اعتصم بطالون، صبيحة أمس، أمام مدخل مركب الحجار للحديد و الصلب، للمطالبة بالتوظيف بعد إعادة تشغيل الوحدات و عودته للإنتاج، حيث قاموا بوضع خيم أمام البوابة الرئيسية، من أجل لفت انتباه المسؤولين، رافعين شعارات تندد بالتهميش و الحقرة، مشيرين إلى تلقيهم وعودا من إدارة المركب لتشغيلهم بعد استئناف النشاط، منددين بسياسة المحاباة في التوظيف حسب تعبيرهم.
و أوضحت مصادرنا من داخل المركب، بأن الشباب البطال يقترب باستمرار من البوابة لتوظيفهم، مشيرين إلى أن عملية التوظيف تجري بشكل تدريجي و في الاختصاصات المطلوبة، بعد تجاوز الصعوبات التقنية و عودة الإنتاج لحالته الطبيعية، إلى جانب تحديد الاحتياجات و النقائص الموجودة في مختلف الوحدات.
و يُقبل البطالون بسيدي عمار والحجار على المركب، وفقا للمصدر، من أجل التوظيف دون المرور على وكالة التشغيل، غير أن الإدارة تعتمد في عملية الانتقاء على إرسال عرض التوظيف للوكالة، و هي تتكفل باستدعاء المترشحين لإجراء الاختبار.
و عرف المركب مع إعادة تشغيله صعوبات، بسبب مغادرة مئات الإطارات المؤهلة من مهندسين و تقنيين، بخروجهم للتقاعد المسبق، فوصل العجز الأولي من التعداد الإجمالي للعمال الذين تقاعدوا، إلى 900 عامل بين إطارات و تقنيين، ما وضع الإدارة في البداية في مأزق حقيقي، و جعلها تبحث عن حلول بديلة.
و تشير ذات المصادر، إلى أن النزيف في اليد العاملة المؤهلة بمركب الحجار، أثر بشكل مباشر على سير وحدات الإنتاج، بعد إعادة تشغيل الوحدات و إنهاء الشطر الأول من مخطط الاستثمار، كما جعل الإدارة تتحرك لإعادة انتداب المتقاعدين بعقود محددة المدة كحل لتغطية العجز، نظرا لاكتسابهم للخبرة العالية في مجال صناعة الحديد و الصلب، من سنوات الخدمة و استفادتهم من تربصات داخل الوطن و خارجه.
و أكد مصدر مسؤول بالمركب، على أن الإدارة وضعت خطة لفتح مجال التوظيف و تعويض العمال المحالين على التقاعد، حيث ينتظر توظيف 2400 عامل جديد إلى غاية نهاية 2019، ليرتفع العدد الإجمالي من 4100 عامل إلى 6500.
و توجد احتياجات لتوظيف نحو 300 مهندس مختص في الهندسة الصناعية، الأمن الصناعي، الميكانيك، التعدين، و غيرها من التخصصات.
وستسمح أيضا الشراكة الجديدة بين مجمع « ايمتال» و «إمارات ستيل»، بإنشاء مركب ثاني مستقل عن سيدار الحجار، لإنتاج مواد أخرى غير موجودة في المركب، بخلق 1670 منصب شغل جديد مباشر، دون تحويل عمال مركب المؤسسة الأم، باستثناء المساهمة في التأطير و الإمداد بالخبرات فقط حسب مصادر نقابية.
من جهة أخرى، تعرف نقابة الحجار مشاكل داخلية مع وجود معارضين يرفضون فترة تسيير المكتب الحالي، ما دفعهم إلى الدخول في إضراب عن الطعام بمقر الاتحاد الولائي بعنابة، استدعى تدخل المركزية النقابية لحل الخلاف.
و تجدر الإشارة، إلى أن المكتب المسير للنقابة، مُددت عهدته بسنتين، في خطوة من الوصاية لتحقيق نوع من الاستقرار داخل المركب الذي يعيش مرحلة حساسة، تتطلب تضافر جهود الجميع و الابتعاد عن الصراعات حسب مصادرنا، بعد فترة طويلة من التوقف تنفيذا لمخطط الاستثمار، و العودة من جديد للإنتاج، لكن بمستوى ضعيف لا يُغطي حاجيات المركب من المواد الأولية.
و قد طالب وزير الصناعة يوسف يوسفي، الإدارة، في آخر زيارة له إلى عنابة، بضرورة العمل و عدم الاعتماد مرة أخرى على إعانة الدولة، و تسديد القروض الموجودة على عاتق المركب لدى البنوك في الآجال المحددة، و الذهاب نحو رفع الإنتاج و تحقيق الأرباح.
حسين دريدح