تنازلت عن الإقامة بأمريكا وكسبت مشوارا كرويا ناجحا في الجزائر
يرى قائد وفاق سطيف المخضرم فريد ملولي، بأنه لن يظل بمجال كرة القدم بعد تعليق الحذاء، مشيرا بأنه تنازل عن الإقامة بالولايات المتحدة الأمريكية في وقت من الأوقات، ولم يندم على ذلك، كونه نجح في البصم على مشوار كروي ناجح في الجزائر، كما تحدث ملولي عن يومياته في رمضان، وعدة أمور أخرى تخصه وتخص مجال كرة القدم ستكتشفونها في هذا الحوار الشيق الذي خصنا به.
حــاوره: مــروان. ب
• كيف يقضي فريد يومه في رمضان ؟
ككل الجزائريين أقضيه بين العبادة والتسوق، حيث أنام إلى غاية منتصف النهار، قبل أن أتوجه إلى المسجد لأداء صلاة الظهر، على أن أعود للمنزل من جديد للقيلولة أو متابعة أحد المسلسلات الدينية، لأتوجه للتسوق في الأمسية.
دخلت القفص الذهبي في سن21
• ماذا تفعل بعد الإفطار ؟
أتوجه بعد الإفطار مباشرة إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، التي أحرص على عدم تضييعها طيلة أيام الشهر الفضيل، وبعدها ألتقي أصدقائي من أجل لعب «الدومينو»، على أن أعود إلى البيت في حدود الساعة الثانية أو الثالثة صباحا، ولكن الأمور قد تكون مختلفة هذه السنة، بالنظر إلى أننا لا نزال مرتبطين بأجواء المنافسة، حيث لا تزال تنتظرنا ثلاث مباريات في البطولة الوطنية، دون احتساب كأس الجمهورية التي نحن على موعد لخوض مباراة نصف النهائي أمام مولودية الجزائر.
• ما هي وجبتك المفضلة خلال هذا الشهر الفضيل؟
أنا لا أفرط في الشربة فريك خلال الشهر الفضيل، إلى جانب السمك الذي أعشقه، وأحرص أن يكون متواجدا في طاولة الإفطار باستمرار.
•هل تحب أكل الوالدة أم الزوجة ؟
أحب أكل الاثنين، ولكني تعودت بشكل كبير على قضاء شهر رمضان مع الزوجة، بالنظر إلى دخولي القفص الذهبي في سن مبكرة، حيث عقدت قراني في سن 21 من عمري، وابني الأكبر يبلغ من العمر 10 سنوات.
•هل لديك برنامج تلفزيوني معين تحب مشاهدته خلال شهر رمضان ؟
لست من هواة البرامج التلفزيونية، حيث أعكف على أداء عبادتي الصوم والصلاة على أكمل وجه، مع القيام بتحميل بعض الأفلام الدينية التي أحب متابعتها في فترة الظهيرة.
• ما هي الهواية المفضلة لديك؟
أنا لاعب كرة قدم محترف، ولكني أعشق رياضة السباحة، التي أقوم بممارستها باستمرار في أوقات فراغي، إلى جانب تعلقي بالركض الذي أعتبره قوام أي رياضة، كونه يمنحك القوة على التحمل.
• ماذا كنت تحلم أن تكون في الصغر ؟
ككافة العائلات الجزائرية كانت والدتي حفظها الله تريدني أن أكون طبيبا، ولكني اخترت الرياضة، ما جعلني أترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة، لست نادما على شيء، كون كرة القدم منحتي الكثير، سواء الشهرة أو المال، وأهم شيء أعطتني إياه هو حب الناس واحترامهم.
