اتحـاد الشــاوية الأقــرب لإكمــال مثلث السقــوط
يتواجد اتحاد الشاوية في خانة أكبر المهددين بمرافقة كل من حمراء عنابة وشبيبة سكيكدة على متن القطار المؤدي إلى حظيرة ما بين الجهات، لأن الوضعية الحالية لترتيب بطولة الرابطة الثانية في فوج الشرق، تحدد عتبة النجاة بالنسبة لكل الفرق عند رصيد 40 نقطة، لكن المؤشر قد ينخفض بدرجة لخروج عدة أندية نهائيا من دائرة الحسابات، ولو أن الأمور قد تحسم رسميا في مباراة واحدة، لأن عدم فوز أبناء "سيدي رغيس" بسور الغزلان في الجولة 29 سينهي حالة "السوسبانس"، ويكشف عن آخر أضلاع مثلث السقوط، مهما كانت نتائج باقي الأندية.
ولعّل ما يزيد في تعقيد وضعية اتحاد الشاوية، ضمن كوكبة المهددين بالتدحرج إلى قسم ما بين الجهات حسابات المادة 69 من القوانين العامة للفاف، والتي لا تخدمه في المواجهات المباشرة مع أغلب الأندية التي مازالت لم ترسّم البقاء بعد، لأنه وباستثناء شباب برج منايل واتحاد ورقلة، فإن باقي الفرق تكسب الرهان في حال التساوي مع الشاوية في الرصيد النقطي الإجمالي، كما أن الرزنامة المتبقية تبقي احتمال انهاء أكثر من فريقين المشوار بنفس الرصيد (39 نقطة) واردا، وهي الحالة التي وإن تبقى جد مستبعدة، غير أنها لا تصب في مصلحة اتحاد الشاوية مع كل من مولودية قسنطينة، اتحاد عنابة، مولودية العلمة وجمعية عين مليلة، لأنه لم يحصد في المباريات المباشرة سوى نقطة التعادل مع الموك و"البابية"، مقابل الانهزام ذهابا وإيابا أمام كل من "الطلبة" و"لاصام".
رباعي غادر دائرة الخطر
وانطلاقا من هذه الحسابات، فإن مولودية قسنطينة خرجت رسميا من منطقة الخطر، واطمأنت على مكانتها في الرابطة الثانية الموسم القادم حتى في حال تلقي هزيمتين في الجولتين المتبقيتين من المشوار، والمعطيات ذاتها تنطبق على مولودية العلمة، شباب باتنة واتحاد الحراش، لأن هذا الرباعي بحوزته حاليا 39 نقطة، لكن حسابات المواجهات المباشرة تمنح كل طرف الأفضلية على حساب اتحاد الشاوية، حتى في حال الاحتكام إلى فارق الأهداف المحرز في مرحلة الذهاب، والوضعية قد تخص كل من الحراش و"الكاب"، مادام كل فريق قد تساوى مع الشاوية في الحصاد المحقق في اللقاءين المباشرين، والحسابات المقترنة بالترتيب النهائي للنصف الأول من البطولة، تجعل شباب باتنة بأفضلية (+1) في فارق الأهداف المحقق في مرحلة الذهاب، وهو نفس الفارق الذي أحرزه اتحاد الحراش، في حين كانت وضعية اتحاد الشاوية في نفس الفترة بمعدل (-2).
المادة 69 ترجح كفة الموك والبابية
سيكون رصيد 39 نقطة عتبة النجاة بالنسبة للفرق التي بلغت حاليا هذا المجموع النقطي، مهما كانت نتائجها في آخر جولتين من البطولة، لأن مولودية قسنطينة جمعت 4 نقاط في المواجهتين المباشرتين مع اتحاد الشاوية، شأنها شأن مولودية العلمة، وهذا بفرض التعادل على أبناء "سيدي رغيس"في أم البواقي، مقابل استغلال أفضلية العوامل الكلاسيكية في مرحلة الإياب بقسنطينة والعلمة وتواليا، في الوقت الذي كان فيه الفوز بالتداول بين الشاوية والحراش، بفارق هدف وحيد لكل فريق داخل قواعده، لكن بأفضلية لأبناء "لافيجري" في الحسابات المتعلقة بفارق الأهداف الاجمالي لمرحلة الذهاب، والشرط ذاته لا يخدم ممثل عاصمة الولاية الرابعة في حال التساوي مع شباب باتنة، لأن التعادل مع "الكاب" ذهابا وإيابا، دون اهتزاز الشباك يجعل من فارق الأهداف المحرز في النصف الأول من البطولة الفيصل، ولو أن القراءة الأولية في رزنامة الجولتين الأخيرتين قد يسقط هذا الطرح كلية من الحسابات، بحكم أن المحطة الختامية ستضع هذا الرباعي وجها لوجه في لقاءين مباشرين، الأمر الذي سيعفي بصورة آلية فريقين على الأقل من حسابات المادة 69، المقترنة بحالات التساوي في الرصيد النقطي الاجمالي.
