تتجه سلطات ولاية الطارف، نحو ترقية قطاع الفلاحة أحد أقطاب التنمية المحلية ، بتشجيع الاستثمار في مجال تربية الأبقار وإنتاج الحليب، حيث تزخر الجهة بقدرات كبيرة في هذا المجال، ما يؤهلها لتكون قطبا منتجا للحليب و تربية الأبقار الحلوب و إنتاج اللحوم الحمراء بامتياز.
و يأتي هذا التوجه، بعد قرار والي الولاية استرجاع كل التعاونيات الفلاحية والمزارع الفلاحية النموذجية المهملة والإسطبلات والأٌقبية، خاصة بمناطق الجهة الغربية للولاية بالذرعان ، البسباس وبن مهيدي ،من أجل وضعها أمام المستثمرين الراغبين في الاستثمار في تربية الأبقار الحلوب وإنشاء الملابن و المذابح العصرية لتزويد السوق باللحوم الحمراء، موازاة و تعليمات السلطات المحلية بإحصاء كل المنشآت والهياكل الفلاحية المهجورة وغير المستغلة من أجل توزيعها على المستثمرين لإعطاء القيمة المضافة للقطاع و ترقية شعبة تربية الأبقار و إنتاج الحليب و التي تقهقرت في السنوات الماضية بعد أن كانت الولاية رائدة في هذا المجال، من خلال تزويد حاجيات ملابن الولايات المجاورة من حليب الأبقار .كما ذكر مصدر مسؤول، أن إنتاج الحليب خلال السنة الجارية، لم يتعد 1.8مليون و نصف لتر، أي ما يمثل نسبة 1.2بالمائة من قدرات الإنتاج التي تبقى في حدود 30مليون لتر، مشيرا إلى أن كميات الحليب التي يتم جمعها سنويا تبقى ضعيفة بالرغم من خصوصيات الولاية الفلاحية الرعوية و ما تزخر به من ثروة حيوانية هائلة تفوق 90 ألف رأس من الأبقار من السلالة المحلية و العصرية، منها 22 ألف رأس حلوب سلالة محلية و 8 آلاف رأس عصرية يصل مردودها إلى 30 لترا لكل بقرة حلوب .
المصدر أضاف بأن معدل الإنتاج السنوي من الحليب بالولاية يبقى في حدود 11مليون لتر، يتم جمع 4 مليون لتر سنويا منها و الباقي من الكميات المجمعة توجه للاستهلاك الشخصي و للبيع للمواطنين على قارعة الطريق بحثا عن الزيادة في هامش الربح، خلافا لأسعار التسويق المحددة من قبل الملابن و التي يضاف إليها دعم الدولة عن كل لتر حليب مسوق و التي يعتبرها المربون قليلة مقارنة مع سعر البيع مباشرة للمواطنين .
في حين أرجع المصدر تراجع شعبة إنتاج الحليب إلى عدة أسباب، منها عزوف المربين عن الانخراط في برنامج الدعم رغم التحفيزات التي يقدمها للمربين، حيث لا يتعدى عدد المنخرطين حاليا 150مربيا بمجموع 1700راس من الأبقار، إضافة إلى افتقار الولاية لمراكز و نقاط جمع الحليب، حتى أن المؤسسات المصغرة الممولة في إطار برنامج أنساج الموجهة لجمع الحليب عن طريق العربات المجهزة بالصهاريج، توقفت جلها عن النشاط رغم التحفيزات الممنوحة لها.
بينما أرجعت مصادر أخرى توقف المؤسسات المصغرة لجمع الحليب، إلى تراجع الإنتاج و نقص الملابن لتسويق الكميات التي يتم جمعها من المربين، حيث تتواجد حاليا نقطتان للجمع بكل من بوثلجة و البسباس و ملبنة واحدة في البسباس بطاقة جمع 100 ألف لتر في اليوم و نصف ملبنة بطاقة جمع 8400لتر في اليوم، تبقى لا تلبي الحاجيات في السوق من هذه المادة الأساسية، مقارنة مع القدرات الحقيقة للإنتاج على مستوى الولاية. نوري.ح