زوجتي التونسية تحرص على إعداد الأكلات الجزائرية في رمضان
قال المدرب المغترب رشيد بلحوت، بأن نجاحاته الكثيرة جعلت البعض يرجوّن الكثير من الإشاعات ضده، مشيرا إلى أنه فخور بمشواره التدريبي الحافل، سواء في أوروبا أو المغرب العربي،. كما تحدث بلحوت عن يومياته في رمضان، وعدة أمور تخصه و تخص الكرة الجزائرية، تكتشفونها في هذا الحوار الشيق الذي خص به النصر من تونس.
حاوره: مروان. ب
• أين يقضي رشيد بلحوت أيام شهر رمضان؟
رمضان الحالي أقضيه رفقة عائلتي الصغيرة بتونس، حيث أنني مقيم هناك منذ عدة سنوات.
• حدثنا عن يومياتك في هذا الشهر المميز؟
لا أخفي عليكم بأنني أستمتع كثيرا بالأجواء الروحانية لهذا الشهر الفضيل رفقة العائلة، و استمتاعي يزداد أكثر عندما أكون ببلدي الجزائر، كون الأمور تكون مختلفة عن الصيام بتونس أو أوروبا...
أخلد إلى النوم في حدود منتصف الليل، و استيقظ في حدود الساعة 2.30 صباحا، ولا أعود إلى النوم إطلاقا، باستثناء أخذ قسط من الراحة، من خلال القيلولة لمدة نصف ساعة في بعض الأيام. أنا من هواة السهر رفقة زوجتي و ابنتي الغالية، التي أطلب من المولى عز و جل أن يحفظها لي.
الخضر مروا جانبا أمام الطوغو و لا يجب الضغط أكثر على ألكاراز
• ماهي الأكلة التي تشتهيها أكثـر خلال هذا الشهر الفضيل؟
طاولة إفطاري خلال شهر رمضان تكون متنوعة، و تضم أكلات جزائرية بالدرجة الأولى، على غرار الشربة التي لا تفارقني و البوراك، إلى جانب بعض المأكولات التونسية التي تعدها زوجتي، و في مقدمتها البريك.
• هل أنت من محبي البرامج التلفزيونية؟
في الحقيقة و بكل صراحة، أنا لست من متابعي البرامج التلفزيونية، و اكتفي بمشاهدة بعض مباريات كرة القدم فقط، على غرار بطولة كأس القارات المقامة حاليا بروسيا، و التي تنشطها منتخبات كبيرة، في صورة ألمانيا و البرتغال و الشيلي و المكسيك، دون نسيان بطل إفريقيا الكاميرون، و بطل آسيا أستراليا و البلد المنظم روسيا الذي تطور كثيرا مؤخرا.
• هل أنت من المواظبين على تأدية صلاة التراويح؟
نعم أؤدي صلاة التراويح و لكن ليس بالمسجد بل بالبيت رفقة العائلة.
نجاحاتي ضايقت البعض وجعلتهم يروّجون إشاعة انتهاء «مدة صلاحيتي»
• ما هي الذكريات الجميلة التي تحتفظ بها؟
أحتفظ بعدة ذكريات جميلة لا تعد و لا تحصى، حيث حققت طيلة مسيرتي التدريبية نجاحات باهرة مع غالبية الفرق التي أشرفت على عارضتها الفنية، سواء في أوروبا أو تونس أو الجزائر، و لكنني بقيت ذات الشخص المتواضع و الحكيم، و الذي يعمل دوما من أجل مساعدة الآخرين.
• ما تعليقك على تتويج وفاق سطيف بلقب البطولة، و كلمة بخصوص العمل الذي يقوم به المدرب خير الدين مضوي؟
أولا أهنئ وفاق سطيف على الإنجاز الباهر المحقق قبل عدة أيام، حيث أثبت هذا الفريق العريق بأنه حقا قلعة للألقاب و التتويجات، بعد حصده لقب البطولة الثامن في تاريخه، كما استغل هذه الفرصة عبر جريدتكم النصر، من أجل تهنئة المدرب الشاب خير الدين مضوي، الذي كنت وراء اكتشافه و منحه الفرصة، حيث عمل إلى جانبي ضمن الطاقم الفني للوفاق، قبل أن يتحول إلى مدرب رئيسي متميز. شخصيا أتمنى له حظا موفقا، و لم لا أن يكون من أحسن المدربين الجزائريين.
• ما هي الأشياء التي كنت تحلم بتحقيقها عندما كنت صغيرا؟
عندما كنت صبيا كنت دوما أحلم بملاقاة نجمي المفضل البرازيلي بيلي، كونه كان الأحسن دون منازع، كما كنت أحلم خلال فترة شبابي بتدريب وفاق سطيف، و هو الحلم الذي تمكنت في آخر المطاف من تحقيقه، و لكن مشواري مع هذا الفريق لم يدم طويلا، رغم النجاحات الكثيرة التي حققتها معه.
ما يقوم به زيدان في عالم التدريب خارق و تعجز الكلمات عن وصفه
• ما رأيك في اختيار الإسباني لوكاس ألكاراز مدربا للخضر، و هل تابعت بدايته مع المنتخب الوطني؟
لا يمكن الحكم على عمل لوكاس ألكارز الآن، خاصة و أنه في بداية مشواره مع المنتخب الوطني. لقد كان على موعد مع اختبارين مهمين (غينيا و الطوغو)، حيث تمكن من تجاوزهما بسلام، رغم أن الجميع لم يكن راض بالمردود المقدم من طرف العناصر الوطنية... لكي أكون صريحا معكم، لم تتح لي الفرصة من أجل مشاهدة مباراة الطوغو، غير أنني قرأت العديد من التعليقات الغاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لا يجب أن نضغط أكثر على الناخب الوطني الجديد، كون ليس بمقدوره تحسين الأوضاع في ظرف قصير.
