زيــادات تصـل إلى الضـعـف في أســعــار الأعــلاف بتبســة
يطرح مربو المواشي بولاية تبسة، هذه الأيام، مشكل الارتفاع القياسي في أسعار الأعلاف، مما سيزيد، حسبهم، من نفقات التغذية لمئات الآلاف من رؤوس الأغنام و الأبقار و الماعز و الإبل و حتى الدواجن، و هو ما سيترتب عليه ارتفاع في تكلفة إنتاج مختلف العناصر الغذائية ذات الأصل الحيواني، على غرار اللحوم و الحليب و البيض.
و تحدث مربون لجريدة « النصر»، عن ارتفاع أسعار الأعلاف، خاصة «النخالة» التي تنتجها مطاحن الدقيق و السميد، التي تكون في فصل الصيف و الخريف، مقبولة نسبيا، حيث لا يتعدى ثمن القنطار الواحد، 180 ألف سنتيم و هو السعر الذي كانوا يشترون به هذا النوع من الأعلاف قبل أسابيع، غير أن السعر قفز خلال هذه الأيام، ليصبح بـ260 ألف سنتيم للقنطار، أي بزيادة النصف من السعر المعتاد.
و أكد مربون، على أن ارتفاع سعر «النخالة»، كما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، لا يكون إلا في فصل الشتاء، حيث تكون ظروف تخزينها مواتية و متاحة للتجار و المضاربين و من جهة أخرى عندما تصعب عملية الرعي، بسبب الظروف المناخية، من تساقط للأمطار و برودة الطقس، ما يضطرهم للجوء لتغذية مواشيهم بالأعلاف، غير أن الحال تتغير مع حلول فصل الصيف و ارتفاع درجة الحرارة التي تتلف الأعلاف المخزنة، بالإضافة إلى توفر المراعي و هو ما يؤدي لخفض أسعار الأعلاف في العادة، على عكس هذه الأيام.
و لم يخف المعنيون تخوفاتهم من تضاعف أسعار الأعلاف مع حلول شتاء هذا العام، في حين بلغت حاليا مستويات قياسية، أربكت الموالين و هو ما سيؤثر، حسبهم، على شعبة تربية الحيوانات و الإنتاج الحيواني، مؤكدين على أن الوضع إذا لم يتم تداركه في الوقت المناسب، فإن الثروة الحيوانية ستصبح مهددة و يضطر المربون إلى العزوف على تربية الماشية التي تشتهر بها ولاية تبسة منذ قرون.
و تجاوز ثمن القنطار من «المسطورة»، 30 ألف سنتيم، فيما يباع القنطار الواحد من الشعير بسعر 350 ألف سنتيم، في حين لم يتعد ثمنه قبل أيام، 250 ألف سنتيم ، و هو ما جعل أغلب الموالين يتساءلون عن خلفيات هذا الارتفاع غير المسبوق في ثمن الأعلاف، لاسيما في هذه الفترة التي كان من المفروض أن تكون فيه أسعار الأعلاف مقبولة.
العارفون بخبايا و كواليس تجارة الأعلاف، أرجعوا ارتفاع أسعار الأعلاف في هذه الفترة، إلى تخفيض حصة القمح الصلب و اللين لعدد من المطاحن، بعد قرار الحكومة الذي جاء نتيجة لتلاعب أصحاب المطاحن بالكميات التي تستلمها، مما شكل ندرة في مادة الأعلاف، و هو ما انجر عنه ارتفاع في الأسعار، سيما النخالة و تبعتها بقية أنواع الأعلاف.
و قد ألقت هذه الوضعية بظلالها القاتمة على الموالين، الذين طالبوا بتدارك الوضع و البحث عن حل لهذه الأزمة، التي ستشتد أكثر في قادم الأيام، إذا لم يتم إيجاد مخرج لها في القريب العاجل.
ع.نصيب