«مازال الحال».. عندما يكون الفشل دافعا للنجاح
نشر الجزائري محمد رغيس، المتوج بلقب أوسم رجل في العالم في مسابقة أجريت بدبي في 2016 ، فيديو فيلمه الأول "مازال الحال" في قناته على يوتيوب، ليميط اللثام عن موهبته في التمثيل ، خاصة و أنه سبق و أن صرح لوسائل الإعلام، بعد فوزه باللقب، بأنه يطمح لأن يصبح نجما عالميا .
الفيلم القصير الصامت الذي ترافقه موسيقى تصويرية منسجمة مع أحداثه، يصور حياة شاب يتقمص شخصيته محمد رغيس، يعيش بمفرده في إحدى العواصم الكبرى، و ينساق وراء حياة اللهو و القمار و تعاطي المشروبات الكحولية ، غير مبال بما يهدره يوميا في جلسات الحانة، رفقة مجموعة من المدمنين، من وقت و جهد و أموال و صحة و عافية و عنفوان و احترام و تقدير للذات و قيم.في حين تبرز في بعض لقطات العمل الذي ترافق أحداثه، عقارب ساعة حائطية و رنات نقال ، لترسيخ فكرة إفلات الزمن من قبضة الشاب الضائع في متاهة الآفات الخطيرة، مع تسليط الضوء على ناطحات السحاب و مختلف مظاهر العمران العصري و السيارات الفارهة لتجسيد نمط حياة ذي وتيرة سريعة و نظرة ضيقة تطغى عليها المادة و الأنانية و المصالح في المدن الكبرى.
في حين يظهر الجانب الإنساني عند رغيس من حين لآخر ، حتى عندما يكون في حالة متقدمة من السكر، و خسارة أمواله و حتى ساعته في طاولة القمار، و ذلك عندما يلمح شخصا متشردا وحيدا يجلس في ركن مظلم، فيسلمه سندويتشا بيده، وأوراقا نقدية، و عندما يرى رجلا في الطريق يبحث عمن ينقله إلى وجهته، يعود و يدعوه لركوب سيارته.قضى رغيس شهورا من الضياع و الغوص في أوحال الآفات، و هو يلازم الحانة طيلة النهار و جزء من الليل، و عندما يعود إلى بيته أو ربما جناحا في فندق فخم، يكون في حالة متقدمة من فقدان الوعي و التوازن ، فيستسلم للنوم و الكوابيس، و يتكرر معه حلم الجلوس وحيدا في كرسي بأرض قاحلة و واسعة، و يلمح من بعيد بنايات تشيد فيركض نحوها. و تنتهي عقدة الفيلم باستيقاظ رغيس ذات صباح، و قد استجمع قواه و إرادته ليصنع مما اعتقد أنها نهايته، بداية جديدة، فالأخطاء يمكن أن تكون بوابة للنجاح، و الانتصار و التفوق على الذات، كما بينت العبارات التي كتبت باللغة الانجليزية التي رافقت نهاية العمل ذي الطابع الاجتماعي و الإنساني، لتعطيه بعدا دوليا ، و بعث بذلك رسائل أمل و إرادة إلى الشباب، و دعاهم للتحرر و الانعتاق من قيود التبعية و الإدمان ، تماما كالعصفور الذي فتح له باب القفص، و تركه يحلق بعيدا، مع التركيز على ملأ أوقات الفراغ بهوايات مفيدة و في مقدمتها الرياضة بأنواعها .. فيثبت بأنه «مازال الحال»، و تظهر على الشاشة عبارة أخرى، تؤكد بأن من يتدارك أخطاءه ، لم يخسر شيئا و بانتظاره الكثير من الأيام السعيدة ليعيشها. إلهام.ط