اهتزت، أمس، مدينة عين البيضاء بأم البواقي، على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها رئيس لجنة التعمير والبناء والشؤون التقنية بالمجلس البلدي، العضو المنتخب للعهدة الثالثة على التوالي عن تحالف التجمع من أجل النهضة والعدالة والبناء المدعو منصوري أحمد المكنى العيد، من مواليد سنة 1959، الذي تعرض لاعتداء بضربة حجر من طرف شاب تقدم مستعجلا لإتمام تسوية وضعية محله التجاري الذي خصصه للإطعام السريع.
شهود عيان، قالوا للنصر بأن الجاني ويتعلق الأمر بصاحب مطعم بجانب حديقة أول نوفمبر على الطريق المؤدي لمقر الدائرة المسمى (ح.ع) في العقد الثالث من العمر، تقدم، صباح أمس، الى المصلحة التقنية للبلدية المتواجدة بالملحق البلدي بحي ماريان الشعبي، أين استقبله الضحية بمكتبه، وسارع الجاني للتلفظ بعبارات جارحة في حق الضحية الذي يحمل كذلك صفة عضو في الشباك الوحيد.
و ذكر من تحدثوا إلينا من الموظفين و المواطنين، أن الجاني حاول الاعتداء على الضحية بعد أن قام بسبه وشتمه، ليسارع الضحية المعروف بأخلاقه وطيبته لمحاولة تهدئة الشاب الذي سارع لرفع حجر اسمنتي وضع ليسند مكتب الضحية الخشبي، ويوجه ضربة قوية ناحية رأسه ما تسبب في إسقاطه أرضا غارقا في شلال من الدماء، ليلوذ بعدها بالفرار لوجهة مجهولة، في الوقت الذي سارع موظفون ومواطنون ممن حضروا بالملحق البلدي للاستنجاد بإسعافات الحماية المدنية التي نقلت الضحية للمستشفى .
وكشف مسؤول مصلحة الاستعجالات بمستشفى الدكتور زرداني صالح بوغانم مراد للنصر، بأن مصلحة الاستعجالات استقبلت الضحية في حدود الساعة العاشرة و54 دقيقة وهو متوفيا بسبب تلقيه ضربة في الرأس، مشيرا إلى أن جثة الضحية نقلت لمصلحة حفظ الجثث، ثم نقلت بعد ذلك لمستشفى محمد بوضياف بأم البواقي لتعرض على الطبيب الشرعي.
الجريمة البشعة خلفت حالة من الاستياء وسط سكان المدينة بمختلف شرائحهم، وحتى وسط منتخبي المجلس البلدي الذي كانوا تحت الصدمة، وبدوا من خلال لقائنا بهم متأثرين جدا لفقدان العضو الذي حضر معهم، عشية أمس الأول، الجلسة الاستثنائية .
أعضاء المجلس البلدي يعلقون عضويتهم ويطالبون بتدخل الوالي
و انتقد أعضاء المجلس عدم تكفل الجهات الوصية بطلبهم الذي رفع قبل أشهر، والمتعلق بنقص الأمن بالبلدية ،الأمر الذي جعل من يعملون بالبلدية مهددون يوميا من طرف مواطنين تعطلت مصالحهم.
كما عرج العديد من المنتخبين على ظروف عملهم التي وصفوها بالصعبة، في ظل عجزهم عن الاستجابة لطلبات سكان المدينة، حيث اضطرتهم الظروف،كما يقولون لفتح أبواب مكاتبهم يوميا لاستقبال مئات الحالات يوميا، و التي تتخللها اعتداءات وتهديدات من طرف بعض الشبان والمواطنين. كما أوضح عدد من منتخبي المجلس، بأنه من غير المعقول أن مدينة بحجم عين البيضاء التي تحتل المرتبة الأولى عبر إقليم ولاية أم البواقي من حيث الكثافة السكانية بما يفوق 300 ألف نسمة يخصص لها 20 عقد عمل ضمن عقود الشبكة الاجتماعية وتمنح لها 500 قطعة أرض، وقد استقبلت أزيد من 7 آلاف طلب كما تحضر لتوزيع 700 سكن ولجنة السكن بالدائرة أحصت أكثر من 20 ألف ملف، وهو التناقض في البرمجة الذي يقولون أنه يعود في كل مرة سلبا على المجلس البلدي ويولد ضغوطا تخلف صدامات مع سكان.
و عقد، عشية أمس، أعضاء المجلس البلدي بعين البيضاء جلسة عمل طارئة بمقر البلدية، حضرتها النصر وترأسها رئيس البلدية بالنيابة جرمان رياض، الذي أشار في كلمته إلى أن منتخبي البلدية لا يزالون تحت الصدمة، مطالبا السلطات المعنية الإسراع في اتخاذ الإجراءات الردعية المناسبة في حق الجاني، ووصف “المير” بالنيابة الجريمة بالعمل الجبان الذي لا يعكس الصورة الحقيقية التي هي عليها سكان المدينة، موضحا بأن البلدية فتحت جميع أبوابها طيلة أيام الأسبوع.
من جهته العضو مرزوقي محمد، اعتبر ما حدث بالجريمة النكراء التي لا تعكس التضحيات التي يقدمها منتخبو المجلس، معلنا عن تعليق عضويته في المجلس البلدي، و هو القرار الذي اتخذه من بعده رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بوكفة عصام ، الذي أعلن استقالته من رئاسة اللجنة بسبب المضايقات التي يتعرض لها، كاشفا عن تعرضه للتهديد قبيل اجتماع المجلس عشية أمس.
ليساند بقية الأعضاء موقف العضوين مرزوقي وبوكفة و يقرروا أمام أنظار رئيس المجلس الشعبي الولائي ، تعليق عضويتهم للمطالبة بحضور الوالي للاستماع لانشغالاتهم المتعلقة أساسا بغياب الأمن، وكذا ضعف البرامج والحصص التي تمنح للمدينة مقارنة بالتعداد البشري لسكانها.
من جهته بين نائب “المير” بيبي محمدي، بأن جل أعضاء المجلس ورؤساء اللجان باتوا يتعرضون للتهديدات والمضايقات، مبينا بأن مطلب توفير الأمن بات أساسيا و موضحا بأن المجلس يستقبل كل في أيام الاستقبال أزيد من 500 مواطن ناهيك عن الاستقبالات اليومية.
أحمد ذيب