تشهد، هذه الأيام، أسعار البطاطا بأسواق ولاية تبسة المعروفة بإنتاجها الوفير، هبوطا صاروخيا إلى حد 20 دينارا للكيلوغرام الواحد، ما تسبب في إلحاق أضرار مادية بالمنتجين الذين هددوا بوقف الإنتاج إذا لم تتدخل الجهات المعنية بصفة عاجلة.
و أكد منتجون على خطورة انخفاض أسعار البطاطا التي هبطت إلى أقل من تكلفتها، ما ينذر بإفلاس و خسائر جسيمة إذا لم تتدخل الوزارة المعنية لإنقاذ الإنتاج و المنتجين، خاصة و أن بعضهم يفكر في تحويله إلى أغذية للمواشي أو الإبقاء على المنتوج تحت الأرض لكي يتلف آليا و يتحول مع الزمن إلى عناصر مخصبة للتربة عوضا عن بيعه بالخسارة.
في حين عدّد أحد المنتجين أسباب انخفاض الأسعار، منها زيادة العرض جراء تزامن جني محصول بطاطا ولاية تبسة مع جنيها في ولايات أخرى منتجة، مشيرا إلى أن إنتاج الولاية هذه السنة، يعتبر كبيرا مقارنة بالمواسم السابقة، حيث يتوقع أن تحقق ولاية تبسة برسم الموسم الفلاحي الحالي، ارتفاعا محسوسا في إنتاج البطاطا الموسمية، حسب ما أفاد به مسؤول مصلحة الإنتاج الفلاحي و الدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية، التي تتوقع إنتاج مليون و 300 ألف قنطار من البطاطا الموسمية التي سيستمر جنيها إلى غاية نهاية شهر أكتوبر المقبل.
و أرجعت المصلحة الزيادة المتوقعة إلى توسيع المساحة الفلاحية المخصصة لهذه الشعبة، حيث بلغت 3300 هكتار، بعد أن كانت 3 آلاف هكتار خلال الموسم الفارط، إضافة إلى وفرة البذور ذات النوعية الجيدة و مياه السقي الفلاحي و قد خصصت المديرية المحلية للمصالح الفلاحية بالتنسيق مع كل الأطراف ذات الصلة، الإمكانيات المادية و البشرية لإنجاح موسم جني المحصول الذي انطلق مطلع شهر جويلية الماضي و سيستمر إلى غاية نهاية شهر أكتوبر المقبل، حيث تعرف هذه الشعبة الفلاحية تحسنا ملحوظا منذ سنوات، خاصة عبر بلديات الحويجبات و الماء الأبيض و غيرهما، حيث انطلقت مديرية المصالح الفلاحية بالولاية، في حملات لتحسيس الفلاحين حول آليات الدعم الفلاحي الجديدة التي تمنحها الدولة لترقية و تثمين هذه الشعبة خاصة من حيث نوعية البذور و أسعار الأسمدة الكيماوية المدعمة و كذا وسائل و أنماط السقي الفلاحي «السقي بالتقطير و السقي المحوري».
المديرية و بغرض ضبط جهاز تموين السوق بمادة البطاطا، عقدت بداية الأسبوع الجاري، جلسة عمل تحت رئاسة مدير المصالح الفلاحية، ثامن السعيد، تضمنت اجتماعا تنسيقيا بحضور ممثل مديرية التجارة و رئيس و أمين عام غرفة الفلاحة، و رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج و الدعم التقني و رئيس مصلحة مفتشيات البيطرة و حماية النباتات، رئيس القسم الفرعي الفلاحي لدائرة الماء الأبيض و رئيس المجلس المهني لشعبة البطاطا و مجموعة من منتجي البطاطا.
الاجتماع سمح بالتطرق لموضوع ضبط جهاز تموين السوق بمادة البطاطا، خاصة مشكلة تكوين السوق المحلية بهذه المادة، إضافة إلى ضرورة خلق تواصل بين المنتج و المسوق من أجل التكفل بهذا المنتوج الوفير.
و قد أبدى المنتجون امتعاضهم من نقص التسويق لمادة البطاطا و تراجع أسعارها و هو ما تنجر عنه خسائر و التفكير في تقليص زراعتها في المواسم التالية و نظرا لغياب ممثلين عن تجار الجملة، فقد تمت برمجة جلسة أخرى خلال الأسبوع القادم، لوضع إستراتيجية من شأنها إنقاذ المنتوج و المنتجين من الخسائر المتوقعة.
ع.نصيب