تذبــح صديقهـــا لأنـــه أســـاء معــامـلتهــــا
أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، قاتلة صديقها بحي دراجي رجم في بلدية سيدي عمار، بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا، تاركة إياه داخل مسكنه ثم هربت، ليتم اكتشاف جثة الضحية الملقب «بالمارطو»، بعد يومين من وقوع الجريمة، فيما عثر لدى تفتيش المنزل على سلاح ناري تمثل في مسدس آلي، و هي القضية التي التمست فيها النيابة العامة في حق المتهمة عقوبة المؤبد، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد .
تعود تفاصيل القضية إلى تاريخ 7 فيفري 2018، عندما تدخلت مصالح الحماية المدنية في حدود الساعة، التاسعة و 20 دقيقة، لنقل جثة شخص عثر عليه متوفيا داخل منزله و يتعلق الأمر بالمسمى (ق. عبد الوهاب 41 سنة)، ذبح و نكل بجثثه، كما بدت عليه إصابة جد خطيرة على مستوى الرقبة و بعد معاينته من طرف طبيب الحماية المدنية، تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية و الإدارية بمعية الدرك الوطني و منه نقل إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى ابن رشد، لإخضاع الجثة للتشريح و استغلال تقرير الطبيب الشرعي في استكمال التحريات بأمر من نيابة الجمهورية بمحكمة الحجار.
جريمة القتل وقعت حسب المعاينة الأولية للجثة، قبل يوم من اكتشافها، أين قامت والدة الضحية بالذهاب لتفقد ابنها الذي يسكن معها في حديقة المنزل بعد غيابه عن الأنظار ليوم كامل، لتجده مرميا داخل المنزل و هو يتخبط في بركة من الدماء أين دخلت في حالة هستيرية.
و حسب المعلومات الأولية وفق ما جاء في جلسة المحاكمة، فإن الضحية كان برفقة فتاة تدعى (ك.ر 22 سنة) و هي عشيقته التي ظلت معه بالمنزل ليوميين متتاليين، كانت تدعي بأن بعض الأشخاص كانوا يلاحقونها، لتغادر منزل هذا الأخير عشية اليوم الذي وجد فيه مقتولا، حيث فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا لمعرفة مرتكب هذه الجريمة البشعة، ليتبين بأن عشيقته هي من قامت بقتله.
و لدى استجواب المتهمة، اعترفت بارتكاب جريمة القتل و صرحت بأنها قامت بضربه على مستوى الرأس و الرقبة، مما أدى إلى وفاته بعد مغادرتها الشقة، نتيجة النزيف الحاد الذي أفقده كمية كبيرة من الدم. و أضافت المتهمة (ح.ع 22 سنة) المنحدرة من ولاية الطارف، أمام المحققين لدى سماعها أول مرة و هو ما أكدته أمام هيئة المحكمة، بأنها تتردد على الضحية باستمرار في منزله بحي دراجي رجم رقم 642 ببلدية سيدي عمار و ذلك لمساعدتها كونها ليس لديها مأوى و كانت تلجأ إليه على مدار 3 سنوات الأخيرة، كما تتلقى معاملة جد سيئة، تتعرض فيها للضرب و التعنيف.
و أضافت المتهمة، بأنها و بتاريخ الوقائع، كانت مع الضحية داخل الشقة، حينما قام بتوجيه عدة ضربات لها باستخدام آلة حادة و دفاعا عن نفسها، أخذت قضيبا حديديا و وجهت له ضربات على مستوى الرأس و الرقبة، تاركة إياه ينزف، ثم فرت من البيت، لتقوم بالاتصال بمصالح الحماية المدنية لإسعافها، بسبب الإصابة البليغة التي تعرضت لها، فتم نقلها إلى مستشفى الحجار لتلقي العلاج اللازم.
و أضافت مصادرنا، بأن مصالح الدرك الوطني تنقلت على إثر اكتشاف جريمة القتل إلى المؤسسة الاستشفائية، بعد تلقي معلومات عن تواجد المتهمة مع الضحية بتاريخ الوقائع و لدى سماعها في المستشفى، أكدت الوقائع و مسؤوليتها عن الحادثة، ليتم استغلال المعلومات التي قدمتها في تمديد التحقيق و العودة إلى مسرح الجريمة، أين تم العثور على مسدس آلي مخبأ بإحكام، إلى جانب أسلحة بيضاء و مخدرات.
حسين دريدح