قررت وزارة الري، استحداث وحدة مكلفة بتوزيع وضخ المياه نحو ولايتي الطارف وعنابة، حسب الكمية المحددة لكل ولاية، في إجراء يهدف للتحكم الفعال في عملية التسيير وتزويد الساكنة بهذه المادة الحيوية بصفة منتظمة نوعا وكما، مع التدخل السريع لمعالجة وإصلاح الأعطاب عند أي طارئ، حفاظا على عملية التوزيع والبرنامج المسطر.
وذكرت مصادر مسؤولة بمصالح الري لولاية الطارف، «للنصر»، أن هذه الوحدة ستكون الجهة المسؤولة حصريا على عملية الإنتاج وضخ وتوزيع الكمية المنتجة من مياه سد ماكسة نحو الولايتين، وفق الحصة المخصصة لكل ولاية، بغرض تجنب الاضطرابات التي عادة ما تطفو للسطح، خاصة بولاية الطارف، جراء عدم ضخ كامل الكمية المخصصة لها، كما ستسهر ذات الوحدة على الحفاظ والمتابعة والالتزام بالكمية المخصصة لكل ولاية من مختلف مصادر المياه، سواء من المسطحات المائية والجوفية (سدود وآبار ارتوازية) أو من التزود بالمياه المحلاة من محطة كدية الدراوش، حسب الكمية المحددة للولايتين وهذا تفاديا لكل اضطراب وضمانا لتزويد المواطنين بحاجياتهم بالكميات المطلوبة، في ظل توفر الثروة المائية وتنوع مصادرها حسب المصالح المعنية، حيث تتزود ولايتا عنابة والطارف حاليا، من 3 سدود ويتعلق الأمر بكل من مجودة، ماكسة والشافية، بما فيها أزيد من 150 بئرا عميقا وارتوازيا بالصماط المائي بحقول بوثلجة، الريغية وبرج علي باي بالقالة، تضاف لها كمية المياه المحلاة المخصصة لولاية عنابة، المقدرة بـ160 ألف متر مكعب يوميا و 80 ألف متر مكعب يوميا، تمثل حصة ولاية الطارف من مياه تحلية مياه البحر لمصنع كدية الدراوش، علاوة على تزويد حاجيات المركبات الصناعية بعنابة وسهول الجهة الغربية لولاية الطارف من مياه سد الشافية وهو ما سيجعل الولايتين في أريحية كبيرة في التزود بهذه المادة الأساسية، سواء في مجال الشرب والري الفلاحي والمياه الصناعية.
وتشير مصالح الري بالطارف، عن منح حوالي 200 رخصة لفلاحين ومواطنين، لإنجاز الآبار وسد حاجياتهم من المياه للاستعمالات الفلاحية والمنزلية، خاصة بالمناطق المعزولة والحدودية الريفية، بعد أن تم تدعيم عدة مناطق على مستوى الولاية مؤخرا بجملة من المشاريع الهامة، منها ما تم وضعها حيز الخدمة خلال شهر رمضان الفارط وأخرى يجري انجازها بوتيرة متسارعة والتي ترمي إلى تحسين وضعية التزود وتحسين الخدمة العمومية للمياه ومعالجة النقاط السوداء، خصوصا تلك التي تعرف اضطرابات ونقصا في توزيع المياه الشروب، مع ترقب دخول مشاريع جديدة حيز الخدمة قبل حلول فصل الصيف، من أجل ضمان موسم هادئ، بعد أن تم التكفل بتدعيم عدة بلديات بالخزانات المائية، في سياق تأمين احتياجات الولاية، من خلال الرفع من قدرات التخزين، مع تزايد التعداد السكاني وبروز أقطاب جديدة، بما فيها التكفل بتجديد وتوسعة شبكات توزيع المياه التي لم تعد تستجب للحاجة أمام تزايد الطلب بفعل التوسع العمراني الذي شهدته المدن في المدة الأخيرة.
وكشفت المصالح المعنية، عن وضع مخطط مشترك مع ولاية عنابة، لتوزيع المياه خلال فصل الصيف، مع الزيادة في كمية المياه الموزعة بعد الشروع في استغلال المياه المحلاة من محطة كدية الدراوش التي دخلت حيز الخدمة، مؤخرا، والتي بدأ المواطن يلمس ثمارها بعد التحسينات التي طرأت بزيادة الكمية وتمديد ساعات التوزيع تدريجيا، بغية الوصول إلى تحقيق الأمن المائي بالولايتين على مدار الساعة في أقرب وقت، بعد بلوغ محطة التحلية طاقتها الإنتاجية القصوى نهاية الشهر الجاري والمقدرة بـ300 ألف متر مكعب يوميا، مع وضع جهاز مشترك مشكل من شاحنات الصهاريج التابعة للجزائرية للمياه والخواص للتدخل عند الضرورة بالولايتين، لضمان تزويد المواطنين بالمياه الشروب بصفة ظرفية، إلى حين عودة الأمور إلى حالتها العادية.
نوري.ح
