* باتنة كلها احتفت بـ»البوبية» وفرحتنا أجهضتها السلطات المحلية
أعرب رئيس نادي التلاغمة توفيق بوضياف، عن استيائه الكبير من التهميش الذي تعرض له فريقه، بعد النجاح في تحقيق صعود تاريخي إلى بطولة الهواة، وأكد بأن هذا الانجاز يبقى بمثابة «اللاحدث»، رغم أن الرابطة كانت قد نظمت حفلا رمزيا، بمناسبة آخر مباراة داخل الديار، لكن موقف السلطات الولائية يكتنفه الكثير من الغموض.
بوضياف في حوار خص به النصر، أوضح بأن الصعود من قسم ما بين الرابطات، لم يكن الهدف الذي سطرته إدارة النادي، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي مر بها الفريق، لكن الحلم كبر مع مرور الجولات بتقدم المنافسة، فكان «النيف» وإرادة اللاعبين أهم الأسلحة، التي تم الاعتماد عليها، لتكون ثمرة ذلك صعود تاريخي بتكلفة لم تتجاوز 4 ملايير سنتيم.
ما تعليقكم على الانجاز الذي حققتموه، باقتطاع تأشيرة الصعود إلى وطني الهواة؟
حقيقة أن فرحة الصعود لا يمكن وصفها، خاصة وأننا انتظرنا هذه اللحظة لسنوات طويلة، بعد 4 تجارب في مجموعة الشرق، كانت كلها فاشلة، لكن عدم تجاوب السلطات مع الانجاز المحقق، كفيل بتحويل الصعود إلى وطني الهواة من «نعمة» إلى «نقمة»، لأن الجميع في التلاغمة كان ينتظر تكريم الفريق من طرف والي الولاية، بمناسبة آخر مقابلة داخل الديار في الجولة 29 ضد جيل عزازقة، إلا أن عدم حضور المسؤول الأول بالولاية لمشاركة أنصارنا فرحة الصعود، فتح باب التأويلات على مصراعيه، خاصة وأن برنامج الاحتفال كان قد ضبط بالتنسيق مع رابطة ما بين الجهات، التي حضر رئيسها يوسف بن مجبر، وقام بتسليم درع البطولة وكذا توزيع الميداليات، رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي، وكذا السلطات المحلية لدائرة التلاغمة.
هذا يعني بأنكم متذمرون رغم النجاح في تحقيق الصعود؟
الاستياء ليس موقفي الشخصي كرئيس للنادي، بل أن كامل أسرة الفريق لم تتقبل موقف السلطات الولائية، سيما وأن الاحتفال كان بسيطا، بعدما وجدنا أنفسنا مجبرين على إلغاء نسبة كبيرة جدا من البرنامج، بسبب الفاجعة التي اهتزت على وقعها قرية أولاد سمايل 24 ساعة، قبل الحفل المبرمج، إثر وفاة أحد المناصرين الأوفياء رفقة زوجته اختناقا بالغاز في ليلة الزفاف، والكل في التلاغمة كان ينتظر حضور الوالي للكشف عن المكافأة، التي يعتزم تقديمها للفريق نظير هذا الصعود، لأننا نحمل راية تمثيل ولاية ميلة في هذه المستويات، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما.
تفضل ... ما هو؟
ما زاد في تحريك مشاعري أكثر، هو الفرق الشاسع في الاحتفالات بيننا وبين أسرة مولودية باتنة، رغم أن الفريقين صعدا من نفس القسم، وقد تنقلت إلى باتنة لمشاركة «البوبية» عرس الصعود، خاصة وأن وفد الرابطة الذي حضر إلى التلاغمة توجه في اليوم الموالي إلى باتنة، وهناك وقفت على الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات المحلية للنوادي، التي تنجح في تحقيق النتائج الإيجابية والانجازات، لأن والي الولاية هو من يقوم بتسليم درع البطولة، إلى الفريق المتوج باللقب، الأمر الذي جعلنا نحس بكثير من الاقصاء والتهميش.
نفهم من كلامكم بأنكم كنتم تنتظرون زيارة الوالي ومعه هدية الصعود؟
هذه المرة الأولى التي يبلغ فيها نادي التلاغمة قسم الهواة، وكنا نمني النفس بأن يكون هذا الانجاز كافيا، لجعل كل السلطات الولائية تولي اهتمامها بالفريق، الذي ظل المواسم طويلة خارج دائرة الدعم، كما أن الارتقاء من قسم إلى آخر يضع الكثير من المتطلبات على طاولة النقاش لتقرير المستقبل، وملعب الشهيد خبازة بالتلاغمة يبقى من بين أبرز المشاكل التي نصطدم بها، لأن اعتماده لاحتضان لقاءات بطولة الهواة يمر عبر برمجة أشغال تهيئة وتأهيل، سواء للسياج المحيط بأرضية الميدان أو غرف تغيير الملابس، وهذه الأشغال لن يكون باستطاعة إدارة النادي تحمّل مسؤوليتها، فضلا عن الوضعية المالية للنادي، لأن الفريق يتخبط في أزمة مالية خانقة، ودعم مختلف الهيئات يبقى ضرورة حتمية، للتخلص من شطر من ديون هذا الموسم، وعليه فإننا كنا نراهن على تواجد الوالي لأخذ نظرة حول هذه القضية.
وهل من توضيحات بخصوص الوضعية المالية للنادي وتكلفة الصعود؟
حصة نادي التلاغمة من الدعم المالي هذا الموسم، انحصرت في إعانة من ميزانية البلدية بمبلغ 750 مليون سنتيم، وجهت منها قيمة 378 مليون سنتيم لتسديد شطر من الديون السابقة، بينما كان الجزء المتبقي مخصصا لتغطية مصاريف التسيير، رغم أنه لم يبلغ 400 مليون سنتيم، وهذا لا يكفي حتى لتغطية تكاليف إدارة فريق ينشط في البطولة الشرفية، الأمر الذي جعلنا نقضي الموسم في طرق جميع الأبواب، بحثا عن المزيد من الدعم المالي، لكن المحاولات التي قمنا بها باءت بالفشل، مما أجبرنا على الاعتماد على المال الخاص وكذا اللجوء إلى الاقتراض، لأن لعب ورقة الصعود في بطولة ما بين الجهات يتطلب أموالا باهضة، من أجل تحفيز اللاعبين، وتسوية وضعيتهم المالية بصورة منتظمة، ولو أننا لم نسدد أي سنتيم من الشطر الثاني لعلاوات الامضاء، لكننا سوينا منح المباريات عن آخرها، وتكلفة الموسم تلامس 4 ملايير سنتيم، نسبة كبيرة منها عبارة عن ديون.
لكنكم لم تصطدموا بانعكاسات هذا الاشكال على النتائج طيلة الموسم؟
الحقيقة أننا لم نسطر الصعود كهدف، بسبب الأزمة الخانقة التي عاش على وقعها النادي خلال الصائفة الماضية، والتي وضعته على مشارف الانسحاب النهائي، بعد تلويحنا بالاستقالة الجماعية، وتحركنا كان في آخر لحظة، حيث سددنا حقوق الانخراط في الرابطة، ووضعنا القطار على السكة قبل أسبوع واحد من انطلاق المنافسة، فكانت النتائج في الجولات الأولى متذبذبة، إلا أن انطلاقتنا الفعلية كانت في ختام مرحلة الذهاب، بعدما كبر حلم الصعود في قلوب الأنصار، فكان الرهان على «النيف» لتجاوز كل العقبات، لأننا نمتلك مجموعة متوازنة، وضعت كامل ثقتها في الطاقم المسير، فكانت سلسلة 11 انتصارا متتاليا كافية لصنع الفارق، وأخذ الأسبقية في سلم الترتيب، وبالتالي التتويج باللقب قبل الأوان.
في ظل هذه الظروف، كيف تنظرون إلى مستقبل الفريق؟
الحديث عن الموسم القادم أمر سابق لأوانه، لأننا مازلنا نعيش على وقع مخلفات الصعود التاريخي، والذي أدخلنا في دوامة، مادامت الديون قد بلغت الذروة، واللاعبون لم يتحصلوا على شطر من مستحقاتهم، في انتظار برمجة جلسة مع والي ميلة تخصص لتشريح الوضعية، على أمل النجاح في إيجاد حلول ميدانية للمشاكل العويصة التي نتخبط فيها، سيما الديون والملعب، لأن بقاء دار لقمان على حالها سيكون كفيلا بقلب الموازين، والتحسر على الصعود الذي حققناه، مما يعني بأن مستقبل الفريق يبقى يكتنفه الغموض.
حاوره: صالح فرطــاس