جـدل حـول إنشاء تحاصيص فوق
موقع أثـري بــــــأم البواقـي
أثار، مؤخرا، قرار إنشاء تحاصيص فوق موقع غني بالقطع الأثرية، جدلا واسعا بمدينة الزرق بأم البواقي وكذا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالموقع الذي تدخلت لجنة وزارية وقررت توقيف عملية استغلاله، باشرت مقاولة خاصة أشغال الحفر لربطه بقنوات الصرف الصحي، تحسبا لاستغلاله من طرف المستفيدين منه، الذين منحوا عقود استغلال مشهرة إداريا.
المعطيات التي نحوزها، تشير إلى أن مواطنين باشروا حفريات بالموقع المتواجد بقرية عين فرحات المتواجدة على الطريق الوطني رقم 10 في شطره الرابط بين مدينتي عين البيضاء ومسكيانة، ليعثروا على قطع أثرية وهياكل عظمية، ما جعل سكان بالقرية يبلغون مصالح مديرية الثقافة ويستنجدون بعناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالزرق، أين تم التواصل مع مصالح وزارة الثقافة التي أوفدت لجنة وزارية، حلت بالمنطقة وعاينتها، لتقرر وقف استغلال المنطقة كونها أثرية، غير أن الذي حصل هو إدراج مصالح البلدية للموقع كتحصيص يضم 165 قطعة أرضية وقامت مطلع العهدة الانتخابية الحالية بتوزيعه كقطع أرضية وإشهار عقود أصحابه إداريا وأبرمت البلدية في المقابل صفقة مع مقاولة خاصة لربط الموقع بقنوات الصرف الصحي مع إيصاله بمختلف الشبكات الحيوية.
رئيس بلدية الزرق إسماعيلي فؤاد وفي تصريحه للنصر، بين بأن التحصيص أنشئ في إطار برنامج الهضاب العليا، أين تم به استحداث تحصيصين، الأول هو تحصيص الأمل 1 يضم 85 قطعة أرضية والثاني، الأمل 2 ويضم 80 قطعة أرضية، والبلدية أعدت قوائم المستفيدين مع بداية عهدتها الحالية وأشهرت عقودهم إداريا وحاليا تتواجد بالموقع مقاولة لربطه بقنوات الصرف الصحي وشبكات الماء والكهرباء والغاز، في مشروع رصدت له البلدية مبلغ 1.9 مليار سنتيم وبلغت به الأشغال نسبة 65 بالمائة.
و أوضح «المير»، بأن وزارة الثقافة أوفدت لجنة من مصالحها ، قررت حسبه أن لا يتم منح و استغلال المنطقة الأثرية، ما جعل البلدية تقوم بتحويل 17 مستفيدا نحو منطقة عين فرحات3، في الوقت الذي تم تمرير قنوات الصرف على الموقع لاستحالة تمريرها من موقع آخر، وهو الموقع الذي تمر فوقه كذلك أسلاك الضغط العالي للكهرباء وأكد محدثنا، على أن القطع الأثرية التي تم استخراجها من الموقع، تتواجد حاليا بحظيرة البلدية.
مدير الثقافة بأم البواقي علي بوزوالغ، أكد للنصر أنه تم إيفاد لجنة وزارية عاينت الموقع، لتنتهي إلى قرار يقضي بعدم استغلال الموقع الأثري، الذي ينام كذلك على مقبرة قديمة واستخرج منه مواطنون قاعدة عمود حجري ورأس مهراس وهيكلا عظميا، وعن الأشغال التي أسندت لمقاولة خاصة وانطلقت بالموقع مؤخرا، أوضح بأن لجنة ولائية هي المكلفة باختيار الأرضية والمصادقة على الأشغال قبل انطلاقها ومديرية الثقافة راسلت جميع المصالح انطلاقا من الوالي وعناصر فرقة الدرك الوطني ورئيس الدائرة ومديرية التعمير وحتى فرقة مكافحة وحماية الآثار التابعة لمجموعة الدرك بسوق أهراس.
و اعتبر المتحدث، بأن مباشرة البلدية لأشغال من تلقاء نفسها لا يصح إجرائيا، خاصة بعد أن وجهة اللجنة الوزارية التي عاينت الموقع مراسلة رسمية صنفت فيه المنطقة «موقعا أثريا» على أمل أن تبرمج حفريات على مستواه لاكتشافه وختم مدير الثقافة تصريحه بالتأكيد على أن مواطنين بلغوا عن حفريات بالموقع ومصالحه راسلت الوالي، في انتظار اتخاذ الإجراءات الرسمية.
أحمد ذيب