طالب رئيس الفاف خير الدين زطشي أمس بضرورة وقوف جميع الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية الوطنية إلى جانب المنتخب الوطني في هذه المرحلة، بغية المساهمة في إعادة القطار إلى السكة، و بالتالي ضمان إنطلاقة جديدة للكرة الجزائرية على أسس صحيحة و سليمة، واعتبر قرار تعيين طاقم فني بتركيبة جزائرية «خالصة» مكسبا كبيرا، كونه يعيد الإعتبار للإطار المحلي، بعد فشل خيار التقنيين الأجانب.
هذا الطرح ذهب إليه زطشي في إجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد أمس بمقر الفاف، بحضور رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج، حيث استغل رئيس الاتحادية هذه الجلسة للحديث عن الخطوط العريضة لبرنامج العمل الذي سطره الطاقم الفني الجديد للخضر بقيادة رابح ماجر، والذي يرتكز بالأساس على برمجة تربصات منتظمة مع اللاعبين المحليين، في محاولة لإعطاء المزيد من الفرص لجميع العناصر من أجل إظهار القدرات الفردية التي قد تسمح بضمان التواجد ضمن التعداد الرسمي، هذا فضلا عن ضبط برنامج معاينة أسبوعية لبعض مباريات البطولة الوطنية، وهي إشارة واضحة إلى أن المراهنة على اللاعبين المحليين أصبحت الخيار الذي يعتزم ماجر و طاقمه الأخذ منه كخزان رئيسي لضبط قوائم مختلف التربصات، مع التقليص تدريجيا من عدد المحترفين في تعداد المنتخب، وحصر الإستدعاءات في العناصر القادرة على تقديم الإضافة المرجوة.
مصدر من داخل المكتب الفيدرالي أكد للنصر بأن زطشي دافع كثيرا عن هذا المشروع، واعتبره المخرج الرئيسي للكرة الجزائرية من الأزمة الراهنة، لكن من دون تهميش ـ كما صرح ـ اللاعبين المحترفين، لأن المنتخب لا بد أن يتشكل من العناصر التي تظهر جاهزية من جميع الجوانب، كما أن هذه الإستراتيجية من شأنها أن تنعكس بالإيجاب على مستوى البطولة الوطنية، وكذا على منتخبات الأصناف الشبانية، بتطور العمل القاعدي، وفق برنامج تعتزم المديرية الفنية تجسيده بالتسنيق مع طواقم مختلف المنتخبات.
من هذا المنطلق استغل المناجير العام للمنتخب حكيم مدان فرصة مشاركة رئيس الرابطة المحترفة في أشغال هذه الجلسة، ليطلب منه مراعاة الخطوط العريضة لمشروع البرنامج المسطر، بغية ضبط رزنامة تواريخ المنافسة، بإعتماد فترة راحة شهرية، بصورة منتظمة، تخصص للمديرية الفنية لبرمجة تربصات قصيرة لمنتخب المحليين و كذا المنتخب الأولمبي.
صلح مع قرباج و سلم جديد لتوزيع عائدات حقوق البث
وفي سياق ذي صلة كانت جلسة الأمس محطة لإذابة الجليد مرة أخرى بين زطشي و قرباج، بعد الخلاف الذي طفا مجددا على السطح بين الرجلين، بسبب الإجراءات التي اتخذها المكتب الفيدرالي في إجتماعه المنعقد أواخر شهر سبتمبر الفارط، سيما منها قضية تدخل الفاف في البرمجة، وتوجيه إنذار رسمي إلى الرابطة، على خلفية إكتشاف ثغرة قانونية في ملف تحويل اللاعب بادني من جميعة الشلف، إضافة إلى قضية تعيين محافظي مباريات الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، حيث كان الموعد مع «صلح» جديد بين قرباج و زطشي، مع إلحاح كل طرف على ضرورة التنسيق بين الهيئتين في العمل، ولو أن قرباج أكد في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة على أن الرابطة ملزمة بالتنسيق مع الفاف، من أجل مصلحة النوادي الجزائرية والمنتخبات الوطنية، في إشارة واضحة منه إلى التدابير التي تم اتخاذها مؤخرا، والتي من أهمها تأخير الجولة التي تزامنت مع مباراة المنتخب الوطني ضد الكاميرون، و كذا تأجيل لقاء اتحاد العاصمة ضد مولودية الجزائر، بحكم ارتباط تشكيلة «سوسطارة» بنصف نهائي دوري الأبطال.
وفي سياق متصل فقد أثار أعضاء المكتب الفيدرالي في جلسة الأمس قضية توزيع حقوق البث التلفزيوني، وكذا عائدات عقد الإشهار المبرم مع المتعامل الذي يرعى البطولة الوطنية بقسميها الأول والثاني، بعد التحفظات التي تقدمت بها عديد النوادي، بخصوص سلم التوزيع المعتمد، و عليه فقد تقرر برمجة جلسة بين مسؤولي الفاف والرابطة المحترفة في غضون الأسبوع المقبل، تخصص لمناقشة هذا الملف، وضبط معايير جديدة لسلم توزيع هذه العائدات على النوادي.
إصرار على تنفيذ قرارات لجنة المنازعات و جلسة مع رؤساء الهواة
بالموازاة مع ذلك طرح رئيس الرابطة قضية النوادي التي لم تسو وضعيات الدائنين من اللاعبين و المدربين الذين كانوا قد لجأوا إلى لجنة المنازعات التابعة للفاف، لأن هذه الهيئة كانت قد أصدرت أحكاما تلزم الفرق المعنية بالتسوية الفورية للديون العالقة، مع إحالة الملفات على لجنة الانضباط، وهنا تدخل رئيس الاتحادية ـ حسب تأكيد مصدرنا ـ ليلح على ضرورة التطبيق الصارم للقوانين المعمول بها، وذلك بتوجيه إعذارات رسمية لكل النوادي المعنية بهذا الإجراء، مع تحديد تاريخ 15 ديسمبر القادم كآخل أجل لتسديد الرواتب العالقة للاعبين الدائنين، و إلا فإن المنع من الإستقدامات في «الميركاتو» الشتوي سيكون العقوبة الأولية التي ستجد طريقها إلى التنفيذ.
وفي نفس الإطار عاد رئيس الفاف إلى قضية 8 نوادي تنشط هذا الموسم في وطني الهواة، لكنها مازالت معنية بقرارات لجنة المنازعات، وجدد زطشي التأكيد على أن هذه الفرق ملزمة بتسوية أوضاعها قبل منتصف ديسمبر القادم، وإلا فإنها لن تصعد، حتى في حال إنهاء الموسم في المرتبة الأولى، ومن بين هذه النوادي اتحاد عنابة، جمعية الخروب و مولودية قسنطينة.
بالموازاة مع ذلك، ندد أعضاء المكتب الفيدرالي بأحداث العنف التي تم تسجيلها في بعض مباريات بطولات الأقسام السفلى، خاصة بملعبي الرويسات و خميس الخشنة، وعليه فقد قرر رئيس الفاف برمجة إجتماع عمل مع رؤساء أندية بطولة الهواة للشرق و الجنوب الشرقي يوم 10 نوفمبر القادم، بفندق الخيام بقسنطينة تزامنا مع لقاء الخضر و نيجيريا، للاستماع إلى انشغالات فرق الدرجات السفلى.
ص/ فرطــاس