أوقفت المديرية العامة لشركة مناجم الفوسفات «سوميفوس» في بئر العاتر بتبسة، نهاية الأسبوع، 15 عاملا ممن قادوا الاضراب داخل المركب ، رغم تبرئتهم من طرف العدالة في القضية لتي رفعتها الإدارة ضدهم بتهمة تحريك الإضراب مع إصدار أمر بالعودة إلى العمل.
الدعوة القضائية ضد العمال ، جاءت لإنهاء الإضراب المفتوح ، الذي شرع فيه منذ أسبوع لطرح مطالب اجتماعية و مهنية ، حيث أصدرت العدالة قرارا بإخلاء المكان و العودة إلى العمل لكن برأت العمال الـ15 من تهمة تحريك الإضراب.
و حسب تصريحات العمال، فإن لجوء إدارة الشّركة إلى العدالة، جاء على خلفيّة فشل المفاوضات بين ممثّلي الطرفين، حيث تشبّث ممثّلو العمّال بسقف المطالب المرفوعة في حين أصرّت الإدارة على موقفها و القاضي بإنهاء الإضراب ثم الجلوس إلى طاولة المفاوضات، غير أن ممثلي المضربين أكدوا على عدم جدية الطّرف الآخر للخروج من عنق الزّجاجة الذي وصلت إليه المفاوضات، ليدخل بذلك إضراب عمّال المركّب المنجمي للفوسفات ببئر العاتر و البالغ عددهم أكثر من 1400 عامل يومه الثامن ، دون الوصول إلى حلّ ينهي هذا الإضراب الذي كبّد خزينة الدّولة خسائر بالملايير، إذ علمنا من مصدر إداري بأن خسائر اليوم الواحد تتراوح ما بين 3 و5 مليار سنتيم، حيث يتم شحن زهاء 4 آلاف طن من الفوسفات يوميا باتجاه المنشآت المينائية بعنابة.
المضربون يصرون قبل عودتهم إلى العمل على تلبية جميع مطالبهم و التي كانت محور لقاءات و حوارات بين مسوؤلي شركة «سوميفوس» و ممثلي العمال المضربين، بغرض دراسة المطالب المرفوعة إليهم من طرف عمال المركب و المتمثلة في زيادة بنسبة 60 بالمائة في الأجر القاعدي لجميع العمال و ترسيم جميع العمال المتعاقدين و رفع جميع المنح، فضلا على المطالبة بالزيادة في منحة المردودية الجماعية و الفردية، ناهيك عن زيادة في منح الخطر و الوخامة و القفة و مصاريف المهمات و المطالبة بالتقاعد النسبي.
كما ألحوا على تجديد تجهيزات و وسائل العمل بالمركب، التي أكل عليها الدهر و شرب و لم تعد تواكب نشاط المنجم حسبهم ، مع ضرورة إعادة النظر في البنود المتعلقة بالاتفاقات الجماعية، كما طالبوا برفع منحة نهاية الخدمة و العطلة السنوية و أكد العمال المضربون لـ « النصر»، على أنهم قاموا بالعديد من الحركات الاحتجاجية، لحمل المسؤولين على الاستجابة لمطالبهم و لكن دون جدوى و يصرون على مواصلة إضرابهم حتى تتحقق جميع مطالبهم التي يرونها مشروعة و لا يمكن التنازل عنها.
مسؤولو الشركة، تأسفوا كثيرا لتسرع العمال و دخولهم في الإضراب الذي لا يعد حلا لتحقيق مطالبهم ، لاسيما و أن الإضراب جاء في وقت حساس جدا، مع التأكيد على أن هناك اهتماما من طرف الإدارة لدراسة المطالب الاجتماعية و المهنية للعمال المطروحة على طاولة المفاوضات.
ع.نصيب