5 سنوات حبسا للمتهم بضرب مناصر مولودية الجزائر ودفعه إلى وادي الرمال
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بعقوبة 5 أعوام حبسا نافذا في حق المتهم بالاعتداء على مناصر لفريق مولودية الجزائر، ورميه بوادي الرمال، يوم مباراة نصف نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم التي احتضنها ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة أفريل الماضي، كما حكمت بمنعه من دخول المنشآت الرياضية لذات المدة، و دفع غرامة بقيمة 20 مليون سنتيم، مع إلزامه بتسديد تعويض مالي للضحية المنحدر من ولاية تيبازة.
حسب قرار الإحالة، فقد قامت فرقة مكافحة الجرائم الإلكترونية التابعة لأمن ولاية قسنطينة، بفتح تحقيق بتاريخ 26 أفريل من العام الجاري، تبعا لفيديو مصور، يبيّن قيام شخص بالاعتداء على آخر، حيث جرّه إلى أسفل الوادي وقام بضربه وركله، واستكمالا للتحقيقات، آنذاك، تبين أنَّ الضحية هو «ن.محمد علاء الدين» أحد مناصري مولودية الجزائر المتنقلين لمتابعة النهائي بين فريقه و نظيره شبيبة القبائل يوم 13 أفريل، ليقوم أعوان الحماية المدنية بتحويله فورا للمستشفى وإسعافه، لكنَّه أصرّ على العودة إلى مسقط رأسه، رفقة من تنقلوا معه.
وبعد فتح تحقيق أولي، ذكر الضحية أنه تنقل مع الأنصار بمناسبة نصف النهائي إلى مدينة قسنطينة، لمتابعة المقابلة، ولدى الوصول بالسيارة ليلا إلى محطة نقل المسافرين، وجدوا مجموعة من الأشخاص يحملون العصي والسكاكين و يقومون بمطاردة مناصري المولودية، فهرب مع مرافقيه، وقفز من فوق حائط تبين أنّه سور وادي الرمال، البالغ 4 أمتار طولا، فتعرض لكسر برجله وإصابة أخرى، وخدوش متفرقة، وقضى ليلته بالوادي، وفي الصباح، شاهده أحد المارة، فنزل إليه، وعندما لاحظ ارتداءه للوشاح الأخضر والأحمر، قام بضربه ودفعه نحو المياه القذرة، ثم غادر.بعدها، لاحظ شرطي وجود الضحية بالمكان، فتدخل وأخرجه، وتمَّ إسعافه، كما فتحت قضية ضد مجهول، وبعد الاطلاع على الفيديوهات التي انتشرت بموقعي «يوتيوب» و»فايسبوك»، تمَّ الاشتباه بشخصين، أظهرت التحقيقات أنهما بريئان، لتُمكِّن التحريات من التوصل إلى الجاني الحقيقي و هو المدعو «م.ج» 24 عاما، القاطن بالوحدة الجوارية 1 بالمدينة الجديدة علي منجلي.
ولدى التحقيق مع المتهم اعترف بما نسب إليه، مبررا ذلك بردّ الصاع للأنصار الذين اعتدوا عليه وعلى أنصار شباب قسنطينة بملعب 5 جويلية، في لقاء الذهاب، و ما قاموا به، حسبه، من قذفهم بالحجارة وقارورات تم ملؤها بالبول، كما صرَّح بقيام مجموعة من أنصار مولودية الجزائر يوم اللقاء باستفزاز المارة، فقام بالاعتداء على الضحية، مضيفا بأنه لا يعرف من قام بتصويره.
و قد تعرّف الضحية بينما كان طريح الفراش، على المعتدي عليه بعد إطلاعه على صوره، لدى تمديد اختصاص مصالح الأمن، والتنقل إلى ولاية تيبازة لاستكمال العمل على التحقيق. و لم ينف المتهم ما قام به، مؤكدا عدم نيته قتل الضحية، كما صرح بأنه لم يستعمل سلاحا أبيض، بل وجه له صفعتين وركله، ثمَّ جرّه إلى الوادي، فيما طالب محاموه بتكييف القضية إلى الضرب والجرح العمدي، بدل محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وجنحة تحريض الجمهور على العنف بمناسبة تظاهرة رياضية.
ممثل النيابة العامة اعتبر أركان الجريمة متوفرة، مضيفا بأن اعتراف المتهم وتصويره خير دليل، حيث التمس عقوبة 20 سنة سجنا نافذا عن التهمة المذكورة، فيما كيفت القضية إلى الضرب والجرح العمدي وتحريض الجمهور على العنف بمناسبة رياضية، كما طالب الضحية بـ 200 مليون سنتيم تعويضا عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحق به.
فاتح/ خ