تسبب إضراب عمال النظافة في بلدية الحروش بولاية سكيكدة، في تحول المدينة إلى ما يشبه مزابل فوضوية منتشرة بأكوام و قناطير تنبعث منها روائح تزكم الأنوف في مختلف الأحياء و الشوارع، خالقة ديكورا يشوه المنظر العام لهذه المدينة التي كانت إلى وقت مضى من أنظف بلديات الولاية.
الجولة التي قادتنا إلى مختلف الشوارع و الأحياء السكنية سواء العتيقة أو الحضرية، كشفت عن انتشار مفجع لمظاهر الأوساخ سواء على الأرصفة أو الطرقات و الساحات، لدرجة أن الحاويات لم تعد تستوعب الأكياس البلاستيكية و صار السكان يرمونها في الطرقات و الأرصفة و الساحات بشكل فوضوي، دون أدنى اعتبار لنظافة المحيط و تأثير ذلك على البيئة.
و لعل الموقع الذي أعطى صورة مشوهة و غير لائقة للمدينة، هو الشارع الرئيسي بشير بوقادوم بوسط المدينة، بحكم أنه يضم مختلف الإدارات و المرافق و الهيئات العمومية، من بينها مقرات الدائرة، البلدية و المحكمة البريد، فضلا عن المحلات التجارية التي تزينها أكوام أكياس القمامة، منتشرة فوق الأرصفة على حافة الطريقة.
كما أن تواجد السوق اليومية للخضر و الفواكه بوسط المدينة، زاد من تنامي الظاهرة بشكل مخيف و يندر بظهور أوبئة، بحكم أن محيط السوق أصبح يغرق في الأوساخ و فضلات الباعة و التجار الذين يعمدون لرمي الفضلات بشكل فوضوي في العراء، في ظل انعدام حاويات القامة، رغم تواجد جرار تابع للبلدية، لكنه لم يعد يستوعب الكم الهائل من الفضلات.
و الأكثر من ذلك، هو أن المكان تحول إلى مرحاض على الهواء الطلق، الأمر الذي أبدى بشأنه المواطنون قلقا و اشمئزازا من إمكانية ظهور أمراض و أوبئة، لا سيما و أن المحيط المتعفن يساعد على تكاثر الميكروبات، في ظل انتشار الكلاب الضالة بهذا المكان.
و أبدى المواطنون في حديثهم للنصر، استياءهم العميق من هذا الوضع المزري الذي لم تشهده المدينة من قبل، مؤكدين على أن العواقب ستكون وخيمة في حال استمرار الحال كما هو عليه، متسائلين عن صمت السلطات المحلية و عدم اتخاذها للتدابير الضرورية في مثل هذه الحالات.
البلدية و على لسان العضو المكلف بمصلحة الشؤون الاجتماعية جمال بوطين، أقر بالوضعية الصعبة التي تمر بها البلدية في عملية جمع القمامة و رميها، خاصة بعد العطب التي تعرضت له الشاحنة المخصصة لذلك، مشيرا إلى أن البلدية قامت بتوفير جرارات بصفة مؤقتة، لكن العمال، يضيف، رفضوا هذا الحل و اشترطوا توفير شاحنة، رافعين مطالب مهنية تتعلق باللباس و الأجور و غيرها، كما طالبوا بالاستجابة لها مقابل العودة للعمل.و أضاف محدثنا، بأن البلدية ستقوم بدراسة مطالب العمال و الاستجابة لها تكون وفق الإمكانيات المتاحة، مع القيام بحملة نظافة يشارك فيها سكان المدينة لمواجهة المشكلة. كمال واسطة