضهم في الفراش دون حراك، لدرجة يصعب معها الحصول على الأدوية، وذلك قررت إنجاز روبوت « ممرض» يتنقل من مكان إلى آخر، من أجل تقديم الدواء إلى المريض مجنبا إياه عناء النهوض بنفسه.
ـ هل لديك خطة مستقبلية للتطور أكثـر في عالم الروبوتيك؟
ـ ليس لدي خطة واحدة بل خطط كثيرة، أريد أن أواصل مسيرتي الدراسية في مجال الروبوتيك ثم العمل فيه، كما لدي بعض الأفكار ومشاريع بإذن الله ستكون من أحسن المشاريع التي سأقدمها للوطن.
لينة دلول