تدخلت، أمس ،مصالح الأمن والدرك بالطارف ، لمطاردة محتلي الشواطئ الحضرية والمعزولة الجبلية من مستغليها غير الشرعيين، بعد قيامهم باحتلال مساحات ساشعة من الشواطئ و نصب الكراسي والشمسيات عليها وإلزام المصطافين بدفع أتاوى ومبالغ مالية متفاوتة، مقابل السماح لهم بالاستجمام و الاستمتاع بنسيم البحر.
و قد أسفرت الحملة التي مست كبرى الشواطئ المستقطبة لأعداد كبيرة من المصطافين والعائلات ،على غرار شاطئ الحناية ، البطاح ، القالة القديمة ، المسيدة والمرجان ، ..عن حجز 25شمسية و10طاولات و11كرسي وأغراض أخرى تخص مستلزمات الاصطياف والإستجمام ، فيما تم تحرير محاضر ضد 6أشخاص وجهت لهم تهمة الابتزاز والاستغلال غير الشرعي للشواطئ.
كما شنت المصالح المعنية حملة واسعة ضد محتلي حظائر السيارات غير الشرعية، الذين فرضوا منطقهم باحتلال كل المواقف على مستوى الشواطئ على مدار الساعة و فرض مبالغ على المصطافين وصلت إلى حدود 200دينار، حيث تم خلال العملية، توقيف 5أشخاص، تم التحقيق معهم وتحرير محاضر ضدهم من أجل المتابعة القضائية.
و يأتي تحرك المصالح المعنية لتطهير الشواطئ من محتليها غير الشرعيين، في ظل استفحال الظاهرة منذ قرار إعادة الفتح التدريجي للشواطئ وتزايد شكاوى المصطافين بخصوص تعرضهم للابتزاز من قبل محتلي الشواطئ، ما أثار موجة من الاستياء و التذمر في أوساط المواطنين و المصطافين حيال هذه الممارسات.
حتى أن الأمور تقول بعض العائلات، وصلت إلى حد محاولة الاعتداء عليهم بعد دخولهم في مناوشات مع من وصفوهم «ببلطجية الشواطئ «، بعد رفضهم الانصياع لأوامرهم بإرغامهم على دفع أتاوى الدخول و تعرضهم في كل مرة للتهديد و تخريب مركباتهم في حالة الامتناع عن الدفع، ما دفعهم إلى إيداع شكاوى لدى الجهات المعنية.
فيما قرر آخرون مقاطعة هذه الشواطئ التي انتشرت بها مظاهر الابتزاز علنا و الدوس على القانون تجنبا لدخولهم في متاهات مع عصابات الشواطئ ولجوئهم إلى السباحة بالشواطئ المغلقة وغير المحروسة هروبا من المشاكل، رغم ما تشكله هذه المواقع من خطورة على حياتهم ، في حين اضطر البعض إلى مقاطعة الشواطئ والتوجه نحو الفضاءات الغابية الطبيعية للاستجمام بحثا عن الهدوء بعيدا عن ضجيج الشواطئ و وجع الرأس. في المقابل حملت جمعيات بعض رؤساء البلديات، مسؤولية الفوضى وتفشي مظاهر الابتزاز عبر الشواطئ، لتغاضيها عن محاربة الظاهرة بالتنسيق مع الجهات الأمنية ، زيادة على الاشتباه في تواطؤ بعض البلديات مع محتلي الشواطئ في الظاهرة التي باتت تشوه العملية السياحية بالمنطقة.
كما أعيب على البلديات تأجير بعض مواقف السيارات ونقاط بيع الشمسيات بالشواطئ من دون متابعة العملية و تحديد فترة الاستغلال بالنسبة لكراء الشواطئ التي باتت في قبضة مستأجيرها على مدار 24ساعة، من دون التقيد بدفتر الشروط و ما يؤكد نية الاشتباه في هذه الممارسات منح رخص الاستغلال لمواقف السيارات بالشواطئ و المواقع السياحية دون تحديد الساعة بدقة، رغم أن دفتر الشروط يحدد استغلال المواقف بداية من السابعة صباحا إلى 7مساء و أجمع المتتبعون للموسم الصيفي على الفشل الذريع للموسم أمام الفوضى والتسيب الذي يسود الشواطئ من دون رقيب. و أكدت مصادر أمنية، على تسطير برنامج مشترك في الميدان لمراقبة وتطهير الشواطئ، من خلال القيام بحملات مداهمة فجائية وملاحقة للمستغلين غير الشرعيين الذين شكلوا عصابات منظمة لابتزاز المصطافين بحثا عن الربح السريع، من خلال استغلال الظرف الصحي المتزامن مع قرار إعادة فتح الشواطئ التي تعرف إنزالا بشريا من مختلف مناطق الوطن و هو ما استغلته البارونات لتحقيق أكبر المكتسبات المالية غير الشرعية و هو ما سيتم التصدي له بكل حزم و تطبيق سلطان القانون وإحالة كل المخالفين على العدالة .
نوري.ح
