الحفـــاظ علـــى المنشـآت الرياضيـــة شعـــــار كل الجزائـــــــريين
كانت الجماهير الجزائرية عبر المدن التي احتضنت أولى مباريات بطولة «الشان» (العاصمة وعنابة وقسنطينة) عند مستوى الحدث القاري، وأظهرت من الوعي والتحضر ما يحسب لها، كيف لا وهي التي لم تتسبب رغم الحضور القياسي بالمدرجات في أي مشاكل أو خسائر، كما كانت وراء مطالب الحفاظ على هذه المكاسب والمنشآت الرياضية، التي استفادت منها الجزائر بعد طول انتظار.
وتجاوبت الجماهير الجزائرية بمختلف الأطياف والأجناس مع النداءات المتكررة للسلطات العمومية بالمساهمة في إنجاح العرس القاري، والعمل على الحفاظ على البنى التحتية التي تم اختيارها لاحتضان مباريات النسخة السابعة من بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، حيث لم تسجل اللجنة المنظمة أي مخالفات أو مشاكل، باستثناء هفوات بسيطة التي وعد المسؤولون بتداركها خلال المباريات المقبلة.
وصنعت الجماهير الجزائرية التي هبت بقوة على مدرجات ملاعب نيلسون مانديلا ببراقي (45 ألف مشجع) و19 ماي بعنابة ( 35 ألف ) والشهيد حملاوي بقسنطينة (قرابة 20 ألف) الحدث عبر الملاعب الثلاث بحفاظها على الكراسي وجمعها للقمامات بعد نهاية المواجهات الأولى، في صور لا نراها سوى بأكبر الملاعب الأوروبية والعالمية، وهي الخطوة التي تحسب للجزائريين الذين كانوا عند مستوى التطلعات، ولم يخيبوا الآمال المعقودة عليهم، لا سيما وأن الجزائر الجديدة في أمس الحاجة إليهم في كل الميادين، وفي مجال الرياضة بالتحديد، على اعتبار أن الجزائر تتنافس على تنظيم نهائيات كأس إفريقيا 2025.
وأطلقت اللجنة المنظمة، قبيل انطلاق التظاهرة عديد الحملات والنداءات، على غرار تفادي التدخين بالملاعب، وكذا عدم إدخال الحقائب والمأكولات، وهذا من أجل العمل على جعل «شان» الجزائر صحي وآمن، وهو ما لقي تجاوبا منقطع النظير من طرف الجزائريين، حيث حاولوا قدر المستطاع الاستجابة لكل هذه التعليمات، التي ورغم أنها جديدة عليهم، إلا أنهم سعوا للتأقلم معها، لا لشيء سوى من أجل تقديم صورة جميلة عن الجزائر التي تصدرت المشهد لحد الآن، بدليل حجم التفاعلات مع هذه البطولة التي كانت بالأمس القريب لا حدث بالنسبة للأفارقة ومحبي كرة القدم، ويكفي التعليقات والتغريدات الصادرة من نجوم كبار في الفن والرياضة، وكذا التصريحات التي أدلى بها بعض أساطير القارة السمراء في صورة جيان أسامواه الذي ظل أمس منبهرا لروعة الأجواء بملعب حملاوي بقسنطينة، إضافة إلى صامويل إيتو الذي لم يكن يتوقع أن يحظى بمثل هكذا استقبال بالعاصمة ووهران، رغم كل ما حدث بعد مباراة إياب الدور الفاصل.
وفضلا عن كل هذا، فقد سهلت هذه الجماهير المأمورية على رجال الأمن من خلال تطبيقها للتعليمات والإرشادات بحذافيرها سواء عند عملية ولوج المدرجات أو أثناء اللقاءات، وحتى بعد الخروج من أجل ركوب الحافلات للمغادرة، في خطوة أثارت إعجاب المسؤولين كثيرا، كونها أبانت عن درجة الوعي التي اكتسبتها جماهيرنا في الآونة الأخيرة، خصوصا وأن الأمر يتعلق بصورة الجزائر، التي تتواجد تحت الأنظار مؤخرا، بسبب احتضانها لثاني تظاهرة رياضية كبيرة بعد الألعاب المتوسطية التي حققت نجاحا باهرا على كل الأصعدة.
وتأمل السلطات العمومية في أن تواصل الجماهير الجزائرية عبر كل الملاعب، التي تحضن المسابقة وقوفها إلى جانب المسؤولين على تنظيم بطولة «الشان»، ولم لا المساهمة في إنجاح هذا الحدث القاري، سيما وأن مثل هكذا أمور قد تصب في صالح الملف احتضان الطبعة 35 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، بالموازاة مع التواجد المكثف لأعضاء المكتب التنفذي للكاف بالجزائر، وعلى رأسهم الرئيس باتريس موتسيبي الذي عجز عن إيجاد الكلمات المناسبة لوصف جمالية الحدث.
سمير. ك