أكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية نور الدين بدوي، على أن ظاهرة إطلاق البارود في الأعراس، تعد من أهم العادات الاحتفائية الراسخة في العديد من مناطق الوطن، بحيث صارت جزء لا يتجزأ من عاداتنا و تقاليدنا كمظهر من مظاهر التعبير عن البهجة
و الفرحة، غير أن هذه الظاهرة تسجل دوريا العديد من الحوادث بسبب الاستعمال العشوائي للبارود و ما ينجم عنها من ضحايا أبرياء بسبب طلقات الرصاص الطائشة أو الخاطئة، ناهيك عن الانزعاج الذي تخلفه هذه الممارسة في الفترة الليلية.
وزير الداخلية و الجماعات المحلية و في رده عن سؤال كتابي وجهه النائب البرلماني عن ولاية تبسة، الوردي براجي المنتمي لحزب الحرية و العدالة ، بخصوص طلب اتخاذ التدابير اللازمة من أجل وضع حد لظاهرة الاستعمال المفرط للبنادق في المناسبات و الأعراس ، أوضح الوزير أن السلطات العمومية قد وضعت العديد من التدابير القانونية و التنظيمية لمنع انتشار الأسلحة و إساءة استعمالها، و ذلك بضبط قواعد اقتناء الأسلحة و الذخيرة حفاظا على أمن و سلامة المواطنين.
و عليه و وفقا للمادة 10 من الأمر رقم 97 ــ 06 المؤرخ في 21 يناير 1997 المتعلق بالعتاد الحربي و الأسلحة، يحضر اقتناء و حيازة الأسلحة و الذخيرة و لكن استثناء و وفقا لهذا الأمر، يرخص بقوة القانون للإدارات العمومية المكلفة بالمهام الأمنية و كذا لشركات الحراسة و نقل الأموال و المواد الحساسة و الشركات الرياضية للرماية، حيازتها، كما يمكن للأشخاص الطبيعيين بسبب وضعيتهم الاجتماعية أو المهنية و إما بسبب الظروف الخاصة، اقتناء و حيازة بعض الأسلحة و الذخيرة.
و أضاف بدوي، بأنه يستثنى من هذه الرخصة الأشخاص الممنوعون من التصرف و الأشخاص الذين تمت معالجتهم في مستشفى الأمراض العقلية، بالإضافة إلى الأشخاص المحرومين من حق أو أكثر من الحقوق المذكورة في المادة 9 من قانون العقوبات، و كذا الأشخاص المحكوم عليهم بسبب جناية أو جنحة ضد الشيء العمومي و المساس بالآداب العامة أو الاتجار أو التعاطي غير الشرعي للمخدرات أو التهريب أو السرقة أو الاعتداء أو التهديدات الكتابية أو الشفاهية أو الاحتيال أو خيانة الأمانة أو العنف أو التمرد تجاه أعوان السلطة العمومية أو ممثليها، كما يستثنى أيضا الأشخاص المحكوم عليهم بجنحة تكوين جمعية غير شرعية و الأشخاص الذين ضيعوا بإهمال سلاحهم الذي حازوه بصفة قانونية.
و أبرز المسؤول الحكومي أن وزارة الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية و انطلاقا من مهامها المرتبطة بحفاظها على سلامة الأشخاص و ممتلكاتهم، قامت بإسداء تعليمات للولاة، من أجل تنظيم عملية استعمال البارود خلال هذه المناسبات، و ذلك بالتنسيق مع المصالح الأمنية المختصة من خلال التصريح المسبق للسلطات و تحديد أوقات الاستعمال، تجنبا لإزعاج المواطنين و منع أي تجاوزات، و كذا العمل من خلال الوسائط الإعلامية على توعية المواطنين الحائزين على هذه الأسلحة حول مخاطر إطلاق البارود و تذكيرهم بإجراءات السلامة المتعلقة باستعمالها.
و في الأخير، شدد الوزير على أن وزارة الداخلية تبذل جهودا معتبرة على مستوى الحواجز الأمنية، لتنظيم مواكب الأعراس و دعوة الشباب إلى تجنب المناورات الخطيرة و الإفراط في السرعة و شغل الطريق بالعربات المشكلة لمواكب الأعراس، مع العمل على كبح تصرفاتهم الطائشة بسبب الفرحة و الرغبة في الترفيه باستعمال المفرقعات و البارود و الألعاب النارية و التي تفضي في غالب الأحيان إلى حوادث أليمة.
ع.نصيب