أعشق السباحة ولست من هواة البرامج التلفزيونية
• متى اخترت التركيز على كرة القدم، وكيف كان ذلك ؟
لقد تمت ترقيتي إلى صنف الأكابر في سن 17 من عمري، حيث نجحت في فرض نفسي في تشكيلة اتحاد سطيف، لأتحول إلى لاعب مهم يتقاضى منح كبيرة في ذلك الوقت، وهذه الأمور دفعتني للتركيز على كرة القدم ولا شيء غير ذلك، خاصة وأنني أدركت بأني قادر على شق طريقي نحو النجاح.
• إذن أنت من خريجي مدرسة إتحاد سطيف وليس الوفاق ؟
أجل أنا من خريجي مدرسة إتحاد سطيف، التي أنجبت لاعبين مميزين حملوا ألوان أندية كبيرة فيما بعد على غرار مليك زرقان وعبد الحكيم سرار، أنا أتشرف لأني ابن الاتحاد، ولكني ممتن للوفاق أيضا، كونه كان سببا في حصولي على ألقاب عديدة، أبرزها لقبي رابطة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي.
• كم تملك من لقب في مشوارك الرياضي؟
أملك خمسة ألقاب، أربعة مع وفاق سطيف وواحد مع جمعية الشلف، وأمني النفس في أن أظفر هذا الموسم بلقبين جديدين، ويتعلق الأمر بلقب البطولة التي نتصدر ترتيبها بفارق مريح عن مولودية الجزائر، دون نسيان كأس الجمهورية التي نتواجد على بعد مباراتين من أجل معانقة التاج.
• نلت ألقابا عديدة، ولكن ما هو اللقب الأغلى في مشوارك ؟
رابطة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي أبرز الألقاب التي نلتها، ولكني أفضل الثاني، كون صديقي وأخي مراد دلهوم قد ظفر به إلى جانبي، حيث لم يكن معنا بعد التتويج برابطة الأبطال، وهو ما جعل فرحة التتويج بالسوبر على حساب الأهلي المصري فرحتان، فرحة الفوز بلقب بهذا الحجم، و فرحة فوز دلهوم الذي قدم الكثير للوفاق، وكان يستحق أن يفرح بتتويجات من هذا النوع.
لن أعمل في مجال كرة القدم بعد اعتزالي لأنه محيط متعفن
• أحسن ذكرى في مشوارك الرياضي؟
دون تفكير عميق أحسن ذكرى في مشواري الرياضي هو فوزي برابطة الأبطال الإفريقية مع وفاق سطيف، وبذلك نجحنا في معانقة هذا اللقب الغالي الغائب عن خزائن الوفاق طيلة مشواره الطويل، لن أنسى تلك اللحظات الجميلة، خاصة وأننا أدخلنا الفرحة على قلوب كافة الجزائريين، وليس أنصار النسر السطايفي فقط.
• ماذا بخصوص أسوأ ذكرى ؟
هناك محطتان سيئتان في مشواري، الأولى خسارتي نهائي كأس الجزائر سنة 2005 مع إتحاد سطيف في د105 أمام جمعية الشلف، والثانية إقصائي رفقة الوفاق بملعب الثامن ماي أمام الموب في لقاء النصف النهائي من كأس الجمهورية، ما حرمنا من الفوز بخماسية تاريخية كانت ستكون الأولى في الجزائر.
• شيء ندمت عليه في مشوارك الرياضي ؟
بقائي مع الشلف لموسم آخر، قبل أن أكتشف بأني أتعامل مع مسؤول غير صادق، لقد ندمت على تلك التجربة، رغم احترامي الكبير لفريق الشلف وجماهيره العريضة التي تقدر التضحيات التي قدمتها لفريقهم في وقت من الأوقات.
• أحسن بلد زرته وتأثرت به ؟
بطبيعة الحال أحسن بلد زرته هو السعودية، وأخص بالذكر مدينة مكة المكرمة التي عشت فيها بعد التحاقي بنادي القادسية، وهي التجربة التي لم يكتب لها أن تدوم طويلا، بعد قراري بالعودة إلى الجزائر، حيث التحقت آنذاك بشباب قسنطينة الذي قدته إلى البقاء، قبل أن اغادر في فترة الميركاتو الشتوي لهذا الموسم.