• ما هي الأمور التي يجب على ألكاراز التركيز عليها خلال الفترة المقبلة؟
يجب على الناخب الوطني الجديد أن يجد حلا سريعا للمنظومة الدفاعية، خاصة و أن المنتخب الوطني عانى كثيرا من ضعف الخط الخلفي في المواجهات الأخيرة، كما سيكون مطالبا بتحسين الجوانب الهجومية للفريق، من خلال العمل على خلق المنافسة بين لاعبيه.
• هناك من يقول بأنك كبرت في السن، و لم يعد بمقدورك مزاولة مهنة التدريب، ما تعليقك؟
لا أزال قادرا على العطاء،... و حتى لو كنت لا أصلح مدربا الآن، فأنا بإمكاني شغل منصب مدرس أو مؤطر.
• تبدو غاضبا من هذه الأقاويل أليس كذلك؟
بطبيعة الحال أنا غاضب من هذه الإشاعات و الأكاذيب، كونها تزعجني و تمسني في شخصي بالدرجة الأولى، و هنا أود أن أقول لكم بأن هناك أشخاص يتفوهون بأي شيء، و أنا مستعد للنزول معهم إلى أرضية الميدان، حتى أبرهن لهم بأنني لا أزال قادرا على الاستمرار في مهنة التدريب... في الحقيقة ما يقال عني صادر عن أشخاص مرضى لا أكثر و لا أقل.
يكفيني فخرا أني عملت 30 سنة في أوروبا و 10 سنوات في المغرب العربي
• ألهذه الدرجة أنت متأثر من هذه الأحاديث؟
أجل أنا متأثر بشكل كبير من الافتراءات و الإدعاءات التي يعمل البعض على ترويجها ضدي. على العموم و لمن يهمه الأمر، أنا لا أزال أتلقى دروسا في كرة القدم، و أحضر التربصات التكوينية بشكل مستمر، و الأكثر من ذلك أنني أعكف على الكتابة (التأليف) في مجال كرة القدم، و أتحدى أيّا كان أن يقوم بمثل هذه الأشياء. صدقوني لو قام أوروبي بهذا لصفقوا له، و لكن أن تصدر هذه الأمور من مدرب عربي- جزائري، فهذا يضايق البعض.
• لماذا تتعرض إلى كل هذه المضايقات رغم ما قدمته للكرة الجزائرية من خدمات؟
أؤكد لكم بأن هناك أشخاص في الجزائر لا يحبون من يعمل بجد. أنا مدرب له سجل ثري، و يكفيني شرفا أنني عملت طيلة 30 سنة في أوروبا، و 10 سنوات في المغرب العربي، و لا أزال قادرا على الاستمرار في هذه المهنة، لولا الأكاذيب و المناورات التي تحاك ضدي.. من اليوم فصاعدا لن أعطي الموضوع أكثر من حجمه، و سأكتفي بالقول بأن من يروّج عني مثل هذه الإشاعات، هم أشباه المناجرة الذين يعملون على جلب مدربين أجانب مغمورين لم يدربوا حتى فرقا في بطولة قسم الهواة في بلدانهم.
• من هو نجمك المفضل في العالم؟
هناك العديد من اللاعبين الموهوبين الذين أعجبت بهم كثيرا، و هم من حقبات مختلفة، على غرار بيلي و غارينشا و دي ستيفانو و ياشين و بوبي شارلتون و باست، و الجزائري رشيد مخلوفي و كرويف و بكنبانور و مارادونا و بلاتيني، و رونالدو البرازيلي و رونالدو البرتغالي و بيبيتو و زيكو و روماريو و ميسي و ريفيرا و توتي، الأخير بسبب وفائه لألوان فريقه الأبدي نادي روما، دون نسيان المبدع زين الدين زيدان، الذي يعد من أفضل ما أنجبت الكرة العالمية، كما أود أن أذكر بلاعب آخر، و أعني بالذكر البرازيلي نايمار الذي يمتلك مستوى رائعا، و لكنني لم أصنفه في خانة المفضلين بالنسبة لي، و هذا بالنظر إلى مزاجه الغريب، وسوء سلوكه فوق أرضية الميدان.
كنت وراء اكتشاف مضوي و منحه الفرصة ليصبح مدربا كبيرا
• بالحديث عن زيدان، ما رأيك في العمل الذي يبصم عليه مع فريقه ريال مدريد الإسباني؟
ما يقوم به زين الدين زيدان في عالم التدريب خارق للعادة، و لا يمكن أن تجد الكلمات المناسبة لوصفه. لقد توج بلقب الدوري الإسباني على حساب برشلونة، كما أنه فاز بلقب رابطة الأبطال أمام نادي بحجم جوفنتوس الإيطالي. لقد حقق أرقاما مذهلة إلى حد الآن، و يتجه بخطوات ثابتة نحو الفوز بلقب أحسن مدرب في العالم لسنة 2017. لقد كانت بدايته صعبة مع الفريق الرديف للريال، و لكن هذه المحطة كانت مهمة بالنسبة له من أجل التعلم، كما أن عمله كمدرب مساعد للإيطالي كارلو أنشيلوتي ساعده كذلك. أتمنى له كل التوفيق، و لم لا النجاح في البصم على إنجازات أخرى مع ريال مدريد.
• بماذا يود رشيد بلحوت أن نختم هذا الحوار؟
أطلب من المولى عز و جل أن يتقبل منا الصيام و القيام، كما أتمنى عيدا مباركا لكافة الشعب الجزائري و لكل الأمة الإسلامية.
م.ب