يشكل تحويل الحوامل نحو المصالح الإستشفائية خارج ولاية الطارف ، خاصة باتجاه عنابة، نسبة 70بالمائة من التحويلات، و هذا في ظل افتقار المصالح الإستشفائية المحلية لأي طبيب مختص في أمراض النساء و التوليد، بعد هجرة كل الأخصائيين للمستشفيات نحو العيادات الخاصة.
و قد كان لهذه المشكلة الأثر السلبي في إرتفاع عدد حالات تحويل الحوامل لمصالح الاستشفاء بعنابة ، و هو ما بات يهدد حياتهن، خاصة في الحالات الطارئة، بسبب وضعية الطرقات و التي تبقى 80بالمائة منها مهترئة ، بسبب قدم الحظيرة التي لم تخضع لعملية تجديد منذ فترة طويلة ، في وقت تعالت فيه أصوات عائلات الحوامل أمام المتاعب التي يواجهنها، لوضع حملهن أثناء عملية تحويلهن نحو عنابة، و هو ما تسبب في مشاكل صحية للبعض نتيجة المضاعفات بفعل تأخر الوضع خصوصا الحالات المعقدة.
يحدث هذا في ظل توفر الولاية على 4مستشفيات بكل من القالة، عاصمة الولاية، بوحجار و البسباس، تتوفر على كل المصالح مجهزة، غير أنها لا تتوفر على أي طبيب مختص في أمراض النساء و التوليد، فيما تتفاقم درجة خطورة الحوامل بالنسبة للواتي بحاجة لعمليات قيصرية مستعجلة بعد تعرضهن لمضاعفات مع وقت الوضع.
و أمام هذه الوضعية، لجأت بعض العائلات إلى الطرق التقليدية في عمليات وضع الحمل لإنقاذ الحوامل و عدم المغامرة بتحويلهن نحو المصالح الإستشفاية بعنابة، التي عادة ما ترفض استقبالهن بسبب عدم توفر الأسرة و بقاء الحوامل لأيام في الأروقة ينتظرن دورهن، ما يعرض حياتهن للخطر. و لم يخف بعض المواطنين استياءهم من تجاهل القائمين على القطاع، لمعاناة الحوامل و التقاعس في معالجة المشكلة بدعم المصالح المعنية بأخصائيين لتجنب المتاعب و الأخطار عن ذويهن.
من جهتها أفادت مصادر مسؤولة بمديرية الصحة، بأن جل الأخصائيين غادروا المستشفيات بعد انتهاء الخدمة المدنية، ما وضع القائمين على القطاع في مأزق و هذا بالرغم من التحفيزات التي وضعت لاستقطاب الأخصائيين لدعم حاجيات القطاع، إلا أن ذلك لم يثمر بأي نتيجة أمام تفضيل المختصين العمل لدى الخواص و فتح عيادات خاصة عوض العمال بالمستشفيات.
و أشارت المصالح المعنية، إلى وجود مساعي لدى الوصاية لتخصيص مناصب في طب النساء و التوليد لدعم حاجيات القطاع، موازاة و الاستنجاد بالأطباء الخواص عن أي طارئ.
نوري.ح