• ما هو البلد الذي تفكر في الإقامة به لو تغادر الجزائر ؟
لم أفكر يوما في الاستقرار ببلد غير الجزائر، رغم أن الفرصة أتيحت لي في وقت من الأوقات للإقامة بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان لي صديق يعمل بالقنصلية هناك، و لقد وفر لي كافة الوثائق اللازمة من أجل الانتقال القانوني إلى هذا البلد، كما عرض علي الزواج بأمريكية والاستقرار بشكل نهائي هناك، ولكني رفضت، ولست نادما على ذلك الآن، كوني أعيش بسلام في الجزائر.
كرة القدم دفعتني للتضحية بحلم والدتي
• أكبر سرعة وصلت لها بسيارتك الخاصة ؟
لما كنت أحمل ألوان شباب قسنطينة قدت السيارة بسرعة وصلت إلى 200 كلم في الساعة، حيث اضطررت لذلك، كوني كنت متأخرا عن الحصة التدريبية، ولم أشأ تضييعها بأي شكل من الأشكال.
• كلمة حول مضوي و حمّار و زرقان ؟
تعجز الكلمات عن وصف هذا الثلاثي، بالنظر إلى ما قدموه ولا يزالوا يقدمونه للوفاق الغالي، خير الدين مضوي اكتسب خبرة كبيرة في مجال التدريب، بعد معانقته ألقاب غالية، في شاكلة رابطة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي، وأنا أتمنى له مزيدا من التألق والنجاح في مشواره المهني، و بخصوص حسان حمار فهو مسير محنك، حيث نجح في تعويض الرئيس السابق عبد الحكيم سرار، بنجاح رغم التركة الثقيلة التي تركها له هذا الأخير، وأما عن مليك زرقان فهو يقوم بعمل جبار، و أنا أتمنى له السير على خطى مضوي.
أنا من خريجي مدرسة اتحاد سطيف التي أنجبت سرار و زرقان
• أحسن مهاجم واجهته أو لعبت إلى جانبه ؟
المهاجم المتميز الذي لا يمكن نسيانه هو يسعد بورحلي، صدقوني ليس بالسهولة الآن إيجاد خليفته في البطولة الوطنية.
• أحسن مدرب عملت معه ؟
هناك مدربان تركا بصمتهما علي، ويتعلق الأمر بمدرب دفاع تاجنانت الحالي مزيان إيغيل الذي أشرف علي في جمعية الشلف، و خير الدين مضوي مدرب الحالي في الوفاق السطايفي،... فإلى جانب العمل الكبير الذي يقومان به، فهما يمتلكان شخصية قوية مكنتهما من النجاح.
• هل تحلم أن تكون مدربا ؟
بعد نهاية عقدي مع وفاق سطيف، والذي لا يزال يمتد لموسمين إضافيين، سأبتعد بشكل نهائي عن مجال كرة القدم، خاصة وأنني لا أود الاستمرار في عالم النفاق والحيلة،... أنا لاعب محترم يحظى بحب أنصار الوفاق، وكافة مشجعي الفرق الجزائرية الأخرى، وأرغب في الحفاظ على نفس الصورة بعد اعتزالي كرة القدم، ولن أضمن ذلك سوى بمغادرة المحيط الرياضي ككل.
كأس السوبر الإفريقي الأقرب إلى قلبي بسبب صديق دربي مراد دلهوم
• ماذا تقول في الأخير ؟
أتمنى رمضان مبارك لكافة الشعب الجزائري، وأتمنى خلال هذا الشهر الفضيل أن أظفر بالثنائية مع وفاق سطيف، كما أتمكن من أعماق قلبي أن ينجح فريقي السابق شباب قسنطينة في ضمان البقاء، خاصة و أن الأمور أصبحت بيده، بعد العودة بنقطة الأمل من ملعب الحراش.