يعد الرئيس السابق لشباب باتنة فريد نزار من الشخصيات الرياضية المعروفة في المشهد الكروي ببلادنا، لصراحته في طرح أفكاره، وحنكته في التسيير، بغض النظر عن قدرته على مجابهة الأزمات التي مر بها فريقه وأفكاره التي كثيرا ما جلبت له مشاكل من الهيئات الكروية ببلادنا وبعض الأندية.
حاوره: محمد مداني
في هذا الحوار الذي خص به النصر، يستعرض نزار أبرز محطاته على رأس الكاب، مع التعبير عن ندمه الكبير لدخول محيط الكرة، الذي وصفه بالمتعفن.
* كيف تقضي يومياتك في فترة الحجر الصحي؟
أعتقد بأن هذا الوباء لن يستثن أحدا عبر العالم، والجميع يتفق على أن التصدي لخطورة فيروس كورونا يمر عبر التزام الحجر الصحي المنزلي، لذلك، فضلت المكوث بالبيت، مع تفادي الخروج إلا للضرورة القصوى.
*نفهم من هذا أنك ابتعدت نهائيا عن المشهد الرياضي؟
دعني أقول لك بأنني قررت الابتعاد نهائيا عن الساحة الرياضية، وصراحة لا أريد أن أظلم نفسي مرة ثانية، لأنني لو عدت إلى هذا المحيط المتعفن، أكيد سأجلب لعائلتي مزيدا من الإهانات والسب والشتم كلما حقق الفريق نتيجة سلبية، لذلك أعتبر الماضي بمثابة خطأ، مع وضع علامة على كرة القدم، خاصة وأنني اشعر حاليا بالسعادة العائلية بعيدا على هموم الجلد المنفوخ.
*كيف تفسر الوضعية التي يوجد فيها الكاب؟
الشباب يستحق مكانته أحسن، لأنه فريق الشهداء وعميد الأندية الأوراسية، صراحة المحيط لم يساعده على الحفاظ على مكاسبه المحققة ومكانته ضمن الكبار، فبالإضافة إلى غياب مصادر تمويل ناجعة في صورة دعم شركات وطنية على غرار ما تستفيد منه أندية أخرى، هناك أطراف في باتنة لا تريد الخير لهذا الفريق، وتعمل كل ما في وسعها من أجل عرقلته.
*هل تعتقد أن المحيط والأزمة المالية هما سبب تراجع الكاب ؟
يمكن القول بأن أبرز عائق صادفته لدى ترأسي الفريق، هو الحصار المالي في غياب الدعم المطلوب والتكفل الفعلي باحتياجات الفريق. فمنطقة الأوراس بكل مكوناتها لا توفر أدنى الحاجيات لفرقها، رغم تواجد بعض المؤسسات الاقتصادية والشركات، وهو ما صعب من مهمة المسيرين في إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة، وشخصيا، أجد نفسي في كل مرة وحيدا في مواجهة الكثير من الصعوبات والأزمات، ناهيك عن ضغط الأنصار الذين من حقهم المطالبة بالنتائج الجيدة، لكن لوحدي لا يمكنني أن أحقق لهم هذه الرغبة.
*ألا ترى بأن معاناة الشباب طالت؟
أعرف ذلك جيدا، وفريق عريق بحجم الكاب لا يستحق ذلك. أنا شخصيا عملت كل ما في وسعي طيلة السنوات ال12 التي قضيتها على رأس الفريق، من أجل أن يحافظ الشباب على مكانته الطبيعية، لكن ما باليد حيلة، أصرف من مالي الخاص، وأتعب على حساب صحتي والتزاماتي المهنية والعائلية في سبيل هذا الفريق، لكن هناك من يضع العراقيل في طريقنا.
*ألم تندم على هذه التجربة؟
لو أعود إلى الماضي بكل مرارته ومعاناته، أقول بأنني أخطأت عندما حملت المشعل، ولو أن هذه التجربة عرفتني بخبايا كرة القدم، وسمحت لي باكتشاف طينة بعض المسريين ونوايا بعض المسؤولين وتعفن كرتنا، لذلك اعتبرها تجربة مفيدة أكثر على الصعيد الشخصي.
*رغم كونك بعيدا عن الفريق، كيف ترى مستقبله ؟
أرى بأن مستقبل الفريق بين أيدي أبنائه، وهذا بوضع المصلحة العامة في المقام الأول وتوفير له الإمكانيات اللازمة، وفي اعتقادي الفرصة مواتية بعد ضمان صعوده بنسبة كبيرة للرابطة الثانية، للتفكير من الآن في المرحلة القادمة.
*برأيك ما هي أبرز محطة تحتفظ بها مع هذا النادي العريق؟
هي ذكريات عديدة ومتنوعة احتفظ بها من الكاب، لأنني اعتبر نفسي جزءا كبير من تاريخه، لكن في نظري تبقي المشاركة الأولي على المستوي الأفريقي عند مواجهة النصر الليبي في كأس الكاف سنة 2011، هي الأبرز، دون أن أنسى تنشيط نهائي كأس الجزائر، والصعود للقسم الأول أربع مرات كاملة.
* وأسوأ ذكرى ؟
بكل تأكيد، السقوط سنة 2010، تعد أسوأ ذكرى في مساري مع الكاب، رغم أننا كنا نملك فريقا قويا.
*في نظرك من هو أبرز لاعب حمل ألوان الشباب على مدار تاريخه؟
هناك ثلاثة لاعبين تركوا بصماتهم في سجل الفريق عبر تاريخه الطويل، وهم سابول وقشير وعريبي، لكن الطوغولي ماني سابول أعتبره الأفضل، حيث حمل ألوان الفريق من 2011 إلى 2013.
*وما هو أحسن مدرب تعاملت معه كرئيس؟
العارضة الفنية تداول عليها العديد من المدربين، غير أن الأحسن الذي تعاملت معه هو بوعراطة، لشخصيته وصراحته والتزامه وصرامته في العمل.
*لنعود إلى المنتخب الوطني، كيف ترى الجيل الجديد الذي حقق ثاني تاج قاري؟
هو ثاني جيل اعتبره الأفضل بعد منتخب جيش التحرير، مشكل من وجوه شابة ومواهب فرضت نفسها ونجحت في قهر العمالقة وإهداء ثاني نجمة للكرة الجزائرية، غير أنه يجب التأكيد بأن هذا المنتخب يفتقد للكفاءات المحلية، بسبب تراجع مستوى بطولتنا والذي يعود في نظري إلى طغيان المادة على كل شيء، فاللاعب أصبح تفكيره منصبا على المال، إضافة لضغط المحيط الذي أصبح يطالب بالنتائج الفورية على حساب الأداء، وحتى التكوين.
*أحسن ناخب وطني لكل الأوقات؟
رغم الشخصية التي يتمتع بها بلماضي، إلا أنني أرى بأن سعدان أحسن ناخب لكل الأوقات.
*ما هو أفضل رئيس فريق تعاملت معه؟
علاقتي مع جميع الرؤساء كانت طيبة، حتى وإن كان رئيس السنافر بولحبيب اعتبره الرئيس المثالي الذي تعاملت معه.
*بعيدا عن الرياضة.. هل من نصيحة تقدمها في هذا الشهر الكريم؟
رمضان كريم للأمة الإسلامية عامة، وأتمنى أن يرفع عنا رب العالمين هذا الوباء، كما أطالب بضرورة التقيد بالحجر المنزلي، والالتزام بالبيوت، لأنه لم يبقى الكثير وتعود الحياة إلى طبيعتها.
م/ م