بالموازاة مع ذلك، فإن الوضعية الراهنة تبقي 4 فرق أخرى ضمن كوكبة المهددين بالسقوط، لكن بحظوظ أوفر مقارنة باتحاد الشاوية، لكن الحسابات تضع اتحاد عنابة على بعد نقطة واحدة من عتبة النجاة، لأن حيازة 38 نقطة قبل جولتين من نهاية الموسم يلزم أبناء "بونة" بتحصيل تعادل على الأقل لترسيم البقاء في الرابطة الثانية مهما كانت نتائج باقي المنافسين، لأن الحصول على العلامة الكاملة في المواجهتين المباشرتين مع الشاوية، يمنح "الطلبة" أفضلية كبيرة في حسابات المادة 69، بصرف النظر عن استفادتهم من فرصة اللعب داخل الديار في آخر جولة، وهذا عند استقبال نادي التلاغمة.
برج منايل ولاصام بحاجة لنقطتين
على النقيض من ذلك، فإن تحصيل تعادلين على أقل تقدير يبقى الشرط الأساسي لخروج شباب برج منايل وجمعية عين مليلة نهائيا من دائرة الحسابات، خاصة وأن الشباب بحوزته حاليا 38 نقطة، إلا أنه يصنع الاستثناء في هذه المعادلة، كونه الوحيد من كوكبة المهددين، الذي كان قد حصّل نقطة واحدة في مواجهتيه المباشرتين مع اتحاد الشاوية، الأمر الذي قد يكلف "الكوكليكو" السقوط إلى قسم ما بين الرابطات في حال التساوي في الرصيد النقطي الاجمالي للموسم مع الشاوية، سواء في معادلة ثنائية بين الطرفين، أو حتى عند تواجد اتحاد ورقلة في دائرة الحسابات، والاحتمال الثاني جد مستعبد، لكنه يمر عبر انهزام برج منايل داخل القواعد في الجولة 29، ثم انهاء المشوار بتعادل في ورقلة، شريطة نجاح اتحاد ورقلة في العودة بتعادل من باتنة في الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة، وهذه واحدة من الحالات الاستثنائية التي تضع 3 فرق في نفس المرتبة في الترتيب النهائي، مع نجاة اتحاد الشاوية من شبح السقوط بفضل حسابات المادة 69، نتيجة 4 نقاط محصلة في لقائيه مع شباب برج منايل.
نفس الحسابات تخص جمعية عين مليلة، التي تتواجد على بعد نقطتين من ترسيم البقاء، ولو أن استقبال شبيبة سكيكدة في الجولة القادمة كفيل بإخراج "لاصام" رسميا من دائرة الخطر، على اعتبار أن أبناء "روسيكادا" استسلموا مبكرا لأمر السقوط، وقد تلقوا 14 هزيمة متتالية، وأخر نقطة حصلّوها كانت في موقعة الذهاب أمام عين مليلة، الأمر الذي يضع أبناء "قريون" في طريق مفتوح لتحقيق المبتغى والاطمئنان على مكانتهم في الرابطة الثانية لموسم آخر، دون انتظار الجولة الختامية، ولو أن شرط تحصيل تعادلين يكفي أيضا لترسيم النجاة، مهما كانت نتائج الجار اتحاد الشاوية، لأن الأفضلية للجمعية بالفوز على أبناء عاصمة الولاية في موقعتي الذهاب والإياب.
خسارة الشاوية في "السور" تنهي الجدل
والملفت للانتباه أن الحسم في أمر السقوط قد يكون في الجولة 29 بملعب دراجي محمد بسور الغزلان، لأن مصير اتحاد الشاوية لم يعد بأرجل لاعبيه، مادامت الرزنامة المتبقية، تمنح كل فريق فرصة لعب مقابلة داخل القواعد وأخرى خارجها، الأمر الذي من شأنه أن يوضح الرؤية قبل المحطة الختامية، ولو أن انهزام الشاوية في "السور" سيضع نقطة النهاية لهذا الصراع عن بعد، ويحدد هوية ثالث النازلين إلى قسم ما بين الجهات بصفة رسمية، بينما قد يمدد التعادل في هذه المقابلة من حالة "السوسبانس" إلى الجولة 30، لكن بحظوظ شبه منعدمة لنجاة أبناء "سيدي رغيس"، لأن الحسابات في هذه الحالة تقلص عتبة البقاء إلى 37 نقطة بالنسبة لاتحاد الشاوية، شريطة التساوي مع اتحاد ورقلة، وهو شرط يمر عبر انهزام ممثل الولاية رقم 30 في اللقاءين المتبقيين، واحد منهما داخل القواعد أمام برج منايل، رغم أن المعطيات الأولية كفيلة بإبقاء بعض الاحتمالات "النظرية" واردة، في حال فوز اتحاد الشاوية في سور الغزلان، بدخول اتحاد عنابة دائرة الحسابات، إذا ما انهزم بقسنطينة أمام الموك، وانهزام اتحاد ورقلة بباتنة، إلا أن عنصر المفاجأة يبقى جد مستبعد، وحظوظ الشاوية في النجاة أصبحت شبه منعدمة، ولا تبتعد كثيرا عن "المعجزة"، مما يوحي بامكانية حسم الأمور في سور الغزلان، بتكملة أضلاع مثلث السقوط، وجعل الجولة الختامية شكلية ودون أي حسابات.
قراءة: صالح فرطاس