الأحد 2 فبراير 2025 الموافق لـ 3 شعبان 1446
Accueil Top Pub

الفنان سليم الشاوي في حوار للنصر: الكلمات النظيفة سر استمرارية الأغنية الشاوية والتراثية

يرى الفنان سليم سدحان، ابن مدينة سكيكدة، المشهور فنيا باسم سليم الشاوي، أن الأغنية الشاوية لا تزال محافظة على تميّزها وسط الزخم الذي تعرفه الساحة الفنية من طبوع غنائية، داعيا المغنين الشباب للعودة للأصل بتقديم أغان هادفة ترقى للذوق العام، ومعتبرا بأن تراجع عدد المهرجانات التي كانت تحتضنها عديد الولايات أخر ظهور أسماء فنية جديدة. 

 حاوره: أحمد ذيب

شاركت مؤخرا في حفل افتتاح الطبعة العاشرة للمهرجان الوطني لموسيقى الشباب بأم البواقي بعد غياب 7 سنوات، كيف تقيم مشاركتك في المهرجان؟
سليم الشاوي: كل الشكر للقائمين على المهرجان الذين وجهوا لي الدعوة للمشاركة في حفل افتتاح الطبعة العاشرة، أين أعطوني فرصة للالتقاء بجمهوري والتواصل معه من خلال الركح، و الذي تفاعل مع الأغاني التي قدمتها كثيرا، وأنا جد سعيد بتلاحم الفنانين في الولاية وحبهم للأغنية الشاوية والموروث الثقافي واهتمامهم بقدماء الفنانين والموسيقى الشاوية بطابعها العصري الشبابي، في ظل هذا الركود الذي تشهده الساحة الثقافية.
المهرجان الوطني لموسيقى الشباب، هو بالنسبة لي من أهم المهرجانات على المستوى الوطني، وهو الذي يعزز الاحتكاك بين الفنانين، ويساهم في كل مرة بتوفير فرصة لتبادل الآراء والخبرات والأفكار وكذا الألحان والكلمات، فهو ملتقى يجمع الفنانين، كما أن الأغنية الشاوية متميزة والساحة الفنية مليئة بمغنين شباب، وهذا المهرجان مفخرة لولاية أم البواقي. 
كيف ترى الأغنية الشاوية والسطايفية وتموقعها في ظل منافسة بقية الطبوع؟
عندما تطغى الرداءة في مجال، يسهل تمييز الأمور النوعية، والأغنية الشاوية وكذا السطايفية بلغت مرحلة التميز، في الشرق تحديدا ما تزال الأغنية نقية والكلمات محترمة، وهذه مفخرة للفنانين الذين يحترمون فنهم وجمهورهم.
أغاني الطابعين الشاوي والسطايفي لا تزال تؤدى بكلمات راقية وتتغنى بالأم والوطن، وهناك العديد من الفنانين الشباب والنجوم يؤدون الطابعين باحترافية، على عكس بعض الطبوع التي تتغنى بأشياء مخالفة للعادات والتقاليد المجتمعية، و تتحدث عن الهجرة السرية «الحرقة»،والمخدرات والمهلوسات وغيرها، وهذا أمر مشين، ولذلك في نظري فإن نقاء الأغاني السطايفية والشاوية هو ما يضمن استمرارها، ويفسر القبول الذي تتمتع به لدى الجمهور.
يتوجه الشباب اليوم تلقائيا للأغاني المتميزة، الأغنية الشاوية لا تزال في موقعها ومحافظة على مكانتها، وعديد الأسماء الفنية تؤدي أغان هادفة، وتوجد أغان تصل للمتلقي بعيدا عن الكلام البذيء والموسيقى المسروقة والكلمات الغريبة، وحتى وإن غاب بعض الفنانين عن الساحة لفترة، فإن عودتهم تكون دائما قوية وبكلمات ورسالة هادفة.
التكرار لا يعيب الفنان
لماذا يميل الفنانون إلى تكرار الأغاني التراثية الشاوية بدل إنتاج أغان جديدة، هل هي أزمة كتاب؟
إن تكرار الأغاني القديمة أو التراثية من قبل الفنانين الشباب ليست مشكلة أبدا ولا عيبا وأنا واحد من هؤلاء الفنانين، فعند بداياتي الأولى قمت بإعادة أداء بعض أغاني الفنانة بقار حدة والمرحوم عيسى الجرموني، وبعدها صنعت لنفسي اسما وألفت ألبوماتي الخاصة، واشتهرت بعديد الأغاني على غرار «زوالي وفحل» و»ماعنديش منك عشرة» وغيرها، وهذا النجاح لم يوقف اعتمادي على الأغاني التراثية كذلك.
مؤخرا بولاية عين الدفلى، تم تكريم شاب تفوق في مسابقة محلية بأدائه لإحدى أغنياتي وتم توجيه الدعوة لي قصد تكريمي، وقد ذكرني ذلك ببداياتي التي تشبه بدايات الفنانين الشباب عموما الذين يفضلون الاستناد عند الانطلاقة الأولى إلى أرث مشايخ الفن والاستلهام من موسيقاهم لصناعة أغان وألحان تعبر عنهم وتميزهم عن غيرهم في مرحلة لاحقة من الاحتراف.
لماذا أفلت نجوم كانت لامعة في سماء الفن وغابت عن جمهورها، هل للأمر علاقة بحركية المهرجانات؟
أين هو مهرجان تيمقاد، وأين مهرجان جميلة، عديد الفعاليات الكبرى التي كانت تعرفها هذه المدن ومدن أخرى مثل قسنطينة وعنابة، والطارف، وسوق أهراس غابت لسنوات، على غرار مهرجان خميسة المحلي بسوق أهراس، الذي نظم في طبعة واحدة بالمسرح الروماني ثم توقف.
أذكر أني كنت مشاركا في تلك المناسبة بمعية الفنانة المرحومة نعيمة عبابسة، وقد شاركنا بسعر رمزي في حفل الافتتاح، وأعتقد فعليا أن ولاية بحجم سوق أهراس تستحق أكثر من طبعة، لأنها مدينة الآداب والفنون والعلوم، وهذه الثلاثية كما تعرفون هي سر ازدهار وتقدم الدول والشعوب، ويبقى الفن صورة مباشرة لكل المجالات، فكلما تتحسن الأوضاع يظهر الفنان، و كلما تتأزم يغيب ويختفي تدريجيا.
هذا رأيي في معادلة الموهبة والتكوين
انطلاقا من تجربتك الفنية هل تؤمن بأن النجاح يتحقق بالموهبة فقط أم يوجب التكوين كذلك؟
أنا لست أستاذا في الموسيقى، مع ذلك يمكنني توظيف تجربتي الصغيرة إن صح الوصف لتكوين المغنيين الشباب وتلقيهم مبادئ الغناء، الفنان يجب أن يكون عنصرا فاعلا في مجتمعه ولذلك أحاول أن أقدم ما أقدر عليه من المساهمات، لأني موقن أن الأداء المتميز قد يكون أفضل طريقة للتعليم، شخصيا تعلمت أداء «عين الكرمة» حين سمعتها على لسان الوالدة، ولو سمعتها ربما على لسان الفنان عيسى الجرموني لما كنت لأحفظها، أمهاتنا لم يتكون موسيقيا لكنهن امتلكن حسن الذائقة، وساهمن في تناقل عديد الأغاني من جيل لجيل خاصة في الأعراس، ومن خلال المدائح.

