صادق مساء أمس الأول، أعضاء المجلس الشعبي الولائي بالطارف، على استحداث المؤسسة العمومية الولائية ذات الطابع الصناعي والتجاري المكلفة بالنظافة والتحسين الحضري» الطارف نظيفة»، و ذلك بعد عجز البلديات عن التكفل بهذا الجانب، ما شكل هاجسا للمنتخبين والمواطنين على حد سواء، في ظل نقص الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية.
و رحب الوالي خلال دورة المجلس الشعبي الولائي أول أمس، بإنشاء هذه المؤسسة التي تبلورت من فكرة احتضنها بعض ممن تمت استشارتهم، حيث دعا إلى تضافر جهود الجميع لتحقيق الأهداف في الاعتناء بنظافة المحيط وإعادة الاعتبار للوجه العام لولاية الطارف، التي تعد حسبه، جنة فوق الأرض أمام ما تزخر به من مناظر وطاقات طبيعية وبيئية تؤهلها لتكون قطبا بيئيا بامتياز، مشيرا إلى أن مسألة النظافة تعد من الصلاحيات الحصرية والأساسية للبلديات المكلفة بتوفير محيط سليم للمواطن والحفاظ على الصحة العمومية.
وأضاف المسؤول أن المؤسسة الولائية ستتكفل بجمع القمامة المنزلية ونقلها إلى مراكز الردم التقني والمفرغات العمومية المراقبة، إضافة إلى ترقية الفرز الانتقائي بهدف تقليص كمية النفايات الموجهة لمواقع الردم، علاوة على استخدام التكنولوجيات الحديثة لتثمين مؤهلات المؤسسة وتسيير حظائر العتاد الموضوعة تحت تصرفها من طرف البلديات، والعتاد الذي يتم اقتناؤه، و كذا العمل على إعداد و وضع أنظمة لمراقبة النفايات والتحكم فيها، ومنها تطهير الأودية والأماكن المحيطة بها و التكفل بصيانة ونظافة محاور الدوران والطرق و الأماكن العمومية المستقبلة للجمهور، لاسيما الشواطئ والفضاءات الغابية، وإبادة الحشرات والقضاء على الحيوانات الضالة وغيرها من المهام.
زيادة على ذلك، ستتكفل هذه المؤسسة الولائية بصيانة وإصلاح و إعادة تأهيل شبكات الإنارة العمومية، وتشجيع استعمال الطاقات المتجددة في هذا المجال وإنجاز وصيانة الساعات العمومية ولوحات وإشارات التوجيه، ناهيك عن مهام تهيئة الفضاءات الجوارية للراحة والترفيه وتجهيزها، و جرد الحدائق و المساحات الخضراء لضمان تثمينها، و كذلك تهيئة وتنظيف الشبكات الخاصة وتسيير المشاتل الموجهة لإنتاج النباتات والأزهار.
وتتشكل المؤسسة العمومية الولائية للنظافة، من مجلس إدارة وتسيير يرأسه الوالي ويتكون من 16 عضوا يتم تعيينهم بقرار منه وذلك لمدة 3 سنوات، وقد كشف الوالي عن تخصيص جائزة كبرى لأنظف بلدية من ميزانية الدولة، فضلا عن اقتراح المسؤول على المجلس الشعبي الولائي تخصيص جائزة من ميزانية الولاية لأنظف بلدية قصد خلق جو من التنافس بين الجماعات المحلية.
من جهتهم، رسم أعضاء المجلس الشعبي الولائي صورة سوداء عن وضعية النظافة و البيئة بالطارف، أمام تراكم الأوساخ والرمي العشوائي للقمامة التي وصلت إلى داخل الفضاءات الغابية بما فيها المحميات الطبيعية لحظيرة القالة، زيادة على الحرق العشوائي للنفايات وغيرها، يحدث هذا حسب المنتخبين في ولاية لها خصوصية مميزة في هذا الجانب ومصنفة كولاية بيئية بامتياز، وهي المسؤولية التي أكدوا أن البلديات والمواطنين والجمعيات يتحملونها على حد سواء.
و كشف التقرير الذي عرضه مدير البيئة أن كمية النفايات المنزلية التي تجمع على مستوى الولاية تقدر بـ 336 طنا يوميا، مسجلة زيادة بأكثر من 100 طن بسبب النمو السكاني خلال السنوات الأخيرة، حيث تبقى البسباس، الذرعان والشط في طليعة البلديات الأكثر طرحا للنفايات المنزلية الصلبة، فيما تم إحصاء 10 مفرغات عشوائية و 63 نقطة سوداء أزيلت51 منها مع القيام بـ 15 حملة نظافة مكنت مؤخرا من جمع 7784 طنا من النفايات، في حين سمح تحصيل الرسوم البيئية بتوفير مداخيل للخزينة تقارب 2.5 مليار سنتيم. نوري.ح