الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

تحقيقات أمن قالمة تطلبت الرجوع لـ 30 ألف مكالمة هاتفية:الإعــدام لشرطي أبــاد عائلة من 3أفراد بهـلـيـوبـولـيس



أصدرت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء قالمة، حكما بالإعدام في حق المسمى (ش.ن) البالغ من العمر نحو 50 سنة، المتهم بارتكاب جريمة إبادة عائلة من 3 أفراد، هم الأب و الأم و طفل يبلغ 5 سنوات، ليلة 6 إلى 7 أفريل 2016 بأحد الأحياء الشعبية بمدينة هليوبوليس الواقعة على بعد 5 كلم شمال مدينة قالمة.  
و قد صدر الحكم، ليلة الأحد إلى الاثنين، في محاكمة طويلة استمعت فيها الهيئة الجنائية إلى تصريحات المتهم الذي كان يعمل في سلك الأمن الوطني، و مجموعة من شهود الواقعة المأساوية التي وصفتها النيابة العامة بالعمل الإرهابي، و التمست حكما بإعدام المشتبه فيه بقتل الضحايا، في واحدة من أبشع جرائم القتل الجماعي التي حدثت بولاية قالمة، بعد مجزرة حمام دباغ التي أودت بحياة أم و طفليها قبل 10 سنوات.
و قد واجهت المحكمة الجنائية المتهم بمجموعة من الدلائل، من بينها البصمة التي عثر عليها المحققون على باب سيارة الضحية، و رقم هاتفه الموجود على قائمة هاتف الضحية (ض.ن)، بالإضافة إلى تناقض التصريحات و التهرب المستمر من المحققين لمدة قاربت 7 أشهر و تقديمه لطلب التحويل إلى ولاية جنوبية بتاريخ الوقائع.
و جاء في وقائع المحاكمة التي تابعتها النصر، بأن المحققين اطلعوا على أكثر من 30 ألف رقم هاتفي، و أخذوا القياسات البيوميترية لنحو 2700 شخص في محاولة للوصول إلى صاحب البصمة المجرمة، كما قالت النيابة العامة التي أشادت بصبر و احترافية المحققين.
 خلال المحاكمة أصر المتهم على إنكار الوقائع المنسوبة إليه، و تراجع عن تصريحاته السابقة، مؤكدا على أنه التقى بالضحية و أمه العجوز بمنبع مائي بقرية طافيرة قرب مدينة عين مخلوف جنوب قالمة، و هذا قبل 4 أيام من الواقعة المأساوية.
و أضاف بأن البصمة التي عثرت عليها الشرطة على باب سيارة الضحية المركونة بمرآب منزله، ربما تعود إلى يوم اللقاء بقرية طافيرة، و ليس إلى يوم الجريمة كما ورد في محاضر التحقيق، مطالبا بسماع شهود نفي، قال بأنهم يؤكدون على براءته من التهم الموجهة له.  و صرح المتهم أيضا بأنه كان يعمل شرطيا بمدينة هليوبوليس، ثم انتقل إلى أمن دائرة عين مخلوف، قبل أن يطلب تحويلا إلى ولاية جنوبية و دخوله في عطل مرضية طويلة، مؤكدا للقضاة على أنه يعاني من عدة أمراض و اضطرابات نفسية. و أنهى تصريحاته قائلا بأنه بريء من التهم الموجهة له، و لا يوجد مبرر يدفعه لقتل الأب و الأم و ابنهما.
و قد استمعت الهيئة الجنائية المشكلة من قضاة و محلفين شعبيين إلى العديد من الشهود، بينهم أقارب و جيران للضحايا و المتهم، قبل فتح باب المرافعات التي استمرت وقتا  طويلا، و تطرقت كلها إلى الدلائل الجنائية، و العلاقة بين المتهم و جيرانه السابقين بمدينة هليوبوليس، بينهم عائلة الضحايا.
و اكتفى أغلب الشهود بالحديث عن الواقعة و عن كيفية سماعهم بالجريمة في ذلك اليوم الأسود الممطر من ربيع 2016، عندما أفاقت مدينة هليوبوليس على وقع جريمة بشعة، مازالت عالقة بالأذهان إلى اليوم.  في ذلك اليوم الحزين دخل الأب (ض.ن) إلى منزله العائلي في ساعة متأخرة من المساء، و اجتمع شمل العائلة الصغيرة، و في ساعة متأخرة من تلك الليلة، تسلل مجهولون إلى منزل الضحايا و تمكنوا من استدراج الأب إلى خارج المنزل و اقتياده بعيدا على متن سيارته و بعد قتله طعنا في مكان ما قرب هليوبوليس، وضعوه في الصندوق الخلفي للسيارة و أعادوها إلى المرآب، ثم صعدوا إلى الطابق العلوي للمنزل و قتلوا الأم و الطفل طعنا و خنقا، و وضعوا عليهما الأثاث و الخزائن، ثم سرقوا مصوغات ذهبية و غادروا مسرح الجريمة.
في صباح اليوم الموالي، جاء جار للضحايا لإخراج سيارته من المرآب، فلم يعثر على مفتاح سيارته كما جرت العادة، فنادى على صاحب المنزل لكن لم يجبه أحد، فاضطر إلى الدق على الباب الخارجي بقوة حتى خرجت طفلة صغيرة، كانت بغرفة أخرى لم ينتبه لها الجناة، إلى شرفة الطابق الأخير للمنزل، و أجابت صاحب السيارة بأن والدها غير موجود في البيت، ثم انتبهت أيضا بأن أمها غير موجودة فاتصلت بعمتها، و انكشفت الجريمة البشعة، و امتلأ المنزل بالمحققين و المعزين من الأهل و الجيران.في البداية تم اكتشاف جثة الأم و الطفل تحت الأفرشة و الخزائن، لكن مصير الأب ظل غامضا و اعتقد المحققون في البداية بأنه هو من يكون قد ارتكب الجريمة، و بدأت عمليات البحث عنه، قبل أن يعثروا عليه جثة هامدة داخل صندوق سيارته، و أدرك الجميع بأنهم أمام جريمة بشعة أبادت عائلة بأكملها لأسباب لم تتجل بوضوح خلال التحقيقات و وقائع محاكمتين جنائيتين طويلتين. 

  فريد.غ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com