ألحقت المقاولة المكلفة بإنجاز مشروع تمديد مياه الشرب لسكان الخربة ( مشته الشوف 2 ) ببلدية أولاد أخلوف، أضرارا بمحتويات الموقع الأثري، ذات القيمة التاريخية ، قبل أن تتدخل نهاية الأسبوع المنقضي لجنة مشكلة من ممثلين عن مديرية الثقافة والدرك الوطني، لوقف الأشغال الجارية بعين المكان.
و قد أدى استعمال آليات الحفر إلى كسر بعض القطع الأثرية بهذه المنطقة المعروفة بكونها مدينة رومانية قديمة ، ولكثرة مواقعها التاريخية المكشوفة آثارها للعيان مثلها مثل البلدية المجاورة لها ونعني بها بلدية المشيرة الغنية هي الأخرى بالآثار الرومانية.
وبحسب المعلومات المستقاة، فإن هذه المنطقة التي يفترض أنها محمية بقوة القانون لوجود حراس بها، لم يتم الانتباه للأشغال الجارية التي قيل أنها كانت بمحاذاة الموقع، إلا بعد وقوع إحدى الحفارات في فراغ، تبين فيما بعد أنه يمثل بيتا رومانيا تم هدم جزء منه ، مثلما تم استخراج عظام رميم، وكذلك انكسرت قطع أخرى حجرية تتمثل في مطحنة للحبوب وأخرى فخارية تتمثل في مصابيح فخارية. لينتبه القائمون على المكان لذلك ويسارعون إلى التبليغ بالأمر، ليتم على إثرها وقف الأشغال عند هذا الحد، مع الإشارة وأن المشروع تم الانتهاء من مقطع معتبر منه.
ما تجدر الإشارة إليه في الأخير أن مصدرا مسؤولا بالولاية كشف عن الصعوبات المعترضة في أشغال مثل هذه المشاريع التي تنجز ببلديات الولاية ، حيث أن معظم الأماكن بها تمثل مواقع أثرية، وقد أدى ذلك إلى توقيف الأشغال بعدد منها آخرها موقع فرضوة ببلدية سيدي مروان.
وهي ظاهرة أصبحت تفرض نفسها وتتطلب من مقاولات الإنجاز التعامل بحذر مع أرضيات المشاريع القائمة على انجازها علما وأن البطاقة التقنية لثار مشته الشوف 2 تتضمن كذلك أسوارا لبنايات وآبار رومانية وكتابات لاتينية وأخرى مسيحية تشير لأسماء « شهداء « لهم وبقايا حجرية وفخارية منتشرة بقوة على السطح، وعلى بعد حوالي 2 كيلومتر من هذا الموقع هناك موقع آخر به آثار رومانية لكنيسة قديمة وبقايا فخارية وكتابات لاتينية موجودة بالمكان المسمى هنشير البحيرة.
نشير في الأخير ، أننا حاولنا الاتصال برئيس البلدية أكثر من مرة، لكننا لم نتمكن من ذلك سواء عن طريق الهاتف الثابت أو المحمول.
إبراهيم شليغم