يتواصل الصراع ببلدية خليل شرق ولاية برج بوعريريج، لعدة أسابيع، رغم مساعي سلطات الدائرة و الولاية لاحتواء الخلافات التي طفت إلى السطح بين مجموعة من المواطنين و رئيس المجلس البلدي، منذ توزيع القطع الأرضية الفلاحية، التي تم تجميدها فيما بعد بقرار من والي الولاية لاحتواء الوضع.
و شهدت بلدية خليل، تواصلا لاحتجاجات على مدار الأسابيع الفارطة و تصعيدا في حدتها بغلق مقر البلدية الذي دخل أسبوعه الثاني، ما عطل مصالح المواطنين، في وقت لا زال المحتجون يطالبون برحيل رئيس البلدية، متهمين إياه بسوء المعاملة للمواطنين و سوء التسيير و الجهوية في توزيع المشاريع التنموية.
و كانت عملية توزيع جيوب عقارية جرداء و أراضي فلاحية وسط المحيط الغابي بمنطقة رأس الكاف على مجموعة من المستفيدين، هي الشرارة الأولى للاحتجاجات، أين شكك عشرات المواطنين في طرق توزيعها، مبدين رفضهم لهذه العملية و مطالبين بإلحاقها بالعقار المخصص لإنشاء منطقة صناعية.
و رغم مساعي سلطات الدائرة و الولاية لإنهاء الصراع و تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف و تهدئة الأمور، من خلال عقد عديد الاجتماعات مع أعيان من المنطقة و منتخبين سابقين من بينهم من كان على رأس البلدية خلال العهدات السابقة، إلا أن الأمور لازالت على حالها و لم تعرف انفراجا، رغم الوعود و الضمانات بإنهاء الصراع، لكنها لم تجسد، في ظل إصرار المعارضة على مطلب رحيل رئيس البلدية و تمسك الأخير بمنصبه وفاء لمن انتخبوا عليه و حصوله على أغلبية الأصوات في الانتخابات المحلية الفارطة.
و يرى بعض المساندين لرئيس البلدية، أن المواطن البسيط هو الخاسر الأكبر من هذه الصراعات التي تحركها مطالب تنموية لسكان القرى و البلدية، لكنها استغلت صراعات سياسية و جهوية، خاصة و أنها بقيت مستمرة لعدة أسابيع و انعكست على أداء المجلس البلدي و مختلف المصالح و الإدارات بالبلدية، بما فيها مصلحة الحالة المدنية.
و قد سبق لسلطات الولاية، أن قامت بتجميد عملية توزيع الأراضي و الجيوب العقارية المخصصة للاستصلاح الفلاحي و الزراعي وسط الغابات ببلدية خليل و التي شملت مساحة قدرها 33 هكتارا، بعد تلقيها لعديد الشكاوى من قبل المواطنين المشككين في طرق توزيعها و منحها لمقربين من أعضاء المجلس البلدي و هو ما أكدت بشأنه سلطات البلدية، على أن العملية تشرف عليها مديرية الغابات و تم الإعلان عنها بتاريخ 17 فيفري الفارط، لإعلام المواطنين و المهتمين بفتح عملية استقبال الملفات، للشباب الراغبين في استصلاح هذه الجيوب و الأراضي الجرداء الواقعة وسط المحيط الغابي، لاستغلالها في النشاط الزراعي و الفلاحي، على غرار زراعة أشجار الزيتون و الأشجار المثمرة.
ع/ بوعبدالله