أعرب حارس شبيبة القبائل والمنتخب الوطني للمحليين أسامة بن بوط، عن تأييده التام لفكرة تعليق المنافسة واعتماد موسم أبيض، وبرر هذا الموقف بعدم القدرة على توفير الشروط الوقائية في الملاعب، والتي تكفي لطمأنة اللاعبين على حياتهم، وتبديد المخاوف من انتقال العدوى، وتحويل الملاعب من مرافق رياضية إلى بؤر لانتشار الفيروس.
وأكد إبن مدينة عين مليلة في حوار مع النصر، بأن طموح الالتحاق بالمنتخب الأول يعد الحلم الذي كبُر أكثر بتواجد بلماضي، لأنه الناخب الذي يرفض «الحقرة» والتمييز في اختيار اللاعبين، كما أبدى الحارس السابق لكل من اتحاد الشاوية، اتحاد بلعباس، دفاع تاجنانت وجمعية عين مليلة، رغبة كبيرة في خوض تجربة احترافية.
- هل لنا أن نعرف الطريقة التي تتعامل بها مع التدريبات منذ توقف المنافسة قبل أزيد من شهرين؟
التدريبات الفردية ليست الحل الأنجع لتسيير هذه الفترة الاستثنائية، لأن رياضة كرة القدم تحتاج بالأساس إلى عمل جماعي بالكرة، لتجسيد البرنامج المخصص للجانبين التقني والتكتيكي، والأزمة الوبائية ظهرت في الجزائر في الثلث الأخير من الموسم الكروي، حيث كانت كل الأندية تسعى لتحقيق أهدافها المسطرة، وهذه المرحلة يكون فيها اللاعبون في أوج العطاء البدني، إلى درجة أن أغلب المدربين يلجؤون إلى التخفيض من عدد الحصص التدريبية أسبوعيا، لكن فيروس كورونا أجبر اللاعبين على حصر عملهم الميداني في التحضير البدني وعلى انفراد، وشخصيا فقد بلغت درجة عالية من الملل بسبب هذه الوضعية، لأن الركض يوميا لا يكفي لتلبية حاجيات أي لاعب، فما بالك بحارس مرمى، إذ أننا الشريحة الأكثر تضررا من الناحية الرياضية في هذه الفترة، لأن الحارس يحتاج إلى عتاد خاص لتنفيذ برنامجه اليومي، فضلا عن العمل الاستثنائي الذي يحتاجه للمحافظة على المرونة، وذلك يستوجب مشاركة حارسين على الأقل، وتحت إشراف ميداني من مدرب الحراس، وهي عوامل افتقدناها منذ أزيد من شهرين.
- تقصد بهذا أن حراس المرمى لن يكونوا جاهزين للدخول مباشرة في أجواء المنافسة، إذا ما تقرر إتمام الشطر المتبقي من الموسم؟
إبتعاد أي حارس عن أجواء المنافسة لمدة شهر يكلفه فقدان الكثير من امكانياته، والوضعية أكثر تعقيدا هذه المرة، لأن التدريبات التي نقوم بها تبقى مجرد إجراء شكلي، الهدف منها تفادي الزيادة في الوزن، واحترام برنامج التدرب بانتظام أصبح شيئا روتينيا بالنسبة لي، من أجل التخلص من الضغوطات النفسية التي نعيش تحت تاثيرها بسبب الأزمة الوبائية، لأنني وجدت صعوبة كبيرة في التأقلم مع الريتم الجديد للحياة اليومية، بسبب تزامن شهر رمضان مع تدابير الحجر الصحي، حيث تغيّر البرنامج كلية، وعليه فإن الحراس لن يستطيعوا العودة مباشرة إلى أجواء المنافسة، إلا بعد المرور عبر برنامج تحضيري لا يقل عن شهر، مع خوض الكثير من المباريات التطبيقية حتى يتسنى لهم استعادة «الفورمة» تدريجيا، على العكس من باقي اللاعبين الذين يحتاجون بالأساس لعمل بدني في أولى المراحل قبل الشروع في التحضير التكتيكي، ولو أن الجميع اشتاق لأجواء المجموعة والتدريبات مع الفريق.
