اعتبر عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول طفو قضية التسجيل الصوتي المسرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بمثابة المرآة العاكسة للواقع التي تعيشه المنظومة الكروية الوطنية، وأكد بأن الفساد الذي ينخر جسد الكرة الجزائرية ليس وليد هذه العهدة، بل يعود إلى عقود سابقة، واستئصال هذا الداء لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، و أصحاب «البلاطوهات» التلفزيونية، لن يكون باستطاعتهم إجراء عملية التشريح التي يبحثون عنها.
بهلول، وفي ندوة صحفية نشطها أمس بالطارف، أكد بأن هذه القضية أخذت بعدا إعلاميا كبيرا، لكنها ـ كما قال ـ تبقى مطروحة على الجهات القضائية، من دون أن تكون الاتحادية طرفا فيها، بل أن الفاف تسعى لمواكبة السياسة التي تنتهجها الدولة، والرامية إلى محاربة الفساد بشتى أنواعه، حتى في المجال الرياضي، ودخول وزارة الشباب والرياضة على الخط بإيداع شكوى رسمية لدى الجهات القضائية، ينصّل الهيئات الكروية من مسؤولية متابعة الملف، مادامت القضية تبقى قيد التحقيق، والعقوبة الجزائية، قد تكون نقطة انطلاق لحملة محاربة الفساد في الوسط الكروي».
على صعيد آخر، عرج بهلول على الحملة التي تستهدف المكتب الفاف في الآونة الأخيرة، وأكد بأن الأطراف التي تحركها تسعى إلى ضرب استقرار المكتب الفيدرالي الحالي، رغم أن الباب ـ كما أردف ـ « يبقى مفتوحا للتنافس على رئاسة الإتحادية، لأن انتخابات تجديد الفاف ستجرى في مارس 2021، ولم يتبق وقت طويل لهذا الموعد، وكان من الأجدر بهذه المجموعة، التكثيف من نشاطها في كواليس الجمعية العامة تحضيرا لمخطط انقلابي، عوض اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي وكذا بعض المنابر الإعلامية، لتوجيه انتقادات لاذعة لأعضاء الهيئة التنفيذية الحالية، لأن هذه الخرجة ليس لها أي مبرر، وستدفع بأصحابها إلى المتابعات القضائية، بعد لجوئنا إلى العدالة».
وأشار بهلول في معرض حديثه، أن الانتقادات التي بلغت الذروة طيلة فترة الشلل الكروي، التي فرضها فيروس كورونا لم تكن كافية لزعزعة المكتب الفيدرالي، وأوضح بأن بيان التنديد جاء لتوضيح الرؤية بخصوص الموقف الرسمي للفاف، لأننا ـ حسب تصريحه ـ « لسنا بمنأى عن الانتقادات، لكن الانجازات المحققة في هذه العهدة، تكفي لتكميم أفواه هذه المجموعة، ولو أن الأمور تجاوزت الخطوط الحمراء، بعد التشكيك في وطنية العناصر التي أحرزت التاج القاري، لأنني شخصيا كنت قد عايشت محطات «الكان» لحظة بلحظة، والدموع التي ذرفها اللاعبون دليل على تعلقهم الكبير بالجزائر والألوان الوطنية».
وختم بهلول ندوته بالتأكيد على أن ظفر الجزائر بسبعة مقاعد في اللجان الدائمة للكاف، تبقى أفضل دليل على نجاح المنظومة الكروية الوطنية في استعادة مكانتها على الصعيد القاري، لأن التجربة الشخصية التي خضتها ـ على حد تصريحه ـ «في انتخابات المكتب التنفيذي للكاف سمحت لي بالوقوف على سمعة الجزائر على الصعيد الإفريقي، وقد اعترف بذلك رؤساء اتحادات السنغال، غينيا وجنوب إفريقيا، لكن أطرافا جزائرية عملت على قطع الطريق أمام التمثيل الجزائري في الهيئة القارية، مما حرمنا من فرض وجودنا على أعلى مستوى، بعدما كنا في وقت سابق نحوز على أعضاء في الفيفا والكاف، إلا أننا لم نحسن الاستثمار في ذلك الامتياز».
ص / فرطــاس