تسببت كميات الأمطار الغزيرة التي تهاطلت ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضيين مصحوبة بحبات البرد على مدينة المسيلة وعدد من البلديات المجاورة في هلاك فتاة تبلغ من العمر 16 سنة ببلدية تارمونت بعدما جرفتها مياه وادي مقرن الوديان بمنطقة أم الشواشي .
كما حولت مياه الأمطار أحياء القطب الحضري الجديد إلى شبه جزيرة تسبح في كميات كبيرة من المياه بعدما وصل منسوب المياه إلى سكان الطوابق السفلى بعمارات حي 05 جويلية و"كيا" وغمرت السيول بها 12 سيارة وشاحنتين ، وإنقاذ 08 أشخاص علقوا في سكناتهم حيث خلفت حالة من الذعر والغضب وسط السكان.
أقل من 15 دقيقة بكمية تقل عن 20 ملم من كميات تساقط الأمطار و المصحوبة بحبات البرد كانت كافية لأن تجعل عاصمة الولاية وبعض البلديات تعيش حالة استنفار قصوى، خصوصا بعدما جرفت السيول بوادي مقرن الوديان بتارمونت فتاة تدرس في التعليم المتوسط ،كانت تستعد لإجراء امتحانات شهادة التعليم المتوسط الأسبوع الجاري، ويتعلق الأمر بالطفلة «دشوشة بستانة» وهذا عندما كانت تحاول مساعدة أبيها بالقرب من منطقة سكناهم بأرضهم الزراعية.
وبمدينة المسيلة التي كانت أكثر تضررا من جراء التساقط الكثيف لحبات البرد والأمطار فقد غمرت كميات كبيرة من مياه الأمطار عدد من الشقق بالطوابق السفلى لحي 05 جويلية حيث وصل ارتفاع منسوب المياه بالحي إلى أكثر من مترين بسبب عودة الحياة إلى وادي الجايح ما جعل عدد من سكان عمارات الحي التساهمي «كيا» يعلقون داخل شققهم ويطلبون الإغاثة، بعدما عجزوا عن مغادرة شققهم بالطوابق السفلى التي غمرتها المياه تحت جنح الظلام، حيث شهد الحي تدخلا كثيفا لأعوان الحماية المدنية وعمال البلدية ومؤسسة التطهير، وهي العملية التي سخرت لها إمكانيات ضخمة من قوارب مطاطية وشاحنات لامتصاص مياه الأمطار وعشرات عمال البلدية ومن الحماية المدنية.
وقد مكنت هذه العملية من إجلاء 08 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 03 أشهر و40 سنة والذين أصيبوا بحالة من الصدمة بعدما داهمت مياه الأمطار شققهم في وقت شهدت عديد الشوارع والأحياء بعاصمة الولاية على الوضعية الكارثية لحالة الطرقات ومشاريع التهيئة من جراء انسداد قنوات تصريف مياه الأمطار بالعديد من المحاور ومفاصل المدينة، ما عرقل حركة السير وشلها بكثير من النقاط خصوصا بالقرب من مقري الولاية ،أمن الولاية وحي 1000 مسكن وغيرها من الأحياء التي غمرتها السيول رغم استنفار جميع مصالح البلدية للتغطية على عمليات البريكولاج والتجميل التي فضحتها دقائق معدودات من تساقط الأمطار..
عملية التدخل ليلة أمس الأول والزيارة الميدانية التي قام بها والي الولاية إلى عين المكان وأمر بالتكفل الأمثل بالمتضررين، لم تمنع سكان حي 05 جويلية من الخروج إلى الشارع وتنظيم حركة احتجاجية أمام مقر الأمن الحضري التاسع، حيث طالبوا بإيفاد لجنة تحقيق في عملية اختيار موقع انجاز هذه السكنات فوق أحد الأودية النائمة، كما اشتكوا من عدم اكتمال عملية إزالة الأوحال لليومين الثاني على التوالي وغياب الكهرباء والماء عن حنفياتهم وفي شققهم على مستوى الحي المذكور إلى جانب وجود كميات كبيرة من المياه في أقبية العمارات.
الوضعية التي عاشتها أحياء القطب الحضري الجديد بالجهة الغربية لعاصمة الولاية ليلة الأربعاء وحالة الرعب والخوف التي انتابت السكان فتحت المجال للمختصين لانتقاد خيار موقع إقامة مشاريع سكنية على أرضية مهددة بالفيضانات والذي كان محل تنبيه من قبل مختصين عارفين بالمكان قبل الشروع في انجاز المشاريع السكنية المقدرة بحوالي 35 ألف سكن اجتماعي و تساهمي.
فارس قريشي