تشهد عاصمة الكورنيش الجيجلي، منذ أيام، إقبالا كبيرا للزوار، خصوصا من فئة الشباب و رغم إجراءات منع التنقل ما بين الولايات، فقد تحولت العديد من الشواطئ و الواجهات البحرية في الفترة الليلية، إلى فضاءات للتخييم و تجمع عشرات الشباب، فيما لجأ بعض أصحاب المنازل لكرائها، وسط استنكار العديد من السكان.الزائر للجهة الغربية من ولاية جيجل، يشاهد الإقبال الكبير على الشواطئ الصخرية من قبل الفئة الشبانية و كذا توافد مئات السيارات التي تحمل ترقيم ولايات مختلفة على غرار العاصمة، برج بوعريريج، سطيف، ميلة و حتى ولايات من أقصى الجنوب، مثل ورقلة، أدرار و التي أضحى أصحابها يلجؤون للسباحة و الاستجمام بالشواطئ الصخرية، في ظل تطبيق الإجراءات من قبل الأجهزة الأمنية، التي تحاول جاهدة منع دخول المصطافين للشواطئ، حيث تلجأ عائلات و شباب إلى تضليل المصالح الأمنية و محاولة الدخول عبر منافذ أخرى و التوجه إلى الجهات التي لا يمكن رصدهم فيها.
و الملاحظ خلال الأيام القليلة الماضية و بعد عيد الأضحى، هو إقبال الشباب من مختلف الولايات في شكل مجموعات تتوزع عبر الشواطئ الصخرية، حيث وقفنا على لجوء العديد منهم للمبيت في الشواطئ الرملية و كذا المبيت داخل السيارات بالواجهات البحرية، خصوصا بالخليج الصغير.
في حين أشار أصحاب المحلات التجارية، إلى أن الحركية الأخيرة بالجهة الغربية لمدينة جيجل، العوانة و زيامة منصورية، ناتجة عن تدفق الشباب من مختلف الولايات بعد العيد مباشرة، بالإضافة إلى خروج العائلات الجيجلية للسهر و السباحة في الفترة الليلية، مع وجود نسبة قليلة من العائلات المصطافة القادمة من ولايات أخرى، كون أغلب العائلات تملك منازل بالولاية، أو جاءت للإقامة عند العائلة أو الأقارب.
كما ذكر صاحب محل آخر لبيع المواد الغذائية بأولاد بوالنار، أن فئة الشباب كانت الأكثر إقبالا في هذه الفترة، فجل الزبائن الغرباء عن التجمع السكاني، يتركزون في فئة الشباب من مختلف الأعمار، مع توافد عدد قليل من العائلات، مستغربا من طريقة تعاملهم ، كونهم لا يحترمون الإجراءات الوقائية المتبعة على غرار عدم لبس الكمامة و عدم احترام التباعد الجسدي.
و أبدى سكان بحي أولاد بوالنار في مدينة جيجل، تذمرهم الشديد من ظاهرة كراء المنازل للشباب في الآونة الأخيرة، قائلين بأن هناك من الزوار ممن يتسببون في إحراج العائلات المقيمة، بالرغم من أنه متعارف بالمنطقة منع كراء المنازل للشباب ، مطالبين الجهات الأمنية بالتدخل في هذه الفترة الحساسة، فيما أوضح آخرون، بأنه لأصحاب المنازل الحق المطلق في كرائها بشرط عدم إحداث ضرر للجيران.
كما كانت لنا زيارة للواجهة البحرية بالخليج الصغير، في الفترة الليلة و التي كانت معروفة بإقبال العائلات ، في حين تحولت إلى فضاء يستقبل أكبر عدد ممكن من فئة الشباب ، فالعائلات التي وجدناها هناك تعد على الأصابع. و خلال نزولنا، وجدنا رب عائلة، أخبرنا بأنه سيغير الوجهة بسبب إقبال الشباب، مشيرا إلى وجود عدد معتبر ممن يفترشون الأرض للمبيت.
و أثناء تنقلنا بالواجهة، لاحظنا العديد من الشباب الذين وضعوا الطاولات لممارسة الألعاب على غرار «الديمينو»، « شيش بيش»، دون لبس الكمامات أو القيام بأي إجراءات للسلامة و الوقاية، فيما كانت بعض العائلات تتخذ زوايا المكان في هدوء و بجوارها الأطفال الصغار الذين كانوا يلعبون ويمرحون.
كما لاحظنا مجموعة من الشباب يفترشون الأرض للمبيت وآخرون قاموا بركن سيارتهم على الرصيف و منهم من تجده نائما بداخلها.
أما بالشاطئ الرملي، فقد قامت مجموعة من الشباب بنصب خيم للمبيت و ذكر أحد الشباب في حديثه معنا، أنه قدم من ولاية سطيف رفقة أصدقائه، لقضاء يومين بالكورنيش الجيجلي و التمتع بجمال الولاية الساحلية و المضيافة، مؤكدا على أنه و رفقة أصدقائه، يحاولون جاهدين إتباع الإجراءات الوقائية و عدم الاختلاط بالغرباء، متأسفا لما سببته جائحة كورونا، فيما أشار بائع شاي وجدناه يطوف بالمكان، إلى أن العديد من الشباب يبيتون بالواجهة البحرية .
كـ. طويل