لا تزال عمليات البحث متواصلة من قبل أعوان الحماية المدنية و المواطنين، للعثور على سيدة (ح.س ) التي كانت على متن سيارة أجرة جرفتها سيول الأمطار الرعدية التي تساقطت نهار، أول أمس الاثنين، فيما شيع جثمان سائق السيارة «حجاز محمد»، بعد صلاة الظهر لنهار أمس الثلاثاء، بمقبرة جبل عقاب ببلدية وادي العثمانية.
و كان الفيضان الذي حمله وادي عين فوة و شكلته السيول الغزيرة للأمطار الرعدية المتساقطة، عصر أول أمس الاثنين، قد باغتت الراحل لحظة خروجه بسيارته و معه راكبة ، من الجسر على الطريق الذي يربط جبل عقاب بمشة العرعارة، لتجرف السيارة بمن فيها و تدفع بها مع قلبها في كل مرة لمسافة قاربت الـ500 متر، إلى غاية اصطدامها في طريقها بجسر آخر اعترض المركبة و منع مرورها عبر قنواته، فظلت مركونة هناك.
و بعد توقف الأمطار و انطلاق عمليات البحث، عثر على صاحب السيارة في مقعده بداخلها، حيث كان مستعملا حزام الأمن و هو ما منع المياه الغزيرة من إخراجه منها، حيث عثر عليه في وضعية حرجة و نقل للاستعجالات الطبية بمستشفى وادي العثمانية، أين لفظ أنفاسه الأخيرة، عكس الراكبة التي كانت بالمقعد الخلفي التي أخرجتها قوة المياه من السيارة و دفعت بها إلى الخارج، إذ لم يعثر بداخل السيارة إلا على ما تبقى من جلبابها، حيث لازالت عملية البحث متواصلة عنها من قبل أفراد الحماية المدنية العاملين بميلة و المدعومين بزملائهم من ولايات قسنطينة , سطيف و جيجل , حيث استمرت عملية البحث في اليوم الأول إلى غاية الـ11 ليلا، لتستأنف، صباح أمس الثلاثاء في حدود الساعة الرابعة و النصف و لا تزال جارية لحد كتابة هذه الأسطر.
و أفادنا مصدر مسؤول بالحماية بموقع البحث بمحاذاة الطريق الوطني رقم 5 عند مشتة بوترعة، بأن الأعوان فيهم الغطاسين و المجهزين للبحث داخل مجرى الماء، و هناك فرق أخرى تبحث على حواف الوادي، بالإضافة للفرقة السينوتقنية التي تعمل باستخدام الكلاب المدربة التي تساهم في عملية البحث و قد تم إلى غاية، زوال الأمس، مسح مسافة تقدر بحوالي 30 كيلومترا طوليا دون التوصل لنتيجة.
تجدر الإشارة في الأخير، إلى أن الراحل البالغ 51 سنة من العمر الذي يعمل على نقل الركاب في سيارته، و هي من نوع 305، ترك أرملة و أربعة أبناء، أما المرأة التي اقلت سيارته فهي متزوجة وتبلغ من العمر 25 سنة تعمل كمختصة في تصويب النطق لأطفال التوحد بمستشفى الأمراض العقلية لوادي العثمانية .
ابراهيم شليغم