- وكيف ترى المخطط الأولي الذي وضعه المكتب الفيدرالي لاستئناف البطولة، في انتظار القرار النهائي بعد رفع الحجر الصحي؟
شخصيا أنا من مؤيدي فكرة تعليق المنافسة واعتماد موسم أبيض، وهذا بالنظر إلى المعطيات الراهنة، لأن تسجيل حالات مؤكدة يوميا يعني بأن مؤشر انتشار الوباء مازال في تصاعد، والأرواح البشرية أغلى من المنافسات الكروية، والتفكير في استئناف النشاط الكروي، من المفروض أن ينطلق بعد التخلص نهائيا من الفيروس، وإذا ما رفع الله تعالى عنا هذا البلاء قبل نهاية شهر ماي الحالي، فبإمكان الاتحادية تنفيذ البرنامج الذي سطرته، وإلا فمن الأجدر بها إعلان قرار توقيف البطولة، لأن أي خطوة مغايرة كفيلة بالتسبب في تحويل الملاعب إلى بؤر لانتقال العدوى، وما لذلك من أخطار على الحالة الصحية لآلاف العائلات، لأن المخاوف من تسجيل حالات مؤكدة في أوساط اللاعبين أو أعضاء مختلف الطواقم تبقى كبيرة، وذلك يتسبب في الرفع من درجة الضغط النفسي للجميع، سواء عند اجراء التدريبات أو المقابلات الرسمية، وملاعبنا لا تتوفر على الشروط التي تكفي لتوفير الشروط الوقائية اللازمة، وقد وقفنا على هذا العجز خلال التجربة التي كانت في الجولة التي لعبناها في غياب الجمهور، حيث واجهنا وفاق سطيف في بداية هذه الأزمة الوبائية، لكن دون القدرة على احترام التدابير التي تضمن الوقاية، فضلا عن أن المباريات الرسمية تشهد الكثير من الاحتكاكات الجسمانية بين اللاعبين، وهي أمور لا تكفي لطمأنة اللاعبين على حياتهم، وهي وجهة نظري الشخصية، سيما وان إدارة فريقي كانت قد أعربت عن رغبتها في مواصلة الموسم.
- وماذا عن مشوارك هذا الموسم في شبيبة القبائل، حيث أصبحت الحارس الأساسي بدلا من صالحي؟
هذا الموسم هو الثاني لي في الشبيبة، ومنذ التحاقي بهذا الفريق وأنا أعمل بجدية كبيرة، لأن التنافس على منصب ضمن التشكيلة الأساسية، يستوجب الكثير من التضحيات، وصالحي يبقى من أعز أصدقائي في النادي، لأنه كان دوما لا يبخل علينا بالنصائح والتوجيهات، بحكم الخبرة الكبيرة التي اكتسبها، ومدرب الحراس حمناد كان دوما يشجعني على المثابرة في العمل، مع اصراره على ضرورة تمسكي بالثقة في النفس والامكانيات، حتى عند الجلوس على دكة البدلاء، وهو عمل بسيكولوجي ساعدني على التألق، عندما أتيحت لي الفرصة للعب أساسيا في مباراة دوري أبطال إفريقيا في أوت الماضي أمام المريخ السوداني، وهي المقابلة التي كانت بمثابة المنعرج الحاسم في مسيرتي مع «الكناري»، فأصبحت الحارس الأساسي وكسبت ثقة الطاقم الفني والأنصار على حد سواء، لكن دون أن أكون السبب في رحيل صالحي خلال «الميركاتو» الشتوي، لأنه لم يتقبل وضعيته في الفريق فقرر المغادرة، وهذا لا يعني أيضا بأنني مطمئن على مكانتي كأساسي، بل يجب مواصلة العمل بجدية.
- وهل ترى بأن الشبيبة ستكون بوابتك نحو المنتخب الأول، سيما وأنك حاليا ضمن تعداد منتخب المحليين؟
لقد تلقيت الدعوة للمشاركة في تربص منتخب المحليين شهر أوت 2019، بعد تألقي في مباراة المريخ السوداني، والتواجد مع المنتخب الأول يبقى حلم أي لاعب، لكن هذا الطموح كبر في وجود بلماضي على رأس العارضة الفنية، لأنه مدرب يرفض «الحقرة»، ويختار اللاعبين الأجدر بالدفاع عن الألوان الوطنية، على العكس مما كان معمولا به في السابق، والتعداد الذي توج باللقب القاري بمصر يضم عددا من خريجي البطولة الوطنية، وهذا ما يزيد في تحفيز العناصر المحلية لمواصلة العمل وترقب فرصة تلقي الدعوة، وشخصيا فإنني أعمل من أجل تجسيد هذا الطموح، رغم وجود حراس في المنتخب، هم الأحسن حاليا على الساحة الوطنية، لكنني لم أتجاوز 26 سنة من العمر، وهذا ما يجعلني أنظر إلى مستقبلي مع المنتخب بكثير من التفاؤل.
- ألم تفتح الهجرة الجماعية لحراس المرمى الجزائريين إلى الدوري السعوي شهيتك لخوض تجربة احترافية في الخارج؟
أي لاعب يسعى لكسب المال في مشواره الكروي، والاحتراف في السعودية يندرج بالأساس في هذا الإطار، لكن ذلك يدل أيضا على المكانة المحترمة التي يحظى بها الحراس الجزائريون، خاصة في الخليج، وطموحاتي الشخصية لا تخرج عن هذا الإطار، لأنني أعمل على خوض تجربة احترافية، سواء في تونس، الخليج أو في دوري أوروبي، من أجل تطوير القدرات أكثر، باستغلال امكانيات العمل المتوفرة، وهذا يمر عبر البروز أكثر مع شبيبة القبائل، خاصة وأننا نراهن على إنهاء الموسم بمكانة فوق «البوديوم»، لانتزاع تأشيرة قارية، رغم أن حظوظنا في التتويج باللقب تبقى قائمة، والمنافسة شديدة مع أندية قوية في صورة شباب بلوزداد، وفاق سطيف ومولودية الجزائر، مع بقاء كل من شباب قسنطينة وشبيبة الساورة ضمن الكوكبة المعنية بالتنافس، على المراتب الأربعة الأولى.
حــاوره: صالح فرطــاس