صنع مساء أول أمس الشاب الموهوب رامي بن سبعيني الاستثناء في أول مباراة رسمية له بألوان الخضر، فكان صمام الأمان للقاطرة الخلفية، نتيجة نجاحه في تقديم مباراة في مستوى التطلعات والآمال، ومساهمته إيجابيا في تفادي منتخبنا الخسارة في أول مباراة في مجموعة الموت.
ورغم خيبة التعثر أمام منتخب وصفه المتتبعون بالحلقة الأضعف في المجموعة، إلا أن المباراة شهدت ميلاد نجم جديد في سماء الكرة الجزائرية، بتألق بن سبعيني في أول ظهور رسمي له بالقميص الوطني وفي ظروف استثنائية، حيث لعب بالمناسبة ثاني مباراة إلى جانب عيسى ماندي، واكتشف لأول مرة أجواء العرس الكروي القاري.
ابن قسنطينة الذي تدرج في أكاديمية بارادو، قبل الاحتراف وراء البحر خطف الأضواء من عديد النجوم التي دخلت الكان تحت عدسات المصورين وعبر الباب الكبير، فأبهر الجزائريين وعموم المتتبعين بمستواه الجيد، وكان أحد أضلاع المثلث الذي جنب الخضر السقوط، إلى جانب النجم الأول رياض محرز والحارس الأمين للعرين مبولحي، بشهادة مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، التي منحت أعلى علامة لمبولحي (8) وثانيها لمحرز (7) فيما حل بن سبعيني ابن الواحد وعشرين ربيعا ثالثا (6 درجات)، فلم يتأثر بقلة التجربة والضغط المفروض على المجموعة و في أول ظهور، فلعب برزانة وأناقة وأمن محور الدفاع الذي شكل صداعا في رأس كل من تولى شؤون العارضة الفنية، منذ اعتزال الثلاثي الذهبي بوقرة و عنتر يحيى و حليش، حيث وفق في اللعب إلى جانب ماندي بأريحية ودون أخطاء، كما تميز بالحرارة والاندفاع والتركيز العالي أمام مهاجمي المنافس، ولم يكتف بأدواره الدفاعية فأبدع في بناء الهجومات من الخلف، من خلال تمتعه بالقدرة على إخراج الكرة من منطقته وتقديم كرات “نظيفة” ودقيقة للزملاء، و قدم الإضافة في منطقة المنافس في الكرات الثابتة، لكن لسوء حظه حرمته العارضة من هدف كان سيدخله مبكرا في حوليات الكان، التي شهدت ميلاد مدافع محوري بخصائص عصرية.
والأكيد أن بن سبعيني حجز مكانة ضمن التشكيلة الأساسية، بعد أن بصم على انطلاقة جد موفقة ستمنحه المزيد من الثقة بالنفس والتجربة في أدغال إفريقيا، لأن الكرة تؤمن بالعطاء فوق المستطيل الأخضر، والنجوم تصقل في الأكاديميات والمدارس وتبهر فوق الميدان و الفريق الوطني الذي خسر نقطتين، في أول لقاء كسب المدافع المحوري الذي بوسعه أن يقضي على مشكلة الدفاع التي يعاني منها الخضر.
نورالدين - ت