أدت العواصف الماطرة التي تجتاح ولاية قالمة منذ بداية شهر أوت الجاري، إلى تراجع كبير في حرائق الغابات و الأحراش، مقارنة بالسنة الماضية التي تعد الأسوأ بعد كوارث منتصف التسعينات.
و باستثناء بعض الحرائق المتفرقة التي طالت محاصيل القمح و حقول الحصيدة خلال حملة الحصاد، فإنه لم يسجل حتى الآن أي حريق غابي ذو أهمية، بعد الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، و سقوط أمطار صيفية معتبرة، أدت إلى تراجع كثافة الغطاء النباتي الذي يعد من بين العوامل المساعدة على اندلاع الحرائق و انتشارها.
ومازالت فرق الإطفاء بقالمة على استعداد لمواجهة أي طارئ في ظل مؤشرات توحي بعودة موجة الحر من جديد، بعد تقلبات مناخية ميزت صيف 2018.
و مازال سكان قالمة يتذكرون كوارث الصيف الماضي عندما أتت الحرائق على مساحات واسعة من الغابات، بينها محمية بني صالح الشهيرة، أين دمرت النيران أكثر من 5 آلاف هكتار من الغابات الكثيفة التي تعد بيئة حاضنة لحيوان الأيل البربري النادر، و أصناف أخرى من الطيور و الحيوانات، التي تعد عاملا أساسيا في عملية التوازن الإيكولوجي بالمنطقة الغابية الممتدة من قالمة و سوق أهراس، إلى الحدود التونسية الشرقية.
فريد.غ