من جهة ثانية، أستحسن جدا فكرة تدريس الموسيقى في الجامعات، وأعتقد أنها خطوة مهمة للطلبة الموهوبين لتعلم المبادئ الأساسية في الموسيقى، فالأمر بالنسبة لي يتعلق بالجميع، ولكل دوره في خدمة الفن الهادف.
ماذا عن المساهمة الاجتماعية لماذا لا ينخرط فيها فنانون كثيرا بعكس النجوم في الخارج؟
يختلف الوضع بالنسبة لي، فأنا اليوم منخرط في عديد الجمعيات والمنظمات الجماهيرية على غرار المرصد الوطني للمجتمع المدني، وجمعية الوقاية من حوادث المرور، وننظم بين الحين والآخر زيارات للمستشفيات وغيرها، وهي مساهمة مهمة في اعتقادي.
ما هو جديد الفنان سليم الشاوي؟
أنا بصدد وضع آخر اللمسات على ألبومي الجديد الذي يحتوي على ثمانية عناوين منها أغنية «وردة» التي تم إطلاقها، في انتظار الانتهاء من ضبط الأغاني السبعة المتبقية، وسيكون الألبوم متوفرا في السوق تدريجيا، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن أقوم بإطلاقه بكل أغانيه دفعة واحدة، بل أحرص على إطلاق أغنية جديدة في كل مناسبة.
ما هي رسالتك للجيل الصاعد من الفنانين الشباب؟ 
أدعو الفنانين الشباب اليوم للحفاظ على صورتهم لدى جمهورهم، خاصة في ظل إقبال فئات واسعة على وسائط التواصل الاجتماعي، حيث بات من الضروري أن ينشر الإنسان صورة إيجابية عن نفسه، تروج له على مدار السنوات، على عكس الصور والفيديوهات السلبية التي يظل المتابع يحتفظ بها، وقد يعود إليها في أية مرحلة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com