أقام، ليلة أمس الأول، عمال مصنع «كاستل اندي ستري» للحديد بمنطقة ذراع الحاجة في المسيلة، خيمة وقضوا الليلة في محيط المصنع، في تصعيد لحركتهم الاحتجاجية التي باشروها قبل أسبوع ،على خلفية غلق المصنع من قبل صاحبه الذي اختفى عن الأنظار منذ أيام و تركهم يواجهون مصيرهم المجهول، فيما علمنا بأن هناك تحقيقات تم مباشرتها حول شبهة تحويل العملة نحو الخارج من طرف مالك المصنع.
و قد تمكن العمال المرابطون بمحيط المصنع، من منع إخراج آلات من داخل المصنع و تحميلها على متن شاحنات ليلا، إضافة إلى كمية كبيرة من مادة « الشاربونت» التي توجد في مخزن المصنع، بعد أن قرر العديد من العمال البقاء في محيط المصنع داخل خيمة ، لمنع أي دخول أو خروج للشاحنات أو المركبات.
العمال المحتجون طالبوا السلطات العليا في البلاد، بضرورة التدخل الفعلي من أجل وضع حد لممارسات صاحب المصنع، الذي حاول قبل أيام تحريضهم على الاحتجاج أمام مقر الولاية، بداعي تعطل حصوله على مشروعين استثماريين جديدين بالولاية و هذا في تهديد صارخ حسبهم للأمن العام.
كما يقول المحتجون، بأن مطلبهم لا يعدو أن يتجاوز تسوية وضعيتهم المالية التي تعدت الشهرين و إعادة تشغيل المصنع من جديد، على اعتبار أنه مصدر قوت عائلاتهم، متسائلين عن خلفية الادعاء بالعجز المالي بمصنع مداخيله كبيرة، و تفنيد ادعاءات صاحبه الذي قام قبل نهاية سنة 2018، بزيادة عدد العمال ليصل إلى 250 عاملا، قبل أن يعود بداية السنة الجارية لتقليص عددهم، بعد أن استفاد من قرض عن وحدة إنتاج ثانية دون أن تنطلق في العمل منذ بداية العام الجاري.
و يضيف ممثلون عن العمال في حديثهم للنصر من أمام موقع الاحتجاج بأنهم يصرون على البقاء أمام المصنع بعد إقامة خيمة للمبيت، و حماية المصنع من أي محاولات لإفراغه من الآلات و منع أي شاحنة من الخروج، إلا بعد إيجاد نقطة اتفاق بين طرفي النزاع، أي العمال و الإدارة، ممثلة في مالك المصنع الحالي.
هذا و علمنا بأن تحقيقات أمنية و قضائية و إدارية و مالية، تمت مباشرتها منذ فترة ضد صاحب المصنع و الذي تحوم حوله شبهة تهريب العملة نحو الخارج.
فارس قريشي
