بلماضي يكشف وصفته السحرية والفيفا تصفه بالمميز
احتفى موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، بالناخب الوطني جمال بلماضي، بعد مرور سنة على تعيينه على رأس الخضر، إلى جانب اختياره ضمن قائمة المرشحين لأفضل مدرب في العالم، ليكون الإفريقي الأول، الذي يحظى بهذا التشريف الكبير.
وخصص موقع «الفيفا» حيّزا واسعا لبطل القارة السمراء، معددا أسباب نجاح هذا المدرب، في انتشال الكرة الجزائرية من القاع نحو القمة، قبل أن يمنحه ذات الموقع الفرصة للإدلاء ببعض التصريحات، التي أوضح فيها الوصفة التي اتبعها لتطوير أداء الخضر، ولو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يتجاهل الأرقام التي حققها بلماضي، معتبرا إياه بالمدرب القادر على إعادة المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم من جديد، خاصة في ظل امتلاكه لجيل متميز من اللاعبين، يتقدمهم نجم مانشيستر سيتي رياض محرز، دون نسيان المواهب الشابة البارزة بشكل لافت مع نواديها والمنتخب، على غرار بن ناصر، الذي اختير أفضل لاعب في «الكان» وعطال و وناس.
وقال بلماضي لموقع «الفيفا»، بخصوص إنجاز الخضر في النسخة 32 من نهائيات كأس أمم إفريقيا:”منذ أول أيامي مع المنتخب الوطني، صرحت أنني سأبلغ اللاعبين برغبتي في التتويج بكأس إفريقيا 2019 بمصر، وفي ذلك الوقت لم يؤمن الكل بقدرتنا على تحقيق ذلك، لكن ورغم صعوبة مشوار البطولة، تمكنا من تحقيق اللقب الغالي».
وتابع الناخب الوطني:” قبل عشرة أشهر حين وصلت لتدريب المنتخب الوطني، وجدته في وضعية صعبة جدا، والآن تمكنا من تحقيق أول لقب خارج الديار، والذي انتظره الشعب الجزائري لسنوات عديدة، فالوصول لأعلى الهرم في القارة، بعد هذا الوقت القصير من العمل يعتبر أمرا رائعا، خاصة أننا حققناه بأفضل هجوم وأفضل دفاع وهذا لم يكن سهلا».
وختم بلماضي تصريحاته لموقع الاتحاد الدولي، بالحديث عن المباراة النهائية أمام السنغال، وفي هذا الإطار قال:”تتويجنا بكأس أمم إفريقيا جاء بعد الفوز على منتخب السنغال، الذي يحتل المرتبة الأولى على المستوى القاري في تصنيف الفيفا العالمي، وشارك في كأس العالم روسيا 2018، منافسنا في النهائي كان قويا جدا وتتويجنا كان مستحقا، بالنظر إلى قدمناه طيلة البطولة”.
أرقام الناخب الوطني «تبهر» الفيفا
وعيّنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في 2 أوت من العام الماضي، جمال بلماضي على رأس الخضر، حيث نجح الأخير خلال سنة واحدة في قيادة الخضر لإنجاز غير مسبوق، من خلال الفوز بكأس أمم إفريقيا، بعد انتظار دام 29 عاما.
كما اعتبرت الفيفا خلال المقال الذي نشرته عن بلماضي، بأنه كلمة السر وراء عودة الكرة الجزائرية إلى الواجهة، حيث ساهم حسبها بقسط وافر في تحقيق الخضر، لقفزة نوعية في تصنيف الفيفا العالمي، لشهر أوت من المرتبة ال68 عالميا إلى المرتبة 40، فضلا عن الارتقاء من المركز 13 إفريقيا إلى المركز الرابع.
وأشار الاتحاد الدولي لكرة القدم، بأن المنتخب الوطني عاش في الخمس سنوات الأخيرة هزات ارتدادية كبيرة، فمنذ مشاركته في كأس العالم البرازيل 2014 وبلوغه الدور الثاني من النهائيات لأول مرة في تاريخه بقيادة البوسني وحيد حليلوزيتش، ورغم محافظته على مستواه مع كريستيان غوركوف في السنة التالية، إلا أن مستواه تراجع تدريجيا، بعد رحيل المدرب الفرنسي، ليتكبد الخسائر، ويعيش الخيبات الواحدة تلوى الأخرى، ما تسبب في خروجه من الدور الأول في كأس أمم إفريقيا 2017، وغيابه عن كأس العالم روسيا 2018.
ومنذ قدوم بلماضي، الذي تم اختياره ضمن قائمة المرشحين لجوائز أفضل مدرب في العالم، عرف هذا الرجل كما جاء في المقال، كيف يستعمل نفس التشكيلة التي لامسّت القاع، ليعيدها إلى القمة الإفريقية، كيف لا وهو الذي حقق انتصارات على منتخبات كبيرة، أبرزها الفوز مرتين على السنغال أفضل منتخب إفريقي، فضلا عن الفوز على غينيا وكوت ديفوار ونيجيريا.
وفضلا عن الأداء الراقي، الذي أضحى يقدمه أشبال بلماضي، فإن لغة الأرقام حسب مقال موقع الهيئة الدولية، تصب في صالحه في الأشهر القليلة الماضية، فمن بين الأسباب التي ساهمت في قفز الخضر بـ28 مرتبة في تصنيف الفيفا العالمي، هي النتائج الرائعة التي حققوها، فمع بلماضي لعب المنتخب الوطني 15 مباراة، حقق فيها 11 فوزا و3 تعادلات، مقابل هزيمة واحدة كانت أمام البنين، في تصفيات كأس الأمم الإفريقية بالعاصمة كوتونو.
أما خلال نهائيات كأس إفريقيا، فحقق زملاء محرز أرقاما رائعة، أولها إنهاء البطولة كأفضل هجوم ب13 هدفا، سجلوا ستة منها في الدور الأول، وسبعة في الأدوار الاقصائية، وأثقل نتيجة كانت أمام تنزانيا في الدور الأول، وأمام غينيا في الدور ثمن النهائي بثلاثية نظيفة، أما من الناحية الدفاعية، فتلقى الخضر رفقة السنغال هدفين في سبع مباريات.
علما، وأن لاعبي الخضر قد تفاعلوا بشدة مع ترشيح مدربهم لجائزة أفضل مدرب في العالم، إذ نشر كل من بونجاح وفغولي ووناس وبن ناصر، صورا للناخب الوطني جمال بلماضي عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي( أنستغرام)، مؤكدين بأنه الأفضل بالنسبة لهم، بعد أن نجح في أقل من 12 شهرا في صنع منتخب قوي، أعاد الأمجاد للكرة الجزائرية الغائبة عن منصات التتويج ل29 عاما.
مروان. ب