اعتبر المجلس المحلي للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين بولاية ميلة، الاستشارة ودفتر الشروط المعلن عنهما من طرف مديرية السكن والمتعلقين بمتابعة أشغال المساكن المتضررة جراء زلزال 17 جويلية و 7 أوت الفارطين، بمثابة إهانة للمهندسين، حيث منع مكاتب الدراسات من المشاركة في الاستشارة، فيما أكدت مديرية السكن أنها تعاملت وفق تعليمات الوصاية.
المجلس المحلي وفي مراسلة موجهة لمدير السكن لولاية ميلة، تحصلت النصر على نسخة منها، اعتبر المبلغ المالي المقترح على مكاتب الدراسات و المقدر بـ 9,8 مليون سنتيم مقابل إنجازها لمهام يمكن وصفها بالخطيرة، بالمهين والاستفزازي لكل المهندسين على اختلاف تخصصاتهم، فدون الحديث عن الأتعاب، لا يغطي هذا المبلغ، حسب المجلس، النفقات المالية التي يتوجب على المهندسين دفعها للمخابر ومكاتب الهندسة المختصة، من أجل التكفل الجيد بالبنايات المصنفة في المستوى الرابع من الخانة البرتقالية، كما يطلب دفتر الشروط.
المجلس وبعد أن تساءل عن أسباب عدم إسناد المشروع لهيئة المراقبة التقنية للبناء لإتمام مهمتها الأولى، قال إن مديرية السكن ربما تبحث «عن مهندسين يتحملون المسؤولية المدنية والجزائية بدلها» في حال كانت هناك تبعات في ما بعد، مبديا استعداده لتعيين فرق تنجز المهمة عن طريق التطوع ودون مقابل مالي، في حال افتقار المديرية للأموال الكافية التي «تحفظ للمهندسين كرامتهم وتسمح بانجاز المهمة على أحسن وجه»، مشيرا في الأخير إلى أنه منع المهندسين من المشاركة في هذه الاستشارة «المهينة» كونها لم تحترم حسبه، أخلاقيات المهنة مع المطالبة بإلغائها.
مدير السكن لولاية ميلة، ميلود فاضل وفي اتصال بالنصر، اكتفى بالقول إنه طبق التعليمة المركزية دون اجتهاد وبعد استشارة السلطة الوصية، كما عمل بالعقد النموذجي الذي تم تنفيذه في زلزال بومرداس، مضيفا أن الوصاية وإذا ارتأت مراجعة هذا العقد، فهو مستعد للامتثال لقرارها دون إشكال.
وكانت مديرية السكن لولاية ميلة قد أعلنت في الرابع عشر من شهر سبتمبر الجاري، عن استشارة تخص البنايات المصنفة بعد التقييم في المستوى الرابع البرتقالي، و ذلك على ثلاث مراحل، الأولى والثانية تخصان الدراسة الأولية من تشخيص، إنجاز خبرة، مخططات، تجارب ميكانيكية، وسبر للتربة مع إعداد تقارير مفصلة، مع الحاجة لتدخل وإشراك هيئة الرقابة التقنية ومكاتب دراسات مختصة مقابل مبالغ مالية تُدفع لها، أما المرحلة الثالثة فتتعلق بالمتابعة الميدانية وتنفيذ الأشغال بالورشة التي قد تدوم لعدة أشهر.
إبراهيم شليغم