تعرضت مدينة قالمة مساء أمس الأحد إلى عاصفة رعدية قوية حولت الشوارع و الساحات العامة بعدة أحياء إلى سيول جارفة ألحقت دمارا كبيرا بالطرقات و الأرصفة و الفضاءات التجارية، و شلت حركة السير بالمحاور الكبرى.
و غمرت السيول المحملة بالحجارة و الطين الأحمر شارع التطوع أحد اكبر الشوارع التجارية بالمدينة و حولته إلى مجرى طبيعي مشوه، و توقفت به حركة السير بعض الوقت و هرب الناس من مجرى الفيضان، الذي أخذ طريقه إلى الأحياء الواقعة بالضاحية الشمالية كالمحطة البرية و حي المذبح القديم، و اختفت معالم الطرقات بعد ان غطتها الفيضانات.
كما تضررت عدة أحياء بينها حي 19 جوان و ضاحية الفوجرول، و شارع سويداني وسط المدينة، و اقتلعت السيول الجارفة طبقات الخرسانة المزفتة ببعض المواقع المنحدرة، مخلفة خرابا كبيرا بالشوارع ذات الكثافة المرورية الكبيرة.
و قد عجزت أنظمة الحماية من الفيضانات و الحزام الواقي عن صد الفيضان الكبير، و داهمت السيول المدينة التي بدت أمس و كأنها بلا حماية من الخطر الذي يهددها باستمرار في السنوات الأخيرة، دون أن تلوح في الأفق خطط جدية لمواجهة الدمار القادم من مرتفعات جبل ماونة.
و تعد هذه ثاني مرة تتعرض فيها مدينة قالمة للفيضانات في غضون أسبوع، و بدأت أصوات السكان تتصاعد مطالبة بإيجاد حل لنفق وادي السخون و شارع التطوع، قبل ان تقع كارثة أخرى مشابهة لكارثة باب الواد بالعاصمة هنا بقالمة عندما يحين موعد الفيضان الكبير. فريد.غ