يواجه برنامج السكن بقالمة تحديات كبيرة، بسبب تأخر مشاريع التهيئة و الربط بالشبكات المختلفة بعدة مواقع، بينها القطب الحضري الجديد وادي المعيز جنوب قالمة و مواقع أخرى بوادي الزناتي، بوشقوف و حمام دباغ.
و تقوم السلطات المحلية بزيارات مكثفة لمواقع الإنجاز في محاولة لدفع البرنامج المتأخر و إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه شركات الإنجاز المكلفة بمد الشبكات و الطرقات وسط الأحياء الجديدة. و بالرغم من تسجيل تقدم واضح في بناء آلاف الشقق السكنية بصيغ مختلفة فإن تأخر مشاريع الطرقات و الساحات العامة و مد شبكات الكهرباء و الماء و الغاز و أنظمة الصرف الصحي حال دون إعمار عدة أحياء و تنقل السكان إليها و خاصة المقيمين بالأحياء القصديرية الذين حصلوا على مقررات الاستفادة غير أنهم مازالوا ينتظرون انتهاء مشاريع التهيئة الخارجية و مد الشبكات المختلفة قبل توديع حياة البؤس و الشقاء و الانتقال إلى الشقق الجديدة التي انتهت بها الأشغال و بقيت مغلقة تنتظر الماء و الكهرباء و الغاز و الطرقات و المساحات الخضراء.
و قال مستفيد من شقة جديدة استلم قرار الاستفادة منذ مدة طويلة بأنه يرفض الانتقال إلى حي سكني غير مكتمل و يفضل البقاء وقتا آخر بالحي القصديري في انتظار ربط الحي الجديد بالماء و الكهرباء و الغاز في حين بدا مستفيدون آخرون قلقون و متخوفون من طول مدة الانتظار.
و حسب ما اتضح من الشروح المقدمة من مكاتب الدراسات و شركات الإنجاز و النقاش المفتوح بينهم و بين والي الولاية خلال زياراته لمواقع البناء فإن الكثير من الشركات المكلفة بالتهيئة الخارجية و مد الشبكات لم تتمكن من الانطلاق في عمليات الإنجاز بسبب سيطرة شركات البناء على مسارات الطرق و خطوط الماء و الكهرباء و الغاز و أنظمة الصرف و سوء التنسيق بينها و بين الشركات المكلفة بمد الشبكات، و بدا واضحا أن هناك نقصا كبيرا في تنظيم الأشغال وفق مخطط دقيق يسمح بإطلاق مشاريع الطرقات و الماء و الكهرباء و الغاز و أنظمة الصرف الصحي بالموازاة مع مشاريع بناء العمارات السكنية.
و تعتزم مديريات التعمير و السكن و التجهيزات العمومية و ديوان أوبيجي و مكاتب الدراسات تدارك التأخر الحاصل و إيجاد خطط بديلة لإطلاق مشاريع الشبكات المختلفة و في النهاية تسليم أحياء سكنية مكتملة و قابلة للإعمار و الحياة الكريمة لمجتمع أنهكته أزمة السكن سنوات طويلة.
و يجري حاليا بناء مدينة قالمة الجديدة التي تتسع لنحو 60 ألف نسمة على مساحة تقارب 300 هكتار ،تبدأ من الضاحية الشعبية القديمة وادي المعيز و طريق عين العربي شرقا إلى غاية مشارف بلدية بن جراح جنوبا، و تضم المدينة الجديدة آلاف الشقق و عشرات الأبراج السكنية و منشآت تعليم و هياكل رياضية و مسجد كبير و مراكز تجارية و حدائق و مستشفيات و خطوط نقل و غيرها من المرافق الخدماتية الأخرى.
وتتوقع لجان السكن توزيع المزيد من الوحدات و ترحيل السكان إليها بعدة بلديات خلال الأشهر القادمة بعد ربط الأحياء الجديدة بالماء و الغاز و الكهرباء، حيث تعمل مديرية التعمير بكثافة هذه الأيام لتدارك التأخر الحاصل و خاصة بالأحياء التي حصل أصحابها على قرارات الاستفادة منذ مدة طويلة و مازالوا ينتظرون المفاتيح إلى اليوم.
فريد غ