وفاة رضيع وأكثر من 60 اصابة بداء الحصبة
سُجلت في الأيام الأخيرة، أول حالة وفاة بداء الحصبة، أو ما يعرف ببوحمرون، في حي الصرول في بلدية البوني بعنابة، بعد أن نقل الرضيع البالغ من العمر 3 أشهر، الى مستشفى طب النساء والأطفال عبد الله نواورية، في حالة صحية متدهورة جراء ارتفاع حرارته وظهور بقع حمراء على جسده ، حيث أحصت هذه المؤسسة في الاسبوعين الأخيرين 60 إصابة مؤكدة .
ووفقا لمصادر طبية استجابت مديرية الصحة الى نداءات الاستغاتة لسكان حي الصرول الذي انتشر فيه الداء وسط الأطفال ، بعد أن وجدوا صعوبة في استقبال اطفالهم في مستشفيات طب الاطفال سواء بعنابة و البوني، لقلة الأسرة ، وهي أحد الأسباب التي أدت إلى وفاة الرضيع الأول ، الذي بقي ينتظر حسب عائلته في الاستعجالات قبل التكفل التام به ، وفي اليوم الموالي فارق الحياة بسبب الاصابة بالمرض.
وأمام تحرك السلطات الولائية ، بناء على مراسلات قام بها النائب البرلماني عبد الوهاب دايرة ، قامت مصالح مديرية الصحة، باتخاذ تدابير استعجالية خاصة على مستوى مستشفى البوني بمصلحة طب الاطفال بتخصيص جناح لاستقبال المصابين بهذا الداء رغم محدودية طاقة الاستيعاب، حيث تتوفر مصلحة الاستعجالات على 14 سريرا فقط و 35 سريرا بمصلحة طب الأطفال .
وحسب ادارة مستشفى عبد الله نواورية بالبوني تم احصاء 130 إصابة بداء الحصبة منذ شهر جانفي الماضي.
وأكد النائب دايرة عبد الوهاب وهو أحد أبناء حي الصرول، بأن وضعية انتشار المرض محل متابعة ، حيث تم تجنيد أزيد من 20 طبيبا مختصا للتكفل بالحالات المستعجلة ، إلى جانب إرسال فرقتين تعمل بالحي واحدة في العيادة تقوم بالتطعيم ، والثانية عملها ميداني ، بالإضافة الى ايفاد مراقبين طبيين للوقوف على مجريات عملية التطعيم ، والوقوف حول مستجدات العمل التحسيسي وإحصاء أي حالات جديدة.
هذا ووجه دايرة قبل أسبوع ، رسالة تدخل لوالي الولاية ومصالح وزارة الصحة من أجل التدخل لاحتواء انتشار الاصابة بداء بوحمرون ، وهو ما تؤكده الحالات الموجودة حسبه بكل من مستشفى طب الأطفال سنتيراز وكذا عبد الله نواورية بالبوني. وأخطر المصدر مديرية الصحة لنقل انشغال المواطنين مع اكتشاف العديد من الإصابات على خلفية التزايد المخيف لداء الحصبة ، كما قدم استفسارات للمصالح المعنية حول مدى تفعيل المخطط الوطني لمواجهة الانتشار المقلق للداء خاصة في أوساط الأطفال.
وحسب تصريح سكان بحي الصرول للنصر ، كان تحرك المصالح الصحية متأخرا في البداية ، ولم يأخذوا الأمر بجدية ، كما وجدوا صعوبات في التكفل بأبنائهم المصابين خاصة على مستوى مستشفى البوني ، بسبب محدودية طاقة الاستيعاب وكذا الطواقم الطبيبة المناوبة في شهر رمضان ، حتى مستشفى طب الأطفال « القديسة تيريزا» كان يعاني من الاكتظاظ ، حتى الفرق الطبية التي أرسلت في أواخر شهر رمضان لحي الصرول ، لم تزر الحي بأكمله، وكانت لها خرجتان فقط. وأمام ارتفاع حالات الإصابة دق السكان ناقوس الخطر، مما عجل بتحرك مديرية الصحة خوفا من انتشار المرض لباقي الأحياء . من جهتها تعمل المصالح المعنية، بالبحث عن أسباب انتشار المرض بحي الصرول، والذي يصنف ضمن الأحياء الشعبية الفقيرة، وتنتشر فيه البيوت القصديرية.
حسين دريدح