قطع شباب بلوزداد خطوة عملاقة نحو دور المجموعات لمنافسة دوري أبطال إفريقيا في نسختها الحالية، وذلك عقب نجاحه سهرة أول أمس، في دك شباك ضيفه نادي غورماهيا الكيني بسداسية نظيفة، في إطار ذهاب الدور التمهيدي الثاني لهذه المنافسة، وهي النتيجة التي مكنت أبناء «العقيبة» من الاطمئنان على تأشيرة التواجد في دور المجموعات قبل موقعة الإياب المقررة في السادس جانفي القادم، بالعاصمة الكينية نيروبي، ليكون بذلك الشباب قد حجز مقعدا مع «كبار» القارة، لثاني مرة في تاريخ مشاركاته في هذه المنافسة، بعدما كان قد بلغ محطة الأفواج قبل عقدين من الزمن.
لم يترك شباب بلوزداد الفرصة لضيوفه من أجل كسب ثقة في النفس والإمكانيات، حيث دخل أشبال المدرب فرانك دوما مباشرة في صلب الموضوع، لينجح «المايسترو» سعيود من افتتاح مجال التهديف عند الدقيقة السابعة، من مخالفة مباشرة من على مشارف منطقة العمليات، وهو الهدف الذي حرر زملاءه، وأعطاهم المزيد من الثقة بالنفس، ليتمكن بلحول من مضاعفة النتيجة بعد خمس دقائق فقط، وذلك إثر تلقيه تمريرة على طبق من زميله البنيني كوكبو، ولو لأن المد الهجومي لأبناء «العقيبة» تواصل، باستغلال «الفورمة» العالية التي تتواجد فيها التشكيلة، ليتحصل كوكبو على ضربة جزاء في الدقيقة 20، تولى تنفيذها سعيود بنجاح.
توقيع ثلاثية في الربع الأول من عمر اللقاء، كان كافيا لطمأنة لاعبي الشباب على الفوز، لكن البحث عن المزيد من الأهداف كان المسعى، من أجل حسم مصير تأشيرة التأهل قبل مباراة الإياب، وعليه فقد واصل سعيود وزملاءه بسط سيطرتهم المطلقة على ممثل الكرة الكينية، الذي تنقل إلى الجزائر مثقلا بالمشاكل، ومعاناته في البطولة المحلية تتجلى في احتلاله الصف 14، فضلا عن تلويح بعض عناصره بمقاطعة هذه المواجهة، وهي الظروف التي انعكست جليا على آداء لاعبيه، الذين اكتفوا بالدفاع، ولم يبادروا إلى صنع الهجمات، وكأنهم أرادوا الخروج من هذه الموقعة بأخف الأضرار، إلا أن إصرار أبطال الجزائر على المرور إلى السرعة القصوى كان كبيرا، ليتمكن ثابتي من تسجيل الهدف الرابع في أواخر الشوط الأول.
معطيات اللقاء لم تتغير كثيرا في النصف الثاني، رغم أن الكينيين كانوا قد هددوا مرمى موساوي في محاولة وحيدة، ليأتي الرد عن طريق سعيود الذي أنهى عملا ثنائيا قام به مع زميله دراوي بإيداع الكرة في عمق الشباك، موقعا «الهاتريك» الشخصي له في هذه المواجهة، ولو أن البديل نغومبو فضل أن ينهي مهرجان الأهداف على طريقته الخاصة، من أول لمسة له مباشرة بعد دخوله، وكان ذلك في الدقيقة 67، وكادت فاتورة غورماهيا أن تكون أثقل لولا سقوط عناصر الشباب في فخ السهولة، بالنظر إلى «الكرنفال» الهجومي الذي صنعوه.
المرور إلى السرعة السادسة يؤكد نوايا شباب بلوزداد في الظهور كقوة ضاربة في المنافسة الإفريقية هذا الموسم، لأن نادي غورماهيا إعتاد على بلوغ دور المجموعات، لكن الشباب سار بريتم منتظم على وقع الانتصارات المتتالية، منذ دخوله غمار المرحلة التصفوية، بدليل أن هذا الفوز هو الثالث تواليا، بعدما كان قد تجاوز في الدور التمهيدي الأول عقبة النصر الليبي بالانتصار عليه ذهابا وإيابا، كما أن بطل الجزائر أظهر نجاعة هجومية كبيرة، بتوقيعه 10 أهداف إلى حد الآن، بينما مازال حارسه موساوي، يحافظ على عذرية شباكه قاريا.
ص / فرطــاس
