أسعار اللحوم الحمراء تصل إلى 1600 دج بتبسة
شهدت أسعار اللحوم الحمراء في الفترة الأخيرة، ارتفاعا جنونيا بولاية تبسة، حيث وصل سعر الكيلوغرام من لحم الضأن، إلى 1300 دج، بعد أن كان سعره يتراوح بين ألف دج و 1100 دج، و في بعض المدن وصل إلى 800 دج، بينما بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم العجل 1600 دج.
و قد تباينت الآراء حول أسباب هذه الزيادة الجنونية، بعد أن وصلت أسعار اللحوم الحمراء إلى مستويات قياسية لم تعهدها من قبل، الأمر الذي أثار حفيظة و استياء المستهلكين، الذين لم يجدوا تفسيرا لهذا الغلاء غير المبرر حسبهم.
و أجمع كل من تحدثوا لـ « النصر «، على أن كمية الأمطار التي شهدتها معظم مناطق ولاية تبسة، قبل أسابيع، قلبت موازين أسعار الأغنام التي كانت متدنية منذ مدة، بسبب موجة الجفاف التي عصفت بالولاية خلال السنوات الأخيرة و التهبت أسعارها في ظرف قياسي و أعادت الأمل للمربين الذين أوشكوا على الإفلاس.
التساقطات المطرية على جل المراعي، ساهمت في لهيب أسعار المواشي بمعظم أسواق الولاية، لاسيما بسوقي الشريعة و بئر العاتر اللذين يشهدان إقبالا كبيرا من طرف الموالين من مختلف ولايات الشرق و حتى من بعض ولايات الجنوب الغربي، لما يتوفران عليه من مواش ذات سلالات معروفة على المستوى الوطني بنوعيتها و لاسيما سلالة منطقة "الدرمون" ببلدية ثليجان جنوب غرب تبسة.
و يلاحظ أن أسعار الأغنام تراوحت ما بين 30 ألف إلى أكثر من 55 ألف دج، فيما سجلت بورصة أسعار الكباش 70 ألف دج و أكثر، أما الخروف صاحب 10 أشهر، فقد وصل سعره إلى أكثر من 25 ألف دج، فيما فاق الحولي 35 ألف دج.
و لعل ما تجدر إليه الإشارة، هو أن الأسعار لا تزال غير محصورة في مستويات محدودة، حسب ما أكده لنا عدد من الموالين الذين تحدثوا للنصر، في انتظار المناسبات التي يتخذ منها السماسرة و التجار فرصة للربح و قد فتح ارتفاع الأسعار شهية الموالين و شجعهم على اقتناء رؤوس جديدة من الماشية و هم الذين اضطروا قبل أشهر للتخلص منها بسبب الجفاف و ارتفاع أسعار الكلأ.
و يقبل المواطنون و التجار على المواشي حسب جودة السلالات و الأوزان، و قد أكد الكثير من العارفين بهذه التجارة، على أن أسعارها ستعرف ذروة الغلاء خلال الأسابيع القادمة، بعد توفر الأعشاب لاسيما جنوب الولاية و غربها، حيث تتوفر مساحات رعوية تمتاز بتوفرها على الكلأ، ما شجع الموالين على العزوف عن البيع بغرض التفرغ لعملية “تسمين” الماشية لبيعها بأسعار يحددونها بأنفسهم.
و حسب تصريحات الكثير من المتوافدين، فإن الإقبال على بيع الماشية عرف تراجعا مقارنة بالشهور الماضية، بالرغم من أنه سجل توافدا منقطع النظير للتجار الذين يقصدون أسواق الماشية من مختلف المناطق، كما سجل أيضا ازدهارا في تجارة الماعز التي أصبحت مربحة و انتعشت كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية، حيث وصل سعر الجدي إلى سقف 16 ألف دج، فيما فاق سعر العنزة 20 ألف دج. ارتفاع أسعار المواشي التي عرفت انتعاشا ملحوظا، دفعت الكثير من العائلات إلى التساؤل و طرح تساؤلات عن غلاء اللحوم الحمراء بمناطق الولاية، بغض النظر عن سعر لحم النعجة، الجدي، أو الرخلة، مبدين تخوفات من احتمال بقاء ارتفاع الأسعار خلال الشهور القادمة، في ظل إحجام الموالين عن بيع مواشيهم.
و حسب الانطباع السائد أمام موجة غلاء اللحوم الحمراء، فإن الكثير من العائلات لجأت لاقتناء اللحوم البيضاء التي تعرف هي الأخرى منذ فترة ارتفاعا محسوسا في أسعارها، قد يستمر لشهور، بسبب غلاء الأعلاف و الدواء من جهة و المرض الذي يصيب الصيصان من جهة ثانية.
ع.نصيب