انطلق العمل بكل ورشات الطريق الوطني المزدوج بين مجاز عمار و وادي الزناتي بقالمة، بعد تأخر استمر عدة أشهر بسبب الظروف المناخية و تعقيدات إدارية و تقنية أخرى تكون قد واجهت أكبر مشروع بقطاع الطرقات حتى الآن، بعد مشروع الطريق السريع النافذ إلى السيار شرق غرب و مدينة عنابة.
الآليات تشق المسار الثاني من الطريق المزدوج بين مجاز عمار و وادي الزناتي/ صورة النصر
و قد بدأت الجرافات العملاقة تشق المحور الثاني من الطريق الوطني 20 انطلاقا من بلدية مجاز عمار باتجاه مدينة وادي الزناتي، بعد توقف الأمطار و جفاف الطبقات الطينية التي ظلت العائق الكبير أمام الشركات، التي استلمت أوامر بانطلاق العمل منذ عدة أشهر، لكنها لم تحرز أي تقدم يذكر حتى انتهى موسم الأمطار.
و تعمل 4 شركات وطنية على بناء مسار جديد يوازي المسار القديم على الطريق الوطني 20 الرابط بين قالمة و قسنطينة، في جزئه الممتد من مجاز عمار إلى وادي الزناتي على مسافة تتجاوز 30 كلم، تعد بمثابة المقطع الأسود الذي يظل يعيق حركة السير و مسرحا لحوادث دامية و انزلاقات أرضية واسعة.
و يتوقع أن يحرز المهندسون العاملون بالمشروع، تقدما كبيرا خلال الأشهر القادمة بعد ارتفاع درجات الحرارة و انتهاء عملية الحصاد بحقول القمح، التي يعبرها المحور الجديد، لكن العمل بالمنشآت الفنية و الجسور الصغيرة مازال متأخرا و خاصة على وادي الشارف و سيبوس قرب مجاز عمار.
و قد جلبت الشركات عتادا ضخما لشق المحور الجديد الذي يمر وسط تضاريس معقدة تتخللها منابع مائية و أرضية صخرية و مجاري مائية و منحدرات حادة قد تستهلك الكثير من الجهد و الوقت. و يتوقع أن يصبح الطريق بين مجاز عمار و وادي الزناتي مزدوجا بنهاية 2020 و عندها سيودع سكان قالمة أزمة سير استمرت عقودا طويلة بواحدة من أصعب و أهم الطرقات الوطنية العابرة للمنطقة.
و يعد الطريق الوطني الممتد من الخروب بقسنطينة إلى بوشقوف بقالمة على مسافة تتجاوز 120 كلم، شريان الاقتصاد بالمنطقة، حيث تعبره أكثر من 12 ألف مركبة يوميا، أغلبها من الوزن الثقيل المتوجه إلى الولايات الصناعية الواقعة شمالا كعنابة و سكيكدة و مناطق التبادل الواقعة جنوبا كقسنطينة و أم البواقي و غيرها من الولايات الداخلية الأخرى.
فريد.غ