عاش قطاع التربة بولاية المسيلة في اليوم الأول من الدخول المدرسي، أمس، العديد من الاضطرابات والاحتجاجات على مستوى عدد من المؤسسات التربوية، على خلفية تسجيل الكثير من النقائص في استقبال التلاميذ، الذين اضطروا للاحتجاج و الخروج إلى الشارع ببوسعادة، أين قام العشرات من الأولياء و التلاميذ بأحياء غزة بالمدخل الشمالي للمدينة، بغلق الطريق الوطني رقم 8 بالحجارة و المتاريس، احتجاجا على مشاكل الاكتظاظ بالمدرسة الابتدائية والمتوسطة الوحيدتين بالجهة.
الدخول المدرسي بولاية المسيلة الذي أشرفت عليه وزيرة الصناعة جميلة تمازيرت والسلطات المحلية بالولاية من المدرسة الابتدائية أول نوفمبر بعاصمة الولاية، عرف بداية صعبة، بعد أن برزت العديد من مظاهر عدم الرضى بين الأولياء والتلاميذ على حد سواء، والذين اشتكوا من العديد من النقائص التي عكرت عليهم صفو دخول هادئ هذه السنة، حيث استقبل العشرات من المواطنين بأحياء غزة بالقطب الحضري الجديد ببوسعادة الموسم الدراسي بالاحتجاج، من خلال غلق الطريق الوطني رقم 8 على خلفية حالة الاكتظاظ التي تعاني منها المدرسة الابتدائية الوحيدة و المتوسطة، ما جعلهم يعبرون عن تذمرهم لعدم تسجيل مؤسسات جديدة خلال السنوات الأخيرة.
و يقول المحتجون، بأنهم حذروا من مغبة الوقوع في هذا الفخ قبل سنوات، إلا أنه لاشيء تحقق و لم تسجل مؤسسات جديدة لتخفيف الضغط الذي وجدوا أنفسهم يعيشونه، حيث طالبوا بتدخل الوالي شخصيا و حضوره إلى عين المكان للوقوف على ما لحقهم من غبن.
و بسيدي عيسى، قاطع تلاميذ متوسطة الشهيد حيدر بلقاسم الدراسة بسبب حالة الاكتظاظ التي تجاوزت الحدود، بعد أن بلغ عدد التلاميذ 1450 تلميذا موزعين على 33 فوجا، في حين أن قدرة استيعاب المتوسطة لا تتجاوز 15 قسما، إضافة إلى النقص الفادح في التأطير الإداري و التربوي، حيث تنقل رئيس بلدية سيدي عيسى إلى عين المكان، أين كان له لقاء مع المحتجين من التلاميذ و أوليائهم في ساحة المؤسسة التعليمية، مقترحا تحويل التلاميذ إلى المدرسة الابتدائية المجاورة على شكل ملحقة و كذا ملحقة لكحل عبد العزيز، إلى جانب اقتراح استغلال 8 أقسام شاغرة بثانوية الوئام لتلاميذ المتوسط من سكان حي 530 سكنا اجتماعيا، الذين التحقوا بسكناتهم قبل شهر، إلا أنهم اصطدموا بنقص كبير في المرافق التربوية و وجد أبناؤهم مشاكل كبيرة في التمدرس و التنقل إلى مؤسسات بعيدة تفوق الكلم.
و في نفس البلدية، تفاجأ أولياء تلاميذ محمد الربيع محجوبي بحي 24 فيفري، بافتراش التلاميذ لزرابي بدلا من الطاولات و الكراسي، بسبب تأخر تجهيز المؤسسة التعليمية بالطاولات و الكراسي، ليجد التلاميذ أنفسهم مجبرين على افتراش الأرض لمزاولة الدراسة، حيث حمل الأولياء مديرية التربية مسؤولية ما حصل من إهمال و تأخر عملية تجهيز المدرسة و كذا العديد من المؤسسات التربوية بالولاية.
كما قام أولياء تلاميذ منطقة الجباس بتامسة، بغلق الطريق الولائي رقم 38 احتجاجا على مشاكل النقل المدرسي، بينما اشتكى أولياء التلاميذ بمطارفة مركز من حالة الاكتظاظ بمدرسة بوديلي رابح التي بلغ بها عدد التلاميذ 500 تلميذ، في حين أن طاقة الاستيعاب النظرية لا تتجاوز 125 تلميذا و هو ما تسبب في امتعاض الأولياء الذين طالبوا في كثير من المرات بتسجيل مدرسة ابتدائية، في حين أن الولاية شهدت هذه السنة افتتاح مدرستين بكل من بوسعادة و واحدة بعاصمة الولاية تأجل فتحها إلى غاية نهاية الشهر الجاري بسبب عدم اكتمال الأشغال.
و ببوسعادة، ناشد سكان حي عدل الجديد والي المسيلة، للنظر في أمر عدم افتتاح ملحقة المتوسطة الجديدة التي يستفيد منها في حال افتتاحها 200 تلميذ و هذا بسبب تعنت مديرية القطاع في رفض فتحها، مطالبين بضرورة تنظيم زيارة ميدانية و الوقوف على خلفيات رفض وضعها حيز الخدمة.
بينما تعرف متوسطة عبد الرحمان بن عوف بأمجدل، حالة اكتظاظ بمعدل 42 تلميذا في القسم، بعد أن تضاعف عدد التلاميذ هذا الموسم إلى 870 تلميذا على مستوى 24 فوجا و التي تقلصت بعدما كانت الموسم الماضي 26 فوجا و طالب الأولياء بضرورة ترميم المؤسسة التي يعود تاريخ انجازها إلى سنة 84.
و تجدر الإشارة، إلى أن ولاية المسيلة استقبلت هذه السنة 31 ألفا و 438 تلميذا جديدا، ليتجاوز عدد التلاميذ في الطور الابتدائي، 170 ألف تلميذ موزعين على 685 ابتدائية بمجموع 5868 فوجا، في حين أن الطور المتوسط الذي لم يستلم هذا الموسم أي مؤسسة جديدة مستقرة عند 160 إكمالية بعدد تلاميذ يتجاوز 100 ألف تلميذ، نفس الشيء بالنسبة لعدد الثانويات التي استقرت في مستوى 70 ثانوية استقبلت أكثر من 34 ألف تلميذ.
فارس قريشي