تسببت الأمطار الرعدية الأخيرة بولاية الطارف، في تضرر حوالي 90 هكتارا من الحبوب ببلديات بوحجار، عين الكرمة و الشافية، بعد أن عرفت حملة الحصاد والدرس بهذه المناطق بعض التأخر، بسبب نقص الحاصدات وصعوبة التضاريس الوعرة لمساحات الحبوب المغروسة بالمرتفعات.
وذكر بعض الفلاحين، أن الأمطار الرعدية الغزيرة التي تهاطلت ألحقت بهم أضرارا و كبدتهم خسائر بعد تلف المحصول، خاصة و أن جلهم يفتقرون للتأمين الفلاحي، مشيرين إلى الصعوبات التي واجهتهم لحصد مساحات الحبوب، تسببت في تعرض المنتوج للسرقة و التلف بفعل الرعي غير الشرعي، فضلا عن الحرائق الصيفية التي أتت على أزيد من 66 هكتارا، قبل أن تأتي السيول على أراضي الحبوب التي تعذر عليهم حصدها في وقتها لنقص الوسائل والمعدات، و ذلك حسبهم، رغم الشكاوى والنداءات المرفوعة للجهات المختصة.
و تطرق المزارعون إلى نقص مراكز الجمع و وسائل النقل، و خاصة بالمناطق الجنوبية و الغربية، كما تحدثوا عن تأخر صرف مستحقاتهم المالية الخاصة بالحبوب التي تم وضعها على مستوى تعاونية الحبوب والبقول الجافة «رغم استيفائهم كل الشروط»، ما من شأنه حسبهم، أن يتسبب في تعطل التحضير لحملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي الجديد، كما طالب آخرون بإدراجهم ضمن برنامج تكثيف إنتاج الحبوب وتوسيع الدعم، ومنه قرض الرفيق للنهوض بهذه الشعبة الاقتصادية خاصة بالمناطق النموذجية و الرائدة.
و أوضحت مصادر بمديرية الفلاحة، أن مساحات الحبوب المتضررة بفعل الأمطار الرعدية، تقع في مناطق جبلية ومرتفعات وعرة يستحيل وصول الحاصدات إليها، مضيفة أن فلاحي هذه النقاط عادة ما يلجأون إلى طرق تقليدية لحصد أراضيهم لكونها ليست كبيرة، فيما تم التكفل بصرف مستحقات المنتجين بفضل التدابير المتخذة مع تعاونية الحبوب والبقول الجافة وبنك الفلاحة، من خلال تمكين كل المزارعين من حقوقهم المالية حسب الكمية ونوعية المحصول الموجه إلى المخازن.
و أردفت المصالح المعنية أن حملة الحصاد و الدرس انتهت، و قد كانت ناجحة و مشجعة بعد أن جندت لها كل الإمكانيات و الوسائل، و منها تسخير أزيد من 170 حاصدة و مراكز التخزين و التجميع، ما سمح بتحقيق إنتاج قياسي تجاوز 450 ألف قنطار على مساحة إجمالية قدرها 17 ألف هكتار.وأكدت غرفة الفلاحة تلقيها شكاوى من فلاحين تخص تضرر محصولهم من الحبوب بسبب الأمطار، بعد تأخر حصده و صرف مستحقاتهم، مضيفة أن المعنيين تمت مرافقتهم نحو المصالح المعنية لمعالجة الأمر، بما فيها التدخل لتمكين الراغبين في اقتناء الحاصدات، من الاستفادة من دعم الدولة. من جانبها أقرت مصالح صندوق التعاون الفلاحي بغياب ثقافة التأمين لدى العديد من الفلاحين ومنهم منتجو الحبوب، للحصول على التعويضات في مثل هذه الحالات، حيث أن نسبة المؤمنين حاليا لا تتعدى 30 بالمائة في مختلف الشعب.
نوري.ح
