أثارت عملية قطع أشجار توجد برصيف المقر القديم لبيت الشباب، قبالة حي شعبة الفار ببلدية برج بوعريريج، استياء مواطنين و جمعية ناشطة في مجال حماية البيئة استغربت الترخيص باقتلاع أشجار معمرة كان يفترض نقلها إلى جهة أخرى.
عملية القطع تدخل ضمن عمليات تهيئة و تحضير للمكان تمهيدا لتحويله إلى موقف للناقلين، و قد تفاجأ مواطنون بعد أن استفاقوا على اختفاء الأشجار ، كما وصفت جمعية أصدقاء البيئة و الطبيعة، العملية بالعشوائية، معبرة عن استيائها من «عدم اكتراث السلطات لمختلف النداءات المطالبة بالحفاظ على البيئة و الطبيعة»، خصوصا و أن الإسمنت و الآجر قد اجتاحا مختلف المساحات في المدينة ، فضلا عن تكرار القطع العشوائي للأشجار، ما جعل العديد من الشوارع العتيقة و القديمة تفقد بريقها.
و أكد رئيس الجمعية، على مراسلة جميع السلطات و المصالح المعنية، بما فيها رئيس البلدية و سلطات الدائرة، قبل القيام بالقطع ، و اقتراح التريث لمدة أسبوع، حتى تدخل الأشجار في حالة السبات و تتساقط أوراقها ، ما يسمح باقتلاعها و إعادة غرسها بالمساحة المجاورة للرصيف، لكن السلطات المعنية، حسبه، لم تأخذ هذا المقترح بعين الاعتبار و أعطت تعليمات باقتلاعها خلال فترة الليل، ما أثار استياء السكان المجاورين و المواطنين المدافعين عن البيئة، مشيرا إلى انعدام الثقافة البيئية لدى المسؤولين المحليين، بدليل كما يقول «تجاهل مراسلات الجمعية»، على الرغم من الاعتداء العشوائي و غير المبرر على المساحات الخضراء و الأشجار المعمرة.
ويضيف المتحدث بأن الأشجار التي تم اقتلاعها، مر على غرسها أزيد من 30 سنة و أصبحت جزءا من المكان، و من الحياة اليومية للمواطنين، على غرار مساحات أخرى تم تحويلها إلى أماكن تنعدم بها الحياة، معيبا على البلدية اقتلاع أشجار تساعد على تلطيف الأجواء و توفير الهواء النقي، ناهيك عما تضفيه من جمالية بالمدن، و تعويضها بأشجار النخيل التي عادة ما تتحول إلى مجرد جذوع يابسة و ميتة بوسط الشوارع و بجوار الطرقات الرئيسية، ما يجعلها مصدر خطر على المارة .
من جانبها أكدت مصادر من البلدية، على أن مثل هذه العمليات الحراجية للأشجار و حتى عمليات اقتلاع الأشجار، تخضع لدراسة و تحتاج إلى ترخيص من المصلحة المعنية بالبلدية، مشيرة إلى أنها تقوم بذلك ، قبل بداية فصل الشتاء، لتجنب مخاطر سقوطها على المارة و المركبات خلال الاضطرابات الجوية، و بالأخص عند تساقط الثلوج، فضلا عن منح تراخيص بقطع الأشجار في حالات استثنائية، بطلب من السكان المجاورين أو في حالات المنفعة العامة، لإنجاز مشاريع بالأماكن التي تقع بها، على غرار انجاز مواقف النقل أو في عملية توسعة الطرقات .
ع/ بوعبدالله