والدي بعث الأغنية الشاوية وهمشت ذكراه وأنا لن أواصل مشواره
أحيت أول أمس، مجموعة من فناني الأغنية الشاوية بعاصمة الأوراس باتنة، حفلا غنائيا بدار الثقافة، تخليدا للذكرى السابعة لرحيل الفنان علي ناصري المعروف في الساحة الفنية والشعبية بـ «كاتشو»، بمبادرة من ابن المرحوم سيف الدين، وتحت إشراف بلدية باتنة وجمعية أصدقاء بلدية باتنة. وعرف الحفل تأدية ابن كاتشو أغنية حملت عنوان «منين نسمع صوتك يا بابا» التي أهداها لروح والده في الذكرى السنوية السابعة لرحيله، وعلى الرغم من إعادة ابن الفنان المرحوم كاتشو لأغاني والده إلا أنه أوضح في هذا الحوار لـ»النصر» بأنه لن يخطو خطوات والده مفضلا تركه لأهل الفن.
بداية، نجدد مواساتنا لكم في إحيائكم لذكرى رحيل الوالد، ما تعليقكم على مبادرة فناني الأغنية الشاوية بمنطقة الأوراس لإحياء الذكرى السابعة لرحيله؟
شكرا لكم على مواساتي وعائلتي في ذكرى رحيل الوالد التي ستبقى مما لاشك فيه ذكرى عالقة في قلب كل من أحب كاتشو، وقبل أن أعلق على مبادرة إحياء ذكراه من طرف فناني منطقة الأوراس، بودي أولا أن أتوجه بالشكر لرئيس بلدية باتنة السيد عبد الكريم ماروك، ومعه السيد سمير بوراس رئيس جمعية أصدقاء بلدية باتنة، كونهما من أشرفا على المبادرة التي كانت باقتراح مني، وقد لقيت كل الدعم منهما، كما أتوجه أيضا بالشكر لكل الفنانين والموسيقيين الذين لبوا الدعوة لإحياء ذكرى «كاتشو» الفنان الذي كان له فضل في بعث وإحياء الأغنية الشاوية، لكن بمجرد وفاته أصبح شيئا منسيا من الماضي وكأنه لم يكن يوما ما.
أفهم من كلامك أن ذكرى والدك كانت منسية وأنك مستاء من ذلك؟
أجل وهو كذلك، كيف لا، ووالدي كان فنانا قدم الكثير للأغنية الشاوية وساهم في بعثها وإحيائها وكان يلبي كل النداءات فغنى للوطن وللوئام المدني وللمصالحة الوطنية، وللأم ولليتيم وكان لا يتوانى لحظة عن تلبية نداءات الخير وهذا ليس رياء مني لكن حزَ في قلبي نسيانه وكأنه لم يكن حاضرا بيننا في يوم من الأيام، حيث كان الفضل في إحياء ذكراه في وقت سابق إلى والي باتنة السيد عبد القادر بوعزقي (الوالي الحالي لولاية البليدة)، ومنذ أزيد من خمس سنوات لم يتذكره أحد من أهل الفن والثقافة.
ما هي أكثر الأشياء التي لا يزال يتذكرها سيف عن والده كاتشو وربما لا يعرفها الجمهور عنه؟
صدقني وفاته على الرغم من مرور سبع سنوات عليها إلا أنها كانت ولا تزال صدمة لي ولكافة أفراد العائلة، ولكل من أحبه، وهو ما جعلني أبادر هذه السنة لإحياء ذكراه التي لن تنطفئ بالنسبة لي فهو كان الأب وكل شيء، والذي تحتفظ ذاكرتي بكل لحظة كان فيها بجانبي، وأما بخصوص أهم المواقف التي لا أزال أتذكرها فباختصار أجيبك بأن والدي كان رجل مواقف بشهادة كل من يعرفه.
تعتلي المنصة لتغني لروح والدك، فهل يعني هذا أنك ستخطو خطوات والدك وتواصل مشواره؟
صحيح أنني قررت بمناسبة إحياء الذكرى السابعة لرحيل والدي أن أغني، وأهدي لروحه ولجمهوره الذي كان يحبه، أغنية اخترت لها عنوان «منين نسمع صوتك يابابا»، والتي تعبر عن شوقي له، والتي أديتها على شكل ديو أنا وصديقي، كما سبق لي أيضا وأن أعدَت أغاني والدي التي اشتهر وعرف بها، لكن هذا لايعني أنني سأقتفي آثاره وأواصل مشواره، حيث قررت الغناء فقط لإحياء ذكراه لا أكثر.
لماذا ترفض مواصلة مشوار والدك خاصة وأنه عبَد لك الطريق بمسيرته الفنية؟
كل ما حققه والدي هو شرف لي، وسأجيبك بالمختصر المفيد فعلى ما أظن أن للفن أهله ولكل ميدان أهله، وأنا لا أرى لي مكانا مناسبا في ساحة الفن، وأفضل الخوض في مجالات أخرى، وأنا أتمنى من كل أعماق قلبي أن يبرز فنان كاتشو آخر يعيد إحياء وبعث الأغنية الشاوية كما فعل والدي.
هل لك من كلمة أخيرة؟
أتوجه بالشكر لجريدة النصر على مشاركتنا إحياء ذكرى رحيل والدي الفنان كاتشو، وأجدد شكري لكل المساهمين والذين لبوا الدعوة لإحياء ذكرى الفنان كاتشو.
حاوره: يـاسين